جبار الكواز - هو ممعن بالمحو ونحن رماد..

هكذا انتَ/بلا كنيةٍ او حقيبةٍ او ظلالٍ/
أنستَ الظلامَ/وغشيتَه/حتى آقتحمَ دارَنا خادعا استارَها/ ومروضا مفاتيحَها بالسحرِ/ وصارخا بالغيمة :اهربي/ (سماؤك هزيمة /ارضُك رهقٌ/ابناؤك سكارى)/ ونحن مجانين/ ايامُنا رمادُ ظنونٍ/ يا ملحاحُ .../كيف نصّبت نفسَك الها؟/ ومن أوحى لك بالأسرار؟/ قبلك نحتنا الهةً من تبرٍ فسرقتْها الثوراتُ/ومن تمرٍ فأكلها .الميسورون/ ومن نارٍ فعجنتْها الامطارُ/ ومن خشبٍ فنصبناها سوراً للأرواح/ تيمّمْ بالخديعةِ اذن/حمارُك الذي يجرّ العربةَ/ عفوا حصانُك او بغلُك او خادمُك الذي دسّ ألقابَه في سنامِ العرباتِ/ وهو يمحو آياتِه/ لتتزاوجَ الجماجمُ في المزابل/ فتلقحَ اشامُ الصدى/ لقد فطستْ خطواتُه وهو يمعنُ في محونا/حتى آستنجد النهرُ بعد ان غادرتْه الضفافُ/ يا ملحاحُ يا ملحاحُ يا ملحاحُ....لماذا اسرجتَ الغبارَ؟/والبستَ الفجرَ طاقيةَ الاخفاء/ودهنتَ ارواحَنا بالكواتم/ ووشمتَ الاضابيرَ بالنكاياتِ/ وسجنتَ خطانا حتى آستنوقَ جملُنا/ فوطأه الغرباءُ/...
============================
تلك التلالُ.../ لا تقفْ عليها فهي اثداءُ امهاتنا/ و لا تكتمْ انفاسَ الفرات فتجفُّ دموعُ الاطفالِ/ ولا تقلعْ جدائلَ عماتِنا بعد ان صرْنَ سبايا اعلانات/ولا تحفرْ بخمرتِك آبارَنا/(اانت اعمى... ياملحاحُ ؟)/نحن رمادُ مجانين/ يدفّئون المواقدَ بالوعودِ/ ويعلقون اسمالَهم بالغيومِ/ فمتى اذن...؟/ تفركُ الظلامَ بالضوءِ ليعودَ اعمى؟/
================================
يا ملحاحُ...
يا لصَ البرقِ....
نفقَ رجالُك الجوفُ/ وانت تنبح/أما زلت تمحو ظلالَنا بخيلائك؟/دعِ الامر.َ..
لقد كثّرتَ نسلَنا بالعقمِ/ واغرقتَ ارضنا برجسِ طهرِك/وبعسلِ شيطانِك/ وبمَنِّ الفضائياتِ/ وبسلوى الاناشيدِ/ وب:
(قومي رؤوسٌ كلُّهم ارأيتَ مزرعةَ البصل؟! )
وها انت ما زلتَ ماكثا في المعنى/بلا غنيمةِ القابٍ/ اسلافُك الذين طمسوا القبلةَ ب(الاسطرلاب)/ وكوّموا عظامَ اهلنا اثافيَ لقدورِ الاراملِ/ ودخّنوا قصائدَهم بالغنيمةِ/حين قطعوا الطنافسَ بالشتائم/استوطنوا المحوَ/ فبعثوا الرسائلَ من الرميمِ/بلا كنيةٍ او حقيبةٍ او ظلالٍ/ لتقتحمَ دارَنا/ بذريةٍ تهشّمُ مرايانا/ وهي تباري الجماجمَ في الوضوءِ/...
وهكذا انتَ.../ نائمٌ في المعنى
متلونٌ بالألفاظِ/
مستترٌ بالعري/
ومطليٌّ وجهُك بالمحوِ/
تعلّمُ الناسَ الوقوفَ على التلِّ/
وتفركُ الظلامَ بالضوءِ ليعودَ اعمى/
فمَن أوحى لكَ بالأسرار؟

جبّار الكوّاز بابل/العراق

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى