كمال أبو النور - هل أنتِ عاطلةٌ مثلما أنا عاطلٌ؟.. شعر

هل أنتِ عاطلةٌ مثلما أنا عاطلٌ؟
يمكن أن نقفَ سويا
في نفس اللحظةِ على شاطئ المتوسطِ
ونلوِّحُ للنوارس وللسفن العابرة
سيكونُ هذا كافيا لالتقاط السَّكِينةِ
يكفيني أن تنظري لماء البحر
سيرسل سحرَ الهالةِ الملازمةِ لابتسامتِكِ
وأن تهمسي للرمال
لأشاهدَ جسدي يتفكَّكُ إلى آلاتٍ موسيقية
مع أوَّل ذراتِ رمالٍ يحملها الهواءُ
يكفينا أن نغمض عينينا ونحتضن
صورنا التي صلينا لها في الذاكرة
ثمة خطوات حميمية
لابد أن نخطوَها دون بطء
بمحبةٍ جارفةٍ نستطيعُ محوَ النُّدبِ
وآثارِ المخالبِ المنتشرةِ حول صدرِكِ
وبين ساقيك
لاتنسِي أن تضعي مائة قبلة في زجاجة
لست طماعا ياحبيبتي
ولاتنسِي أن تضعي بصوتِكِ بضعَ كلماتٍ
في بريدي الإلكتروني
بضعَ كلماتٍ فقط
تكفي لعودةِ غصنٍ مائلٍ لاستقبالِ العاصفة
أنتِ خائفةٌ ومرتبكةٌ
مابين ماضٍ كسرَ عنقَكِ
وربطَ جبلا في قدميك
لدرجة أنك تضعين التفاحَ والحنظلَ
في كفَّةٍ واحدةٍ
ومابين حاضرٍ جمعَ كلَّ الحنانِ
وفرَشَه تحت قدميك
قدميك المرتجفةِ كشتاءٍ قارسٍ
انتبهي لرسالةِ الرَّبِّ
حشدَ كل أرواح العاشقين
فوق جَناحَي طائرٍ وأرسله إليكِ
امتطي الريحَ واعلمي أن النملةَ
التي تتوكئين عليها
لم تترك لكِ إلا قليلا من السُّكَّر
لو تعلمين أن حفنةَ سكرٍ واحدةٍ من شفتيك
كفيلةٌ بتحويل جسدِكِ إلى مزرعةِ قصَبٍ
لأسرعتِ بركوب الطائرةِ
في رحلةِ هجرةٍ إلى قلبي
بتذكرة ذهابٍ بلا عودة

كمال أبو النور

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى