كمال أبو النور - لم نكن منصفين لأجسادنا.. شعر

كلُّ شيء يتجهُ إلى الظل
لم نكن منصغين لأجسادِنا
أطعمناها لحوما نيئةً
ولأننا أخطأنا في فَهم رغباتِها
تآكلت أرواحُنا ببطءٍ
وخرجَت من قلوبِنا ذئابٌ عمياءُ
لم تشبع إلا بنحرِ أبنائِها
تموتُ أجسادُنا في الغالب
دون أن تتعرفَ على رائحةٍ تتشابكُ معها
الأجسادُ لغاتٌ معدومةُ الأبجدية
لكنها تفاجؤنا -نادرا- بالإنهيار التام
أمام حقول الطاقة
تمهِّدُ لها أوقاتا ناعمةً
كي تنصهرَ بهدوءٍ في جسدٍ واحدٍ

مهما كنا صادقين في إفراغ أسرارِنا
على ورقة بيضاءَ
ستظل القراءة ملفقةً
هناك انحناءاتٌ في مكان بعيدِ في أعماقنا
لابد أن تظل مقبورةً
الممتلئون بالمغامرات يتركون بقايا حياةٍ
-دون قصد-
تكفينا لتزويد رئاتنا بكثير من الحصاد
وتضمنُ لأقدامِنا أن تحتفظ بذاكرةِ الطريق
مع كلِّ خسارةٍ
يجبُ أن نسافرَ في الصَّمت
نتنقَّلُ في الحجرات الداخليةِ للذاكرة
ونحرصُ على عدم ضياعِ الشفرة
مهما كنا ضعافا أو على وشك الانهيار
حتى ولو كانت رقابُنا محاطةً بالمشانق
أو خرجت طلقةٌ في اتجاه صدورنا
سيكون الموتُ مَهيبا ونحن نحفظُ السِّرَّ
عتباتُ القلب مباحةٌ لأن يطأها العالمُ
إلا عتبةً واحدةً تخصُّنا
نمارسُ عليها دون خجلٍ كلَّ الخطايا
نتعرَّى كيفما نشاءُ ونواري عليها زلَّاتِنا
ربما في يوم ما نرغبُ في السكينة
ومحو ما ألفناه من الجنون
ربما نرغبُ أن نستريحَ طويلا
تحت شجرة الرَّبِّ
لنبوح بالشفرةِ التي لم نعد نملكُها

كمال أبو النور
  • Like
التفاعلات: فائد البكري

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى