إلى/ صديقي العزيز دوماً ياسر مرةً أخرى
ونحن نحصد معاً صقيع المنفى .
كان ينبغي لي أن أسقط
صرخةً تنزلق مِن ثغرِ الليل .
أن أذوب في وعاء وقت
يتسع للحزن .
أن أمزق جسدي وأتلاشى خفيفاً
في وحلِ الفراغ .
كان ينبغي لي أن لا أنام أبداً
طوال الليل .
فأظل أحدق ملياً في ظلي
كأنه مِن زمن آخر
لا يعرفني ولا أعرفه ،
فقط أصطدم بي صدفةً
في منعطف ضيق يغص بالعبث .
كان ينبغي لي أن أمضي وحيداً
نحو الضفة الأخرى
حيث الصمت وحده يصرخ
في وجهي
دون أن أقوى على كبحه .
كان ينبغي لي أن أتلاشى سريعاً
في برهةٍ ، دفعةً واحدة ،
كضوء يفيض مِن عينيْ الشمس
لحظة الغروب .
لم تمرُّ لحظة دون أن أفكر في موت ،
في خلاص أو حتى خراب يضع حداً لكل شيء .
في خضمِ هذا العبث الذي يغمر الكون ،
ليس بوسع رجل مجنون مثلي ، أن يفكر ، أو يحلم
بنجاة الكون عبر أمل يهبط مِن سماء بعيد ،
آن تدحرجه ، كحجر مصقول ، يدي الرب .
الخراب فقط ما أنتظره بصبر كاد أن ينفد ،
وبيأس فاتر لا يثمل مراهقاً .
كان ينبغي لي أن لا أحصد
غير خيبةٍ تتمدد
مرةً إثر أخرى .
كان ينبغي لي أن لا أحصد
غير يأس طازج
يندفق مِن جثةِ الحياة .
/ / /
15/4/2020
ونحن نحصد معاً صقيع المنفى .
كان ينبغي لي أن أسقط
صرخةً تنزلق مِن ثغرِ الليل .
أن أذوب في وعاء وقت
يتسع للحزن .
أن أمزق جسدي وأتلاشى خفيفاً
في وحلِ الفراغ .
كان ينبغي لي أن لا أنام أبداً
طوال الليل .
فأظل أحدق ملياً في ظلي
كأنه مِن زمن آخر
لا يعرفني ولا أعرفه ،
فقط أصطدم بي صدفةً
في منعطف ضيق يغص بالعبث .
كان ينبغي لي أن أمضي وحيداً
نحو الضفة الأخرى
حيث الصمت وحده يصرخ
في وجهي
دون أن أقوى على كبحه .
كان ينبغي لي أن أتلاشى سريعاً
في برهةٍ ، دفعةً واحدة ،
كضوء يفيض مِن عينيْ الشمس
لحظة الغروب .
لم تمرُّ لحظة دون أن أفكر في موت ،
في خلاص أو حتى خراب يضع حداً لكل شيء .
في خضمِ هذا العبث الذي يغمر الكون ،
ليس بوسع رجل مجنون مثلي ، أن يفكر ، أو يحلم
بنجاة الكون عبر أمل يهبط مِن سماء بعيد ،
آن تدحرجه ، كحجر مصقول ، يدي الرب .
الخراب فقط ما أنتظره بصبر كاد أن ينفد ،
وبيأس فاتر لا يثمل مراهقاً .
كان ينبغي لي أن لا أحصد
غير خيبةٍ تتمدد
مرةً إثر أخرى .
كان ينبغي لي أن لا أحصد
غير يأس طازج
يندفق مِن جثةِ الحياة .
/ / /
15/4/2020