صلاح عبد العزيز - سلم لامرئى.. شعر

شعاع يخترقني مباشرة
والرأس طبولها المدوية كصهيل الخيل
فى مربط فقير
دقت طبول الحرب
تسلقت الشعاع
لم أدرك
لم أدرك أى شئ بالفعل
سوى أشباح من لم يُقدروا المسافة
بين السماء والأرض
مثلما تخلى الشعاع عنى لم أصل
ولم يصلوا
ومهما كان
لو سقطت شمس أو انهار كوكب
لخرجت بيدين مرفوعتين
عسى فى حنو السقوط تكونين معى
لشد ما ارهقتنى المعاذير
الأمل مثلا
الشعاع الذى يختفى ويعود
ثم يختفى كأمنية وحيدة
إذا سرت منفردا تبتسم نجوم فى سمائى
وتجمع حطامى
انا زورق من البردى يعبر المحيط
ومهما تهيأت العواصف
يتجنبه الغرق
البحار تائهة
لن تتحمل غرقى تائهين
ولعدة مرات أمسك لسماء قريبة العهد
مقشة
أكنس نجومها المعتمة
تصبح كشارع نظيف
وما كان لشخصها أصبح لى
كانت رائحتى تفوح منها
كعائد من حرب
تعب ثم توارى ثم عاد
وكنت أقول لها : يا قمر .
كانت تقول : لا تشبهنى بالقمر. أنا أجمل.
قلت لها : الشمس .
قالت : أنا أجمل .
قلت : ما يكون منى.
قالت : ولو
- أهكذا فى العلاقة
- هكذا
- لا أفعال لا أسماء لا حروف
- لو اخترت غير هذا لكنتَ هالكا
لهذا يجب
أن يكون الإله جميلا
فى لحظة الدفق
ولحظة الولادة
الشعور بأنه معنا
يسمع أنين المواجع
رغم ذلك لا يمنعنا عن اللحاق بأقربائنا
أنا مثلا
لم يحرمنى النظر فى عين الشعاع
فتساوت الحياة معى
لا يهم
هذا الشعاع يضحك ويبكى ويتلون
بما يفعله الحلم
الحلم الذى أتت به الحوريات
الشعاع ذلك السلم اللامرئى
فى منتصف المسافة
والأكثر قابلية للتصديق يمكن أن
يتنزهن فى حدائقى
يمرحن ويصعدن إلى جبهتى
يتمددن بقربى وينمن معى
تظل أرواحنا معلقة بهن
وهى الأجمل
وهى ما لا يمكن أن نصل إلا بالموت
وعلى ذلك
كل الأمنيات مثقوبة بملابس القتل .

صلاح عبد العزيز-مصر

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى