حان الوقتُ
لأكون لساني.
أنا أشلاءُ فخّارٍ
في شخصياتٍ متعدّدةٍ
مستبدًا كشهوةٍ.
تتبّعتُ حيطانَ ترتجفُ
أردتُ أن أكون هواءً
فاختنقتِ الأشجارُ.
جبروتي لا يُغسلُ بالماءِ
دلوي مليءٌ بالآبارِ
وأملكُ مفتاحَ الجنّةِ.
أمّي التي جعلتني شاعرا
لم تفلِ رأسي من المجاعاتِ
والحروبِ والدّمار.
عرشي بين عجلاتِ المستقبل
أُدافعُ عنه ولو بمخالبَ قطةٍ.
أتصنّع البطولة كسيّارةٍ مُفخّخةٍ.
كلّ أنواع القمع
تعلّمتها من بعوضةٍ.
واجبي تجاه شعبي
لا يسمح لي بالنّوم.
واجبه تجاهي
أنْ يستغني عن رأسه للطّيور.
أقامني جلاّدًا عليه
وشيّد لي التّماثيل.
ولكي تبتهج يدي
أُوزّع الحلوى على أطفالٍ
يرفرفون إلى السّماء.
ولأحفظ ماء وجهي
جرّدتُ وطني من ورقة التّوت
وجعلته مصحّة عقلية.
أحلامي
أغزر من خيالٍ
يمكن تأمّلها في المتحف.
مواهبي التي ورثتها في كارثةٍ
تفضحها المقبرة.
ما من حربٍ توزّع الورد
تُردُّ إلى نحرها.
الحربُ..
استثمارٌ ناجعٌ للكفن.
من إنجازي الفخم:
الحياةُ..
أجّجتها في صخرةٍ
حتّى تُخفّف من مرارتها.
الأيّامُ عريانةٌ
مثل تمثال الحسناوات العذراوات.
أردت أن أتعلّم
مررت من أمام مدرسة.
ما لا أستوعبه
أنّي تركتُ هذا الشّعب
ينهض من رماده.
يدي التي درّبتها على الخفّة
لم أغلَّها.
لم أُغمض نوافذي
عن معركة البناء.
أُلاحق الزّمن على درّاجةٍ
إلى مستشفى المجانين.
اسمي غير مُعدٍ
لكنّه إذا وقع في بئرٍ
فسوف يُسمّم المياه.
منحتُ سجوني فرصة
ليتجوّل فيها الله بشموسه.
بحاجةٍ إلى وحيٍ
يوقظ هذه الرّعية
أو يؤكّد لي أنّها أشباح.
أيّتها البعوضة
هذا رأسي
أعيديه إلى رشده.
9/8/2019م.
محي الدين محجوب
لأكون لساني.
أنا أشلاءُ فخّارٍ
في شخصياتٍ متعدّدةٍ
مستبدًا كشهوةٍ.
تتبّعتُ حيطانَ ترتجفُ
أردتُ أن أكون هواءً
فاختنقتِ الأشجارُ.
جبروتي لا يُغسلُ بالماءِ
دلوي مليءٌ بالآبارِ
وأملكُ مفتاحَ الجنّةِ.
أمّي التي جعلتني شاعرا
لم تفلِ رأسي من المجاعاتِ
والحروبِ والدّمار.
عرشي بين عجلاتِ المستقبل
أُدافعُ عنه ولو بمخالبَ قطةٍ.
أتصنّع البطولة كسيّارةٍ مُفخّخةٍ.
كلّ أنواع القمع
تعلّمتها من بعوضةٍ.
واجبي تجاه شعبي
لا يسمح لي بالنّوم.
واجبه تجاهي
أنْ يستغني عن رأسه للطّيور.
أقامني جلاّدًا عليه
وشيّد لي التّماثيل.
ولكي تبتهج يدي
أُوزّع الحلوى على أطفالٍ
يرفرفون إلى السّماء.
ولأحفظ ماء وجهي
جرّدتُ وطني من ورقة التّوت
وجعلته مصحّة عقلية.
أحلامي
أغزر من خيالٍ
يمكن تأمّلها في المتحف.
مواهبي التي ورثتها في كارثةٍ
تفضحها المقبرة.
ما من حربٍ توزّع الورد
تُردُّ إلى نحرها.
الحربُ..
استثمارٌ ناجعٌ للكفن.
من إنجازي الفخم:
الحياةُ..
أجّجتها في صخرةٍ
حتّى تُخفّف من مرارتها.
الأيّامُ عريانةٌ
مثل تمثال الحسناوات العذراوات.
أردت أن أتعلّم
مررت من أمام مدرسة.
ما لا أستوعبه
أنّي تركتُ هذا الشّعب
ينهض من رماده.
يدي التي درّبتها على الخفّة
لم أغلَّها.
لم أُغمض نوافذي
عن معركة البناء.
أُلاحق الزّمن على درّاجةٍ
إلى مستشفى المجانين.
اسمي غير مُعدٍ
لكنّه إذا وقع في بئرٍ
فسوف يُسمّم المياه.
منحتُ سجوني فرصة
ليتجوّل فيها الله بشموسه.
بحاجةٍ إلى وحيٍ
يوقظ هذه الرّعية
أو يؤكّد لي أنّها أشباح.
أيّتها البعوضة
هذا رأسي
أعيديه إلى رشده.
9/8/2019م.
محي الدين محجوب