علاء نعيم الغول - مذاق ما وماء يشتعل

قالتْ وما قالتْ
أنا لكَ أيها الماءُ الجريءُ
وأيها الرغويُّ والساعي على
جسدِ الغوايةِ فاتحًا وجعَ التشقُّقِ
في جلودٍ لا تَمَسُّ ولا تُمَسُّ لكَ
ارتخيتُ وما اقترفتُ سوى اشتهاءاتي
وما ظنِّي بنفسي غير أني أُشْتَهَى
وتدافعتْ نحوي حشودُ تخيلاتي
من جهاتٍ بلَّلَتْني باتهماتٍ من العطشِ
الطويلِ وفارَقَتني رغبتي في الذَّوْدِ
عن نفسي فَأُشْعِلْتُ اعترافًا أنني
للماءِ أغرقُ في رعونتِهِ ولذتِهِ وأسبحُ
في بياضِ الوحدةِ الملأى طيورًا
من شفاهٍ أدرَكَتْ أَنَّ الكلامَ شهيةٌ
والإبتسامةَ دعوةٌ والقبلةَ الأخرى
سماءٌ لابتهالاتي ويأتي الماءُ أدفأَ
من نزيفِ الروحِ أسرعَ من هروبِ
غزالةٍ وأشدَّ من صوتِ الرعودِ تصاعدتْ
أنفاسُ صدري تستغيثُ بما تبقى من
هواءٍ في خلايا الشوقِ وانبجستْ
عيونُ النارِ من بينِ الأصابعِ وهي
تنبشُ في انسداداتِ الضميرِ أمامَ
ذاكرةِ المرايا أيها الماءُ العفيُّ جَهِدْتُ
في تبريرِ رعشاتي وعِزَّةِ نزوتي في النَّيْلِ
من ذاتي الصغيرةِ وانتبهتُ لهالةِ النورِ
التي تعلو الأنينَ وصرتُ قرباني لنفسي
والمذابحُ كلُّها مفتوحةٌ لشهادتي أَني أرَدْتُ
الإقترابَ من الحقيقةِ فانزَلَقتُ لما أريدُ
وفي الخدوشِ حروفُ نصفِ فضائلي
ورذيلةٍ مدسوسةٍ وعرفتُ أصدقَ لحظةٍ
فيها اقتربتُ من الطريقِ أنا التي لم تستمعْ
لمناشداتِ الليلِ واختزلتْ
معاني الماءِ في عبثِ
المذاقِ المشتعِلْ.
الجمعة ٢٤/٤/٢٠٢٠
مذاق مختلف

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى