ما لم نقُلْهُ وقاله الناسكْ
شعر: علاء نعيم الغول
قد لا نكونُ هنا ولا حتى هناكَ
ولا أرى ظلي ولكنْ بين نهديكِ
الطريقُ أنا الضليلُ هداي حَصْدُكِ عاريًا
أمشي وشمعتي المضيئةُ نَزَّ من
جدرانِها ماءٌ سخينٌ قد تجمَّعَ في
حياضِ الشوقِ في شبقِ المساماتِ
الصغيرةِ إنه ماءُ الفضيلةِ والخطيئةِ
يشعلُ الروحَ الفتيةَ ينتهي أو ننتهي فقط
المصيرُ يدلُّنا أو نحنُ نعرفُ في الخطى
وجهاتِنا لا تعرفينَ وتعرفينَ
أنا نذرتُكِ لي على بابٍ بلا درَجٍ
وعندَ مصبِّ نهركِ صرتُ أنتفضُ
اقتداءً بالشرايينِ التي فيها تدفقتِ الحياةُ
وما من لذة إلا وقد أخذتْ لها حظًا هنا
في الليلِ كان الليلُ ينبتُ فوقنا ويلفُّنا
بغشائهِ المِسْكيِّ نفرغُ فيهِ ما في الماءِ
من شبقٍ تمكَّنَ منْ مفاصلِنا وكانَ يدبُّ
في رعشاتنا لهفًا وصِدْقًا
إنهُ ليلُ الضحايا المقبلينَ على ولائمَ
من أنينٍ واشتعالاتٍ تؤثثُ فكرةً عمَّا يسببهُ
العناقُ من اغتيلاتٍ على طرفِ الأصابعِ
والشعورِ بأننا نحتاجُ أكثرَ كي يمدَّ
الليلُ أرففنا بألوانِ الوسائدِ ربما
هي لحظةٌ أو ألفُ آهٍ غير معلنةٍ
وإنا المترفونَ بما لدينا نستطيعُ النَّيْلَ
من فوضى اجتياحاتِ الضميرِ ورغبةٍ
مفتوحةٍ كشهيةٍ عرفت تفاصيلَ المذاقاتِ
الغنيةِ بالذي جعلَ المواسمَ متعةً
لمَ كلما لمست يداي حدودَ مائكِ جرَّني
بحرٌ إليكِ وماجَ بي هذا الومَقْ
لِمَ أنتِ فاتحةُ البهاءِ وفي ارتشافكِ تصعدُ
الغاياتُ حتى سدرةِ البوحِ المقشرِ
مثلما لوزٌ على شفتيكِ ترتسمينَ نقشًا فوق
جلدي حاملًا بذخَ البداياتِ النبيلةَ
واشتهاءاتِ الفحولةِ في زمانٍ كان
فيهِ الماءُ يدفقُ من مصبِّ النهرِ حتى
ملتقى الشفتينِ أو قالوا كذلكَ كانتِ الدنيا
وكانتْ هكذا ولأننا بين الفراغِ وشهوةِ
الطينِ القديمةِ سوفَ نلعقُ زهرةً سالتْ
على بتلاتِها قطراتُ ماءٍ لاذعٍ
والحبُّ فيكِ نهايةٌ أخرى وبُعْدٌ في اتجاهِ
مجرةٍ مكشوفةٍ للريحِ حتى أمتطيكِ كفكرةٍ
ملأتْ خيالي نشوةً بيضاءَ تلهبُ صهوةَ
الشغبِ الذي نحتاجهُ لنفيضَ من عليائنا
نتتبعُ الرعشاتِ فينا نزعةً نحو التحررِ
من قيودِ الماءِ هذا المستبدِّ وحاملِ الغرقى
وعشاقِ الطحالبِ رغوةٌ تطفو على وجهِ الملوحةِ
إنها وجهُ التزلفِ للرغائبِ وهي تنهشُ
في جلودِ المنهكينَ على فراشِ الليلِ
والضجرِ المصابِ بلعنةٍ زحفتْ على فخذِ
الغزالةِ وانزلقتُ على مخاطِ شهيةٍ بردتْ
وجرتْ خلفها أطرافَنا مرخيةً تغتالُنا إذْ بعدما
سالَ اللحاءُ على مخيلةِ الملاءاتِ النظيفةِ
هكذا وجعُ التفافِ الساقِ بالساقِ الضريرةِ
لا ترى ما تحتها من خرمشاتِ الشوقِ
من ترفِ التصاقِ أظافري بالدفءِ واحمرتْ
جلودٌ أيقنَتْ أنٍّ اعتلاءَ النارِ ينضجها
على مهلٍ ويجعلها تقطَّرُ مثلما عرقٌ على
وجهِ القماشِ وهكذا تتحولينَ إلى صفيحٍ
ساخنٍ متوهجٍ كخدودِ كاعبةٍ حميراءَ اشتهتْ
ركضًا على رملِ الظهيرةِ في يديكِ توتراتُ
البحثِ عن شوكٍ تناثرَ في وشاحِ الصوفِ
في ضيقِ المسافةِ بين جلدكِ والقميصِ
وحين يأتي الليلُ تنهارُ الغشاواتُ الثقيلةُ
تبدأُ الفوضى كأنفاسِ الطيورِ على شبابيكِ
المدينةِ واحتويتُكِ ممسكًا يدكِ الصغيرةَ واقتربنا
من سلالمَ تصعدُ الغيماتِ تأخذنا إلى غرفِ
الملائكةِ التي تركتْ رؤوسَ الريحِ
واختارتْ أثيرًا ليس لي
وإليكِ تنتبهُ اليعافيرُ الجميلةُ
وهي تعدو في المدى الشمسيِّ في هذا
الفراغِ المُسْتَثارِ وفي يديكِ أناملي حتمًا
سيأخذها دوارُ الزحفِ أعلى ثمَّ أعلى
كي تباغتَ حبةَ التوتِ المليئةَ بالسكونِ المُستَباحِ
وعندها يتفصَّدُ الرمانُ يندلقُ النبيذُ على النبيذِ
وبعدَ أنْ فقدتْ أصابعُنا التساؤلَ
سالَ بين عروقِها ألمُ التسللِ خلسةً لأماكنِ
الدراقِ والتينِ المجففِ للبراءةِ وهي تفقدُ
زهوها تحتَ اللسانِ برشفةٍ وبكلْمةٍ
بين المذاقِ وما تبقى في المذاقِ جنونُ أخيلةٍ
تبيحُ الإنصهارَ بدونِ توريةٍ
وهذا ديدنُ الليلِ المُدٍجَّنِ مثل أنثى
أيقظتْ في لحظةٍ جسدًا تشكلَ بالقليلِ
من الحليبِ و وشوشاتِ الزعفرانِ
ولسعةِ النحلِ التي كشفتْ لها عسلَ الأعالي
بين ساقيكِ المجرةُ والمعارجُ والتحررُ وانصياعُ
النهرِ للمجرى ونصفُ الليلِ قرصُ العجوةِ
المجدولُ نأكلهُ وتأكلُنا العذوبةُ كالضميرِ
الحيِّ وهو يُذيبُ أفكارًا تضللهُ على مهلٍ
وفي عينيكِ فوهةُ الغوايةِ واشتعالُ رسائلي
شبقًا وقالَ القلبُ لي أنتَ اكتمالُ
تعرجاتِ الماءِ تعرفُ أينَ تجدُ الوحشَ
كيف تميتُهُ شبعًا وتأسرهُ طليقًا
في المتاهةِ ناسيًا أينَ البدايةُ والنهايةُ
هكذا تتغوَّلُ النيَّاتُ تفترسُ الأسرَّةَ والوسائدَ
تنهشُ الضوءَ الذي غذَّى الشموعَ بجُبْنِها
لتذوبَ مصغيةً لأناتِ الأظافرِ
في الثنايا الذابلاتِ وفي انحناءاتٍ تبينَ
أنها أخذتْ من العزمِ العزيمةَ
من ملامحنا التماسكَ
وانسلخنا من فراغٍ طاعنٍ في الوقتِ
كنَّا قادريْنِ على التجدُّلِ والتماهي
في سخونتنا الشبيهةِ بالعلاقةِ بين قشرةِ
خوْخَةٍ ولزوجةِ الموزِ المريحةِ
هكذا تتقرَّبُ الأشياءُ من أشباهها
والحبُّ لي كرةٌ تدحرجُنا على عشبٍ
تبللَ بالصباحِ ولا نزالُ الآنَ بينَ الشمسِ
والصفصافِ يغسلُنا الندى
نهداكِ أولُ جرأةٍ في الخَلْقِ
نبشٌ في تجاويفِ المروءةِ والرعونةِ
لحظةٌ تحتاجُ تحييدَ الضميرِ لكي يُعَادَ
الفهمُ للأشياءِ فاقتربي لأقرأَ في مفاتنكِ
انهيارَكِ وارتقائي للعلا في مفرداتكِ
واقترافي للمزيدِ من التداعي والتلاشي
عند نهركِ حيثُ تنعدمُ العلاقةُ بين ما يجري
ويجري والشفاهُ صريعةٌ تحت الشفاهِ
وهكذا تتمايلُ الغُصُنُ الرقيقةُ
كُنْ ملاذي أيها البهوُ المُعَدُّ للذَّةٍ مصقولةِ
الجدرانِ عاليةٍ كرأسِ محاربٍ غطى بقبعةٍ
ملامحهُ فدعني الآنَ أصعدكَ اعترافًا
أنني لغةٌ وماءٌ رعشةٌ وتنازلاتٌ كلُّ شيءٍ
في الهواءِ هواءُ هذا البهوِ
يا زهوَ المكانِ تحركت فيَّ الحكايةُ
قادني للشوقِ شوقٌ واستعنتُ بما لديكِ
الآنَ يا أنثى الليالي الواسعاتِ وجذوةِ
النارِ المصابةِ بالتعنتِ والتفرُّدِ
خُذْ يدي أنا ناسكٌ فقدَ الطريقَ وضاقتِ
السبلُ الكثيرةُ بي على درجِ الغوايةِ
والتملقِ للرحيقِ على شفاهكِ
ما استطعتُ سوى اتباعكِ عالقًا بين
المصبِّ وغرفةِ التحقيقِ أو بهوِ الخلاصِ
خلاصُنا أنا معًا وثباتُنا في الليلِ
أصبحَ ممكنًا وتلاصقتْ منا القشورُ وزادنا
في العشقِ أولُ رعشةٍ فتحتْ مساماتِ التمادي
والتهادي وانغمسنا في حياضِ المسكِ
في طستٍ حوى ماءً وماءً وانتهينا جلدُنا
غضٌّ ورائحةُ القرنفلِ تملأُ الليلَ ارتباكًا
باردًا أو دافئًا فقط الحقيقةُ في الحقيقةِ
والخيالُ مضلِّلٌ جدّاً وما في القلبِ يكفي
كي أعودَ إلى البدايةِ ناسكًا أخفي من النياتِ
ما تخفيهِ يا بهوَ الغواياتِ التي لا تنتهي
خذني إليكَ كما اتفقنا أنْ أرتبَ فيكَ أصداءَ
الشهيقِ وصورةً للحبِّ واضحةً وهذا ما لديَّ
الآن هذا مصعدُ الأشواقِ تكوينُ اشتهاءاتي
وعيناكِ احتراقُ الزهرِ توقيتُ اشتعالي في أتونكِ
وانهياري في ردودكِ فاقرأي ما قد تبقى
من مزاميرِ النهايةِ والخلاصْ.
الجمعة ١٥/١١/٢٠١٩
فطامُ الناسكْ
شعر: علاء نعيم الغول
قد لا نكونُ هنا ولا حتى هناكَ
ولا أرى ظلي ولكنْ بين نهديكِ
الطريقُ أنا الضليلُ هداي حَصْدُكِ عاريًا
أمشي وشمعتي المضيئةُ نَزَّ من
جدرانِها ماءٌ سخينٌ قد تجمَّعَ في
حياضِ الشوقِ في شبقِ المساماتِ
الصغيرةِ إنه ماءُ الفضيلةِ والخطيئةِ
يشعلُ الروحَ الفتيةَ ينتهي أو ننتهي فقط
المصيرُ يدلُّنا أو نحنُ نعرفُ في الخطى
وجهاتِنا لا تعرفينَ وتعرفينَ
أنا نذرتُكِ لي على بابٍ بلا درَجٍ
وعندَ مصبِّ نهركِ صرتُ أنتفضُ
اقتداءً بالشرايينِ التي فيها تدفقتِ الحياةُ
وما من لذة إلا وقد أخذتْ لها حظًا هنا
في الليلِ كان الليلُ ينبتُ فوقنا ويلفُّنا
بغشائهِ المِسْكيِّ نفرغُ فيهِ ما في الماءِ
من شبقٍ تمكَّنَ منْ مفاصلِنا وكانَ يدبُّ
في رعشاتنا لهفًا وصِدْقًا
إنهُ ليلُ الضحايا المقبلينَ على ولائمَ
من أنينٍ واشتعالاتٍ تؤثثُ فكرةً عمَّا يسببهُ
العناقُ من اغتيلاتٍ على طرفِ الأصابعِ
والشعورِ بأننا نحتاجُ أكثرَ كي يمدَّ
الليلُ أرففنا بألوانِ الوسائدِ ربما
هي لحظةٌ أو ألفُ آهٍ غير معلنةٍ
وإنا المترفونَ بما لدينا نستطيعُ النَّيْلَ
من فوضى اجتياحاتِ الضميرِ ورغبةٍ
مفتوحةٍ كشهيةٍ عرفت تفاصيلَ المذاقاتِ
الغنيةِ بالذي جعلَ المواسمَ متعةً
لمَ كلما لمست يداي حدودَ مائكِ جرَّني
بحرٌ إليكِ وماجَ بي هذا الومَقْ
لِمَ أنتِ فاتحةُ البهاءِ وفي ارتشافكِ تصعدُ
الغاياتُ حتى سدرةِ البوحِ المقشرِ
مثلما لوزٌ على شفتيكِ ترتسمينَ نقشًا فوق
جلدي حاملًا بذخَ البداياتِ النبيلةَ
واشتهاءاتِ الفحولةِ في زمانٍ كان
فيهِ الماءُ يدفقُ من مصبِّ النهرِ حتى
ملتقى الشفتينِ أو قالوا كذلكَ كانتِ الدنيا
وكانتْ هكذا ولأننا بين الفراغِ وشهوةِ
الطينِ القديمةِ سوفَ نلعقُ زهرةً سالتْ
على بتلاتِها قطراتُ ماءٍ لاذعٍ
والحبُّ فيكِ نهايةٌ أخرى وبُعْدٌ في اتجاهِ
مجرةٍ مكشوفةٍ للريحِ حتى أمتطيكِ كفكرةٍ
ملأتْ خيالي نشوةً بيضاءَ تلهبُ صهوةَ
الشغبِ الذي نحتاجهُ لنفيضَ من عليائنا
نتتبعُ الرعشاتِ فينا نزعةً نحو التحررِ
من قيودِ الماءِ هذا المستبدِّ وحاملِ الغرقى
وعشاقِ الطحالبِ رغوةٌ تطفو على وجهِ الملوحةِ
إنها وجهُ التزلفِ للرغائبِ وهي تنهشُ
في جلودِ المنهكينَ على فراشِ الليلِ
والضجرِ المصابِ بلعنةٍ زحفتْ على فخذِ
الغزالةِ وانزلقتُ على مخاطِ شهيةٍ بردتْ
وجرتْ خلفها أطرافَنا مرخيةً تغتالُنا إذْ بعدما
سالَ اللحاءُ على مخيلةِ الملاءاتِ النظيفةِ
هكذا وجعُ التفافِ الساقِ بالساقِ الضريرةِ
لا ترى ما تحتها من خرمشاتِ الشوقِ
من ترفِ التصاقِ أظافري بالدفءِ واحمرتْ
جلودٌ أيقنَتْ أنٍّ اعتلاءَ النارِ ينضجها
على مهلٍ ويجعلها تقطَّرُ مثلما عرقٌ على
وجهِ القماشِ وهكذا تتحولينَ إلى صفيحٍ
ساخنٍ متوهجٍ كخدودِ كاعبةٍ حميراءَ اشتهتْ
ركضًا على رملِ الظهيرةِ في يديكِ توتراتُ
البحثِ عن شوكٍ تناثرَ في وشاحِ الصوفِ
في ضيقِ المسافةِ بين جلدكِ والقميصِ
وحين يأتي الليلُ تنهارُ الغشاواتُ الثقيلةُ
تبدأُ الفوضى كأنفاسِ الطيورِ على شبابيكِ
المدينةِ واحتويتُكِ ممسكًا يدكِ الصغيرةَ واقتربنا
من سلالمَ تصعدُ الغيماتِ تأخذنا إلى غرفِ
الملائكةِ التي تركتْ رؤوسَ الريحِ
واختارتْ أثيرًا ليس لي
وإليكِ تنتبهُ اليعافيرُ الجميلةُ
وهي تعدو في المدى الشمسيِّ في هذا
الفراغِ المُسْتَثارِ وفي يديكِ أناملي حتمًا
سيأخذها دوارُ الزحفِ أعلى ثمَّ أعلى
كي تباغتَ حبةَ التوتِ المليئةَ بالسكونِ المُستَباحِ
وعندها يتفصَّدُ الرمانُ يندلقُ النبيذُ على النبيذِ
وبعدَ أنْ فقدتْ أصابعُنا التساؤلَ
سالَ بين عروقِها ألمُ التسللِ خلسةً لأماكنِ
الدراقِ والتينِ المجففِ للبراءةِ وهي تفقدُ
زهوها تحتَ اللسانِ برشفةٍ وبكلْمةٍ
بين المذاقِ وما تبقى في المذاقِ جنونُ أخيلةٍ
تبيحُ الإنصهارَ بدونِ توريةٍ
وهذا ديدنُ الليلِ المُدٍجَّنِ مثل أنثى
أيقظتْ في لحظةٍ جسدًا تشكلَ بالقليلِ
من الحليبِ و وشوشاتِ الزعفرانِ
ولسعةِ النحلِ التي كشفتْ لها عسلَ الأعالي
بين ساقيكِ المجرةُ والمعارجُ والتحررُ وانصياعُ
النهرِ للمجرى ونصفُ الليلِ قرصُ العجوةِ
المجدولُ نأكلهُ وتأكلُنا العذوبةُ كالضميرِ
الحيِّ وهو يُذيبُ أفكارًا تضللهُ على مهلٍ
وفي عينيكِ فوهةُ الغوايةِ واشتعالُ رسائلي
شبقًا وقالَ القلبُ لي أنتَ اكتمالُ
تعرجاتِ الماءِ تعرفُ أينَ تجدُ الوحشَ
كيف تميتُهُ شبعًا وتأسرهُ طليقًا
في المتاهةِ ناسيًا أينَ البدايةُ والنهايةُ
هكذا تتغوَّلُ النيَّاتُ تفترسُ الأسرَّةَ والوسائدَ
تنهشُ الضوءَ الذي غذَّى الشموعَ بجُبْنِها
لتذوبَ مصغيةً لأناتِ الأظافرِ
في الثنايا الذابلاتِ وفي انحناءاتٍ تبينَ
أنها أخذتْ من العزمِ العزيمةَ
من ملامحنا التماسكَ
وانسلخنا من فراغٍ طاعنٍ في الوقتِ
كنَّا قادريْنِ على التجدُّلِ والتماهي
في سخونتنا الشبيهةِ بالعلاقةِ بين قشرةِ
خوْخَةٍ ولزوجةِ الموزِ المريحةِ
هكذا تتقرَّبُ الأشياءُ من أشباهها
والحبُّ لي كرةٌ تدحرجُنا على عشبٍ
تبللَ بالصباحِ ولا نزالُ الآنَ بينَ الشمسِ
والصفصافِ يغسلُنا الندى
نهداكِ أولُ جرأةٍ في الخَلْقِ
نبشٌ في تجاويفِ المروءةِ والرعونةِ
لحظةٌ تحتاجُ تحييدَ الضميرِ لكي يُعَادَ
الفهمُ للأشياءِ فاقتربي لأقرأَ في مفاتنكِ
انهيارَكِ وارتقائي للعلا في مفرداتكِ
واقترافي للمزيدِ من التداعي والتلاشي
عند نهركِ حيثُ تنعدمُ العلاقةُ بين ما يجري
ويجري والشفاهُ صريعةٌ تحت الشفاهِ
وهكذا تتمايلُ الغُصُنُ الرقيقةُ
كُنْ ملاذي أيها البهوُ المُعَدُّ للذَّةٍ مصقولةِ
الجدرانِ عاليةٍ كرأسِ محاربٍ غطى بقبعةٍ
ملامحهُ فدعني الآنَ أصعدكَ اعترافًا
أنني لغةٌ وماءٌ رعشةٌ وتنازلاتٌ كلُّ شيءٍ
في الهواءِ هواءُ هذا البهوِ
يا زهوَ المكانِ تحركت فيَّ الحكايةُ
قادني للشوقِ شوقٌ واستعنتُ بما لديكِ
الآنَ يا أنثى الليالي الواسعاتِ وجذوةِ
النارِ المصابةِ بالتعنتِ والتفرُّدِ
خُذْ يدي أنا ناسكٌ فقدَ الطريقَ وضاقتِ
السبلُ الكثيرةُ بي على درجِ الغوايةِ
والتملقِ للرحيقِ على شفاهكِ
ما استطعتُ سوى اتباعكِ عالقًا بين
المصبِّ وغرفةِ التحقيقِ أو بهوِ الخلاصِ
خلاصُنا أنا معًا وثباتُنا في الليلِ
أصبحَ ممكنًا وتلاصقتْ منا القشورُ وزادنا
في العشقِ أولُ رعشةٍ فتحتْ مساماتِ التمادي
والتهادي وانغمسنا في حياضِ المسكِ
في طستٍ حوى ماءً وماءً وانتهينا جلدُنا
غضٌّ ورائحةُ القرنفلِ تملأُ الليلَ ارتباكًا
باردًا أو دافئًا فقط الحقيقةُ في الحقيقةِ
والخيالُ مضلِّلٌ جدّاً وما في القلبِ يكفي
كي أعودَ إلى البدايةِ ناسكًا أخفي من النياتِ
ما تخفيهِ يا بهوَ الغواياتِ التي لا تنتهي
خذني إليكَ كما اتفقنا أنْ أرتبَ فيكَ أصداءَ
الشهيقِ وصورةً للحبِّ واضحةً وهذا ما لديَّ
الآن هذا مصعدُ الأشواقِ تكوينُ اشتهاءاتي
وعيناكِ احتراقُ الزهرِ توقيتُ اشتعالي في أتونكِ
وانهياري في ردودكِ فاقرأي ما قد تبقى
من مزاميرِ النهايةِ والخلاصْ.
الجمعة ١٥/١١/٢٠١٩
فطامُ الناسكْ