نجاة الظاهري - أكادُ أكتبُ، تمحو الريحُ آياتي

أكادُ أكتبُ،
تمحو الريحُ آياتي
فلا نجومَ
و لا ضوءٌ على ذاتي
أكادُ،
أسمعُ صوتَ الليل متسخًا
بتربةٍ من غبارِ العابرِ العاتي
بوحشةٍ
تهمسُ الغيماتُ في عجلٍ
تضيعُ فيهِ المعاني عن مداراتي
بمثلها تجرحُ الظلماتُ صبرَ يدي
لتنزفَ الشعرَ تأمينًا لروعاتي
أكادُ أكتبُ
عن حمى ستصهرني
و عن ذبولٍ بعين الحلمِ قد ياتي
و عن كسورٍ بظهر الكأسِ تقلقني
و مثلها - ربما - في وجهِ مرآتي
و عن عقاربَ في صدري ستقرصني
و قد أموت و لن تجدي مداواتي
و عن بحورٍ بها كم جبتُ قاصدةً
معنىً جديدًا ، و لم تأبهْ برحلاتي
ماجتْ لتطردني، جفّت لتكسرني
مجّتْ خُطى شغفي / خيطي / ومرساتي
أكادُ أكتبُ
تمحو الريحُ قافيتي
و تبذرُ الخوفَ في شتى احتمالاتي
أخشى إذا كتبتْ عيني قصيدَتها
أن يُغرقَ الناسَ حزنٌ ملء عبراتي
أخشى إذا كتبت روحي صبابَتها
أن يحرقَ الناسَ شوقٌ ملءَ عتماتي
أخشى إذا كتبتْ رجلي تمرّدها
أن يحرثَ القيدُ فيها - بعدُ - صرخاتي
أخشى و أكتبُ
أيُّ الجمرتينِ هنا
ستحرقُ الجمرةَ الأخرى بمشكاةِ ؟
ستمنحُ الذاتَ ضوءًا تستبينُ بهِ
طوفانَها، أو عصاها، في انطفاءاتي ؟
أخشى و أكتب
ريحُ الليل عائثةٌ
في جنةِ الفكرِ حيراتٍ و حيراتِ
وأدعي الصبرَ، و الصمتَ الذي وضعت
كفّاهُ ثقلاً على صوتي ونبضاتي
لربّما في قريبٍ ينتهي زمنٌ
في الجبِّ عشتُ بهِ أقسى انتظاراتي
وأرجعُ النجمَ مجنونًا بلا حذرٍ
يضيءُ صبحَ مسا أعلى سماواتي
أكادُ
رُبَّ احتمالٍ ما لهُ أملٌ
أقوى و أجدرُ بالتحقيقِ يا ذاتي




تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى