سوف يكسب العالم كثيرًا
وسيصبحُ أسهلَ وأجملَ
عندما أتخلى عن الهُراءِ الذي أكتبهُ
وأكتبُ (................ )
ستفرحُ أمي كثيرًا
لأنه سيصير بمقدوري أن أجدَ أوقاتًا أطولَ لزيارتها ،
وسيفرحُ أبناءُ أخوتى لأنهم سيحظَون بكميات أكبرَ من الشيكولاتة
وساعاتٍ أخرى من اللعب معي.
سيفرحُ مرضاىَ -أيضًا - لأنهم لن يكونوا مضطرينَ إلي ضبط مواعيدهم
لتناسبَ تلك السويعاتِ القليلةَ التي أقضيها في الأجزخانة ،
وسآمرُ مُساعدي بتحطيمِ هذا الميزانِ المُنضبِط ،
هذا الذي نستعملُه أثناءَ تحضيرِ بعض التركيبات ( لا بدَّ أن نكونَ أكثرَ تحرُّرًا
حين نتعاملُ مع جلودِ المرضى! )
وسيفرحُ حُراسُ العقاراتِ المجاورةِ
عندما أتطوَّعُ لتعليمِ أبنائهم بعضَ قواعد النحوِ ، والإملاءِ ،
وكيفيةَ استعمالِ كاف التشبيه ،
تلك التي يراها الحمقى ساحرة بإمكانها - إنْ دخلت على نداءاتِ الباعة الجائلينَ ، وسُيّاسِ العرَباتِ-
أن تُحيلَها شعرا !!
سيفرحونَ - ليسَ فقط لأن هذا القليلَ يكفي ليجعلَ من أبنائهم شعراءَ فى أعين الكثيرين -
ولكن ربما لأنني سأجدُ فائضًا من الوقتِ
لمساعدتهم في دروسِ الحساب والعلوم والدراسات الاجتماعية.
وسيفرحُ كثيرًا جارىَ الخمسينيُّ موظفُ الشئونِ الاجتماعيةِ
عندما أخبرُهُ أنهُ يستطيعُ أن يُصبح شاعرًا
لو أنفق على الكتابة -فقط- نصف الوقت الذي يُفْنيهِ فى حَلِّ الكلمات المتقاطعةِ!
أنا أيضًا سأكسب الكثير..
مثلًا: سأحصدُ جائزةَ " عفيفي مطر" لمواسمَ قادمة !
ولن أنسى - وأنا على منصّة التتويجِ- أن أصبغَ بالأصفرِ ضحكتى
وأنا أنظرُ في سخريةٍ إلى رفاقيَ السابقين..وإلى " عفيفي مطر" نفسِه !!
سأعيدُ صياغة علاقتي القَلِقةِ بهذا العالم
وسأصون نقودي من مَتلفَةِ شراء الورق والأقلام اللازمة لمسوداتي الساذجة ،
وأوقاتي من إعادة القراءة .. ومن تنقيح ما أكتبهُ مرة تِلوَ مرة ،
ومن قراءةِ الشعر والتراثِ والفلسفة والتاريخِ والمنطق وكل تلكَ الضلالاتِ السخيفة
سأستطيع - أيضًا - في هذا الشتاء أن أحققَ أُمنيةَ الذهابِ إلي قِنا لزيارةِ "أمل دنقل"
، تلكَ الزيارةِ التي أجّلتُها شتاءاتٍ كثيرة
سأتحمّل حِدَّتهُ وصلَفهُ معى..سأتحمل حتى لو رَكَلَني ـ بلا رحمةٍ - إلى بلاد اللاشِعر
سأتحمل - فقط - لأنني أحبه ،
وسأخبرهُ - لكي أتجنبَ نظرة اللومِ فى عينيه الحزينتين - أنني خَشِيتُ أن يأتىَ التليُّف اللعينُ على ما تبقّى مِن كبدى دونَ أن يُقالَ : مَرَّ مِن هُنا رفيق
فأنا وحيدٌ يا أمل .. وحيدٌ ، لا رفاقَ يجمعون لي أوراق الغرفة رقم ( ......)
سيصيرُ العالمُ أسهلَ وأجمل ..
فقط علىَّ أن أتخلصَ من مراياىَ التي في بيتي ،
وأن أتحمل عناء صعودِ السلالمِ هربًا من مرايا المصاعد ،
فكم أليمٌ أن يبصقَ المرءُ في مرآتِه.
سيصيرُ العالمُ أسهلَ ، وأجمل
لكنني سأفتقدُني كثيرًا عندما أفتقدُكَ أيها الشعر ! " يا أيها الفرحُ المُختلَسْ "
#محمد_أبوالعزايم
وسيصبحُ أسهلَ وأجملَ
عندما أتخلى عن الهُراءِ الذي أكتبهُ
وأكتبُ (................ )
ستفرحُ أمي كثيرًا
لأنه سيصير بمقدوري أن أجدَ أوقاتًا أطولَ لزيارتها ،
وسيفرحُ أبناءُ أخوتى لأنهم سيحظَون بكميات أكبرَ من الشيكولاتة
وساعاتٍ أخرى من اللعب معي.
سيفرحُ مرضاىَ -أيضًا - لأنهم لن يكونوا مضطرينَ إلي ضبط مواعيدهم
لتناسبَ تلك السويعاتِ القليلةَ التي أقضيها في الأجزخانة ،
وسآمرُ مُساعدي بتحطيمِ هذا الميزانِ المُنضبِط ،
هذا الذي نستعملُه أثناءَ تحضيرِ بعض التركيبات ( لا بدَّ أن نكونَ أكثرَ تحرُّرًا
حين نتعاملُ مع جلودِ المرضى! )
وسيفرحُ حُراسُ العقاراتِ المجاورةِ
عندما أتطوَّعُ لتعليمِ أبنائهم بعضَ قواعد النحوِ ، والإملاءِ ،
وكيفيةَ استعمالِ كاف التشبيه ،
تلك التي يراها الحمقى ساحرة بإمكانها - إنْ دخلت على نداءاتِ الباعة الجائلينَ ، وسُيّاسِ العرَباتِ-
أن تُحيلَها شعرا !!
سيفرحونَ - ليسَ فقط لأن هذا القليلَ يكفي ليجعلَ من أبنائهم شعراءَ فى أعين الكثيرين -
ولكن ربما لأنني سأجدُ فائضًا من الوقتِ
لمساعدتهم في دروسِ الحساب والعلوم والدراسات الاجتماعية.
وسيفرحُ كثيرًا جارىَ الخمسينيُّ موظفُ الشئونِ الاجتماعيةِ
عندما أخبرُهُ أنهُ يستطيعُ أن يُصبح شاعرًا
لو أنفق على الكتابة -فقط- نصف الوقت الذي يُفْنيهِ فى حَلِّ الكلمات المتقاطعةِ!
أنا أيضًا سأكسب الكثير..
مثلًا: سأحصدُ جائزةَ " عفيفي مطر" لمواسمَ قادمة !
ولن أنسى - وأنا على منصّة التتويجِ- أن أصبغَ بالأصفرِ ضحكتى
وأنا أنظرُ في سخريةٍ إلى رفاقيَ السابقين..وإلى " عفيفي مطر" نفسِه !!
سأعيدُ صياغة علاقتي القَلِقةِ بهذا العالم
وسأصون نقودي من مَتلفَةِ شراء الورق والأقلام اللازمة لمسوداتي الساذجة ،
وأوقاتي من إعادة القراءة .. ومن تنقيح ما أكتبهُ مرة تِلوَ مرة ،
ومن قراءةِ الشعر والتراثِ والفلسفة والتاريخِ والمنطق وكل تلكَ الضلالاتِ السخيفة
سأستطيع - أيضًا - في هذا الشتاء أن أحققَ أُمنيةَ الذهابِ إلي قِنا لزيارةِ "أمل دنقل"
، تلكَ الزيارةِ التي أجّلتُها شتاءاتٍ كثيرة
سأتحمّل حِدَّتهُ وصلَفهُ معى..سأتحمل حتى لو رَكَلَني ـ بلا رحمةٍ - إلى بلاد اللاشِعر
سأتحمل - فقط - لأنني أحبه ،
وسأخبرهُ - لكي أتجنبَ نظرة اللومِ فى عينيه الحزينتين - أنني خَشِيتُ أن يأتىَ التليُّف اللعينُ على ما تبقّى مِن كبدى دونَ أن يُقالَ : مَرَّ مِن هُنا رفيق
فأنا وحيدٌ يا أمل .. وحيدٌ ، لا رفاقَ يجمعون لي أوراق الغرفة رقم ( ......)
سيصيرُ العالمُ أسهلَ وأجمل ..
فقط علىَّ أن أتخلصَ من مراياىَ التي في بيتي ،
وأن أتحمل عناء صعودِ السلالمِ هربًا من مرايا المصاعد ،
فكم أليمٌ أن يبصقَ المرءُ في مرآتِه.
سيصيرُ العالمُ أسهلَ ، وأجمل
لكنني سأفتقدُني كثيرًا عندما أفتقدُكَ أيها الشعر ! " يا أيها الفرحُ المُختلَسْ "
#محمد_أبوالعزايم
