الليلُ يشبهُنا و يشبهُ ناقلاتِ الجندِ
يشبهُ ظبيةً منهوكةً
و أنا سأشبهُ دفتراً للنَّسْخِ تُكْتَبُ فيه
أسئلةٌ و أجوبةٌ برِفقٍ ساذجٍ
و عليكِ أن تقفي أمامَ الليلِ باباً مُقْفَلاً
مصلوبةً كالنَّهْدِ في صدرٍ ترهَّلَ مثقَلاً
بتنهداتٍ و ابتزازٍ مسرفٍ
و عليَّ تحييدُ الضميرِ
لكي أكونَ كما يريدُ الليلُ أكثرَ جرأةً
بمكاشفاتٍ قد تُريحُكِ
ناقلاتُ الجندِ تحملُ نصفَ هذا الليلِ
في خُوَذِ الجنودِ المُتْعَبينَ على طريقٍ في قرىً محروقةٍ
و يداكِ ترتعشانِ من بردٍ على أزرارِ ذاكَ الحاسبِ المحمولِ
لا تجدينَ غيريَ وقتها في شاشةٍ مغروزةٍ في الصمتِ
وحدَكِ تسمعينَ الصمتَ و هو يئنُّ في زحفِ الحروفِ
على بياضٍ خادعٍ و الليلُ يشبهُ شعرَكِ المسدولَ
يشبهُ شاهداً للقبرِ في قمرٍ قريبٍ
بعد نصفِ الليلِ يقتلُنا التودُّدُ
تستبيحُ شهيةُ الفرحِ القليلِ
عيونَنا و شفاهَنا و تراكماتِ الوقتِ في نيَّاتِنا
و أراكِ عاريةً كظلٍّ عالقٍ في حائطٍ و ستائرٍ
مربوطةٍ كالثورِ بعد قضاءِ شهوتِهِ الغنيةِ بالذبولِ
أنا مُعَدٌّ للتخلصِ من قيودِ قبيلةٍ قد أعدمتْ لغةً بأكملِها
لأصنعَ منكِ مفردةً ترتبُ أبجدياتِ الحكايةِ بيننا
و تحيلُنا ورقاً تمزقَ في حقائبَ للجنودِ الماثلينَ
أمامَ فوهةِ البنادقِ فاتحينَ عيونَهم للموتِ تلمعُ في مصابيحِ المعسكرِ
أنتِ عاريةٌ أمامي كالزجاجِ و كوبِ شايٍ
لا يغيرُ طعمَ ما نحتاجهُ لنصيرَ أدفأَ
من ثيابٍ لا تقينا بردَ هذا القلبِ
نصفُ الليلِ مقصلةٌ لرأسٍ مُجْهَدٍ فوقَ الوسادةِ
فوقَ صدرٍ لا يطيقُ تحرشاًعن غير قصدٍ
فاعصريني فيكِ داليةً نبيذاً نحتسيهِ معاً
أمامَ مذابحِ الليلِ الفقيرةِ
و اغسليني فيكِ ممتلئاً بمائكِ
بعدَ نصفِ الليلِ يجعلُنا الهواءُ مناضلَيْنِ أمامَ سدٍّ مصمَتٍ
نحتالُ كي نجدَ التفافاً فيهِ ينقذنا
و يجعلنا أخيراً قادرَيْنِ على البقاءْ.
الجمعة ٢٠/٢/٢٠١٥
من مجموعة حدث بعد نصف الليل
يشبهُ ظبيةً منهوكةً
و أنا سأشبهُ دفتراً للنَّسْخِ تُكْتَبُ فيه
أسئلةٌ و أجوبةٌ برِفقٍ ساذجٍ
و عليكِ أن تقفي أمامَ الليلِ باباً مُقْفَلاً
مصلوبةً كالنَّهْدِ في صدرٍ ترهَّلَ مثقَلاً
بتنهداتٍ و ابتزازٍ مسرفٍ
و عليَّ تحييدُ الضميرِ
لكي أكونَ كما يريدُ الليلُ أكثرَ جرأةً
بمكاشفاتٍ قد تُريحُكِ
ناقلاتُ الجندِ تحملُ نصفَ هذا الليلِ
في خُوَذِ الجنودِ المُتْعَبينَ على طريقٍ في قرىً محروقةٍ
و يداكِ ترتعشانِ من بردٍ على أزرارِ ذاكَ الحاسبِ المحمولِ
لا تجدينَ غيريَ وقتها في شاشةٍ مغروزةٍ في الصمتِ
وحدَكِ تسمعينَ الصمتَ و هو يئنُّ في زحفِ الحروفِ
على بياضٍ خادعٍ و الليلُ يشبهُ شعرَكِ المسدولَ
يشبهُ شاهداً للقبرِ في قمرٍ قريبٍ
بعد نصفِ الليلِ يقتلُنا التودُّدُ
تستبيحُ شهيةُ الفرحِ القليلِ
عيونَنا و شفاهَنا و تراكماتِ الوقتِ في نيَّاتِنا
و أراكِ عاريةً كظلٍّ عالقٍ في حائطٍ و ستائرٍ
مربوطةٍ كالثورِ بعد قضاءِ شهوتِهِ الغنيةِ بالذبولِ
أنا مُعَدٌّ للتخلصِ من قيودِ قبيلةٍ قد أعدمتْ لغةً بأكملِها
لأصنعَ منكِ مفردةً ترتبُ أبجدياتِ الحكايةِ بيننا
و تحيلُنا ورقاً تمزقَ في حقائبَ للجنودِ الماثلينَ
أمامَ فوهةِ البنادقِ فاتحينَ عيونَهم للموتِ تلمعُ في مصابيحِ المعسكرِ
أنتِ عاريةٌ أمامي كالزجاجِ و كوبِ شايٍ
لا يغيرُ طعمَ ما نحتاجهُ لنصيرَ أدفأَ
من ثيابٍ لا تقينا بردَ هذا القلبِ
نصفُ الليلِ مقصلةٌ لرأسٍ مُجْهَدٍ فوقَ الوسادةِ
فوقَ صدرٍ لا يطيقُ تحرشاًعن غير قصدٍ
فاعصريني فيكِ داليةً نبيذاً نحتسيهِ معاً
أمامَ مذابحِ الليلِ الفقيرةِ
و اغسليني فيكِ ممتلئاً بمائكِ
بعدَ نصفِ الليلِ يجعلُنا الهواءُ مناضلَيْنِ أمامَ سدٍّ مصمَتٍ
نحتالُ كي نجدَ التفافاً فيهِ ينقذنا
و يجعلنا أخيراً قادرَيْنِ على البقاءْ.
الجمعة ٢٠/٢/٢٠١٥
من مجموعة حدث بعد نصف الليل