علاء نعيم الغول - بداية البداية وغزة من هناك

كانَ القراصنةُ القدامى يعرفونَ
متى يكونُ البحرُ متسِّعاً ليبتلِعَ المزيدَ من السُّفُنْ
-----------------
كانوا غزاةً يكرهونَ الموتَ أيضاً
ينزلونَ على الشواطىءِ تائهينَ و مخلصينَ لغايةٍ
ماتَ الكثيرُ لأجلِها لم يستطيعوا دفنَ آخرِ جرَّةٍ
في الرملِ و الذهبُ الوفيرُ حكايةٌ محفورةٌ بالسيفِ
أو بالقهرِ و المدنُ القديمةُ أشعلَتْ أبراجَها و تناثرتْ
بينَ الرمالِ و غزةُ الأولى مكانٌ دافىءٌ للحربِ
و الهربِ الثمينِ و لم أكنْ قد جئتُ بعدُ و لم تكنْ
فيها الجميلةُ قد أعدَّتْ نفسَها لتكونَ شاهدةً
على فرحِ البنفسجِ و انعتاقِ الزنبقاتِ من الفراشةِ
وانحسارِ الماءِ شيئاً عن ظلالِ التينِ و العنبِ المعلقِ
في هواءٍ مُشبَعٍ بالشمسِ ثمَّ وجدتُ وجهَكِ مقبلاً كحمامةٍ
بيضاءَ ترسمُ من بعيدٍ شارعاً متساهلاً معنا ونرسمُ
في ملامحِنا البداياتِ الأكيدةَ و النهاياتِ المريبةَ:
---------------------
هكذا بدأتْ مدينتُنا و جئنا كي نغازِلَها معاً
الأحد ٢٧/١٢/٢٠١٥
البحرُ أنتِ و نصفُ غزةَ للعَبَثْ

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى