الوجادات -3- دعوة الحق

41 ـ معرفة محمد بن يزيد...!
أورد صاحب النفح نادرة عن أبي القاسم الشريف السبتي أستاذ لسان الدين بن الخطيب مجملها:
أن أبا القاسم هذا كان في مجلس حكمه يتلقى شهادة من بعض الغزاة.. فقال لهم: هل ثم من يعرفكم...؟ فقالوا: نعم..! يعرفنا علي الصباغ.. فتوجه إليه القاضي بسؤاله.. أتعرفهم يا أبا الحسن..؟ فلم يكن من هذا إلا أن أجاب القاضي على الفور.. نعم يا سيدي..! معرفة محمد بن يزيد..!
فلم ينكر عليه شيئا..! وقال للغزاة: انظروا من يعرف معه رسم حالكم.. فانصرفوا راضين...!
وقد تفطن أبو القاسم الشريف إلى إشارة ابن الصباغ الذي كان يقصد بكلامه البيتين الشهيرين اللذين هجي بهما أبو العباس المبرد صاحب (الكامل)
أسائل عن ثمالة كل حي
فكلهم يقول: «وما ثماله..؟
فقلت: محمد بن يزيد منهم
فقالوا الآن زدت بهم جهاله...!

42 ـ سعد بلع

قالوا: أبو بكـر متـــى
وإن تكن وليمــــــة
ما أعجب السعد الـــذي
فقلت: حقا قلتــــــم


مـا حضـر الأكل طلــع
يخــب فيهــا ويضــع
ساعد ذلك اللكــــــع
لكنه سعد بلــــــع..!!

43ـ البيضاء والحمراء...!
في عصر بني مرين كانت ـ البيضاء ـ وهي فاس الجديد عاصمة المغرب.. كما كانت ـ حمراء غرناطة ـ عاصمة بني الأحمر وكان ذلك مدعاة إلى استغلال ذلك في المساجلات الأدبية..
فمن ذلك ما وراه أبو العباس المقري في النفح..
ان أديبا أندلسيا سأل عن صديق له أديب من أهل فاس رمدت عينه..! فقال الفاسي:
يا سيدي عيني قد
أودت قذاها بالأنس
فانظر إليها ترها
دار مليك الأندلس...!!

وهو يقصد أن عينه قد احمرت من أجل الرمد..
فأجابه الأندلسي:


وقيت ممــــا تشتكي
ما رمدت عيناك بـــل
فلتحمدن إن لم تكـــن


من القذى والوصــــب
عين العـــــلا والأدب
دار مليك المغـــرب

وهو يقصد فاس الجديد ـ البيضاء ـ التي كانت إذ ذاك عاصمة لبني مرين.

44 ـ أبد الدهر يضرب...!
في آخر ترجمة ابن خلكان لأبي موسى الجزولي صاحب ـ المقدمة ـ الشهيرة ـ هذه الأبيات من نظمه:

لست للنحو جئتكــــم
خل زيدا لشانــــــه
أنا مالي ولامـــــرئ


لا. ولا فيــه أرغــــب
أينما شاء يذهــــــــب
أبد الدهــر يضـــرب..!!

45 ـ عقوق وعناد..!
وجدت منسوبا للشاعر مالك بن المرحل السبتي:
أن المتعلمين عليك أعدى
إذا علمتهم من كل عاد..!
فما عند الصغير سوى عقوق
وما عند الكبير سوى عناد..!

46 ـ بيت في سماط العدول..!
وجدت بخط بعض الثقات أنه كان مكتوبا بسماط العدول بفاس سنة 1193هـ هذا البيت...
لقد طلبت هينا موجودا
أبهتا تريد أم فنودا..!

47 ـ امام (العصر) في (المغرب)
وجدت منسوبا لذي الوزارتين لسان الدين ابن الخطيب لما تحقق أنه متقول لا محالة.. وذلك عشية يوم قتله..
قف لترى مغرب شمس الضحى
بين صلاة العصر والمغرب
واسترحم الله قتيلا بها
وهو إمام (العصر) في (المغرب)

48 ـ خطيب..!
وجدت منسوبا لأبي الربيع سليمان الحوات في وصف خطيب:
هذا الخطيب تمج النفس خطبته
كأنه اليوم بين الضال والسلم
والسامعون له من طول ما لبثوا
(قوم نيام تسلوا عنه بالحلم)

49 ـ فردوسها الكيتان..!
وجدت في رحلة ابن زاكور المسماة: (أزاهر البستان فيمن أجازني بالجزائر وتطوان) قوله في مدينة تطوان
تطوان وما أدراك ما تطوان
سألت بها الأنهار والخلجان
قل ان لحاك مكابر في حبها
هي جنة فردوسها (الكيتان)

50 ـ الدغوغي شاعر الدلائيين...
وجدت بكناشة الفقيه العباس بن عبد الرحمن السجلماسي في التعريف بالدغوغي الشاعر الهجاء ما يأتي:
كان من موالي أهل الدلاء، ونشأ فيهم وكان هجاء لا يسلم أحد من هجوه منهم ولا من غيرهم. وكان يجلس في موضع معد لأزبالهم فلا يمر به ذكر ولا أنثي إلا هجاه نظما أو نثرا. وهجا جملة من الشعراء، ولم يفحمه إلا رجل من الموالي ممن رضع ثدي الأدب في الزاوية الدلائية.. وكان الدغوغي فيه نقطة برص. فقال الرجل المذكور فيه، وكما يدين الفتى يدان:
يا نقمة جلست بمريض البقر
ونقطة ظهرت في أقبح الصور
إذ رآك أناس قال قائلهم
سبحان من أظهر الشيطان للبشر

51 ـ وحرمت الشحوم على اليهود...!
في زاد المسافر ص 9، وقال شاعر متحامق من أهل مراكش يعرف بابن تليس يهجو الجراوي وكان يجالس بني الشحمات..
بني الشحمات أنتم خير آل
وأكرم من تسامى بالجدود
أرى نجل الجراوي لكم جليسا
وحرمت الشحوم على اليهود(1)...!

52 ـ اليكي الهجاء...!
اشتهر يحيى بن سهل البكي ـ بالباء ـ بهجوه المقذع الذي نجده في معجم البلدان لياقوت.. ونفح الطيب وزاد المسافر عير أنه كان متناقضا يمدح ويهجو لباعث شخصي ليس إلا.. ومن أغرب ما وقع له في ذلك.. أنه مدح المرابطين ببيتين شهيرين..! ثم هجاهم ببيتين شهيرين..! فقال في مدحهم:
قوم لهم شرف العلا من حمير
وإذا أنتموا لمتونة فهم هم
لما حووا إحراز كل فضيلة
غلب الحياء عليهم فتلثموا...!

وقال في هجوهم:
في كل من ربك اللثام دناءة
ولو أنه يعلو على كيوان
المنتمون لحمير لكنهم
وضعوا القرون مواضع التيجان..!

53 ـ لاكنسوس أم لمحمد عبده.؟
ذكر الشيخ رشيد رضا في كتاب حياة الأستاذ الإمام ج 1 ص 1027 أن الإمام (محمد عبده) أنشد هذه الأبيات على فراش مرضه الذي توفي منه:
ولست أبالي أن يقال محمد
ابل أم اكتظت عليه المآتم
ولكن دينا قد أردت صلاحه
أحاذر أن تقضي عليه العمائم
وللناس آمال يرون نيلها
وإن مت ماتت واضمحلت عزائم
فيا رب ان قدرت رجعي قريبة
إلى عالم الأرواح وانفض خاتم
فبارك على الإسلام وارزقه مرشدا
رشيدا يضيء النهج والليل قانم
ومن الغريب المستغرب أنني وجدت في المجلة التونسية (مرآة الساحل) العدد الأول الصادر بتاريخ أبريل 1966 ـ تصحيح ـ نسبت هذه الأبيات إلى الأديب المؤرخ المغربي محمد اكنسوس المتوفى سنة 1294هـ 1877م.. وان محمدا عبده إنما أنشدها متمثلا فقط..!!!

54 ـ سابق البربري
وجدت أبا عبيد البكري المتوفى سنة 487هـ يذكر في كتابه ـ فصل المقال ـ الذي طبعته جامعة الخرطوم سنة 1958... الشاعر سابق البربري ثلاث مرات ص 85 و157 و258 وينسب إليه الأبيات الشهيرة.
أبدا بنفسك فانهها عن غيها
فإذا انتهت عنه فأنت حكيم
فهناك تقبل إن وعظت ويقتدى
بالقول منك وينفع التعليم
لا تنه عن خلق وتأتي مثله
عر عليك إذا فعلت عظيم...
وقد نسبت الأبيات كما هو معلوم للمتوكل الليثي...
ويفهم من كلام البكري أنه اطلع على ـ ديوان ـ سابق البربري...!!


ــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) يعرض بابن العباس الجراوي لأن اليهودية كانت منتشرة في قبيلته قبل الإسلام.


دعوة الحق
العددان 98 و99



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى