الوجادات -5- دعوة الحق

72 ـ إلى البلوط..! ثم إلى النخل..!
وجدت في القسم الثالث من كتاب «المقتبس» لأبي حيان، الذي نشره ـ الأب ملشور. م. انطونية ـ بباريس سنة 1937م ص 13.
ان الأعرابي العذري الذي وفد على إبراهيم بن حجاج أمير اشبيلية من الحجاز كان فصيح اللسان ذا قطع مستحسنة. منها قوله في بلوط الأندلس الفحصي المفضل لما طعمه. ففاضل بينه وبين التمر وذكر ناقته:
نحن إلى البلوط حتى إذا أتت
بلادا بها البلوط حنت إلى النخل
لقد ذكرتني أذرعات وهيجت
غرام فؤاد سرمد الخفق والخبل

73 ـ كأس..! وبسباس..!
ووجدت فيه أيضا... أن هذا الأعرابي دخل على شرب من إخوانه باشبيلية يتنقلون ببسباس رطب. دعوه إلى الشرب فأبى عليهم، ومال على بسباسهم يرتعيه ويقول:
إذا لم يكن كأس فبسباس..!
نرعى إذا شرب الناس..!

74 ـ حبل الثوم...!!
ووجدت فيه أيضا طرفا من السباب والمهاجاة التي كانت بين أديب الأندلس ابن عبد ربه وبين الشاعر الهجاء المعروف بـ «القلفاط».
ومن جملتها أن كتاب «العقد» الذي ألفه ابن عبد ربه وكان يسميه «عقد الدر»... ويسميه الناس «العقد الفريد» سماه «القلفاط» باسم آخر.. وهو: حبل الثوم...!!
75 ـ في بيت الوزارة
13 وزيرا...!!
ووجدت فيه أيضا أن الأمير عبد الله بن محمد الأموي.. السابع من أمراء بني أمية بالأندلس... هو أول من استوسع في عدد الوزراء..! وأكثر منهم حتى لاجتمع في بيت الوزارة منهم في بعض أوقاته ثلاثة عشر وزير...!!!
76 ـ حتى تجالس بعدهم ابليسا...!!
في طبقات الأطباء والحكماء لابن جلجل الأندلسي مطبعة المعهد العلمي الفرنسي بالقاهرة سنة 1955هـ ص 104 في ترجمة سعيد بن عبد ربه... وهو ابن أخ الأديب الأندلسي أحمد بن عبد ربه صاحب «العقد» وقد كان حكيما طبيبا... وفصد في بعض الأيام فبعث إلى عمه: أحمد بن عبد ربه الشاعر الأديب أن يحضره، فلم يجبه إلى ذلك وأبطأ عنه، فكتب إليه..
لما عدمت مؤنسا وجليسا
نادمت بقراطا وجالينوسا
وجعلت كتبهما شفاء تفردي
وهما الشفاء لكل جرح يوسى
ووجدت علمهما إذا حصلته
يذكي ويحيي للجسوم نفوسا

فأوصل الأبيات إلى عمه أحمد... فجاوبه بأبيات لم أجدني أحفظ منها إلا ثلاثة، يقول فيها:
ألفيت بقراطا وجالينوسا
لا يأكلان ويرزآن جليسا
فجعلتهم دون الأقارب جنة
ورضيت منهم صاحبا وأنيسا
وأظن بخلك لا يرى لك تاركا
حتى تجالس بعدهم إبليسا...!

77 ـ مات في الجنة جوعا...!!
في ترجمة أبي إسحق الحصري القيرواني صاحب كتاب «زهر الآداب» إنه لما كان مقيما بطنجة أرسل غلاق إلى المعتمد بن عباد صاحب اشبيلية واسمها في بلادهم «حمص» فأبطأ عنه، وبلغه أن المعتمد لم يحفل به...!! فقال:
نبه الركب الهجوعا
ولم الذعر الفجوعا
حمص الجنة قالت
لغلامي لا رجوعا
رحم الله غلامي
مات في الجنة جوعا...!!

78 ـ أبو العلاء المعري... وابن سيدة الأندلسي
في كتاب: أخبار وتراجم الأندلسية، مستخرجة من معجم ـ السفر ـ للحافظ السلفي. ص 109
«سمعت أبا عبد الله محمد بن الحسن بن أبي زرارة اللغوي يقول:
«كان بالمشرق لغوي.. وبالمغرب لغوي.. في عصر واحد.. ولم يكن لهما ثالث، وهما ضريران... فالمشرقي أبو العلاء التنوخي بالمعرة.. والمغربي ابن سيدة الأندلسي...
«وابن سيدة أعلم من المعري.. أملى من صدره كتاب «المحكم» ثلاثين مجلدا...!! وما في كتب اللغة أحسن منه..».
79 ـ لم يحتج أبدا إلى طبيب...!!
وفيه أيضا قال الحافظ السلفي: ص 126.
«سمعت «مكية» بنت عمر بن هانئ التجيبي الأندلسي بالإسكندرية تقول: سمعت الحكيم أبا عبد الله الأشقر الطبيب بالمرية من مدن الأندلس يقول:
«من أكل الخبز بالزبيب.. لم يحتج أبدا إلى طبيب...!!!».

80 ـ ينزل من السماء وعليه طابع المرابطين...!!!
نقل ابن الخطيب في كتابه «أعمال الإعلام» هذه النادرة في أخبار ابن قسي الثائر الأندلسي الشهير الذي خرج أواخر عهد المرابطين. وزعم أن المال ينزل عليه من السماء...!!
«ومن النوادر في ذلك أن رجلا من البادية قال لبعض أصحابه وقد أعطاه: «عجبا لهذا المال الذي يصل الإمام من السماء..! كيف عليه طابع المرابطين..؟؟».
«ولم يكن عليه طابع غير ذلك... ونقل له هذا الحديث.. فكان آخر العهد بذلك الرجل..!»
81 ـ ويجهل من ـ فضله ـ جهله
وجدت في ديوان الشاعر الفحل سيدي الفاطمي الصقلي المتوفى بالحجاز أواخر سنة 1310هـ... في وصف جهول..
ولي صاحب بهرت أهله
خلال على أظهرت فضله
يجيد الخطا..!، ويجي غلطا
ويجهل ـ من فضله ـ جهله

82 ـ ولكن النجوم لنا علامة..!
ووجدت في الديوان أيضا هذه القطعة:
وليل جنني فجننت منه
إذا قلت أصبح.. أسرى ظلامه
أطال بطوله سهري حتى
تخليت أنه يوم القيامة

فلولا أنجم العليا تبدت
وبان له الهلال كما القلامة
تحقق ما تخيله فؤادي
ولكن النجوم لنا علامة...

83 ـ أشقر وأدهم
في كتاب «نثار الأزهار» المطبوع بالقسطنطينية سنة 1298هـ هذان البيتان منسوبان للشاعر الأندلسي ابن اللبانة:
يجري النهار إلى رضاك وليله
وكلاهما متعاقبان لا يسأم
فكأنما الإصباح تختك أشقر...!
وكأنما الاظلام تحتك أدهم..!

84 ـ ليخرج من دائرة الشك..!!
وجدت في كتاب «عنوان الدراية» ص 122 في ترجمة الإمام أبي عبد الله محمد بن إبراهيم الأصولي هذه النادرة:
«ومن طرفه رحمه الله أنه وقع الحضور بمجلس أمير المؤمنين، وأحضرت لآلي نفيسة في طبق، وعرضت على الحاضرين في المجلس واستحسنوها فعدت، وفقدت منها واحدة...!! فهم أمير المؤمنين بتفتيش الحاضرين..!!
«فأشار عليه بسوق قلة من ماء مملوءة ويدخل فيها كل إنسان يده... سترا على الفاعل...! فسقيت القلة... وابتديء بمن عن يمين الفقيه الأصولي.. أو من عن يمين أمير المؤمنين.. وكان هو عن يساره، فلما انتهت القلة إليه ليدخل يده فيها امتنع وقال.. صبوها..! فإن وجدتم حاجتكم.. وإلا فهي عندي..!! فصبوها.. فوجدوها.. !! فخلص من الشك فيه..!!».

85 ـ أول من أدخل قراءة «نافع» إلى افريقية...
وجدت في بعض المقيدات: أن أبا جعفر محمد بن محمد ابن خيرون المعافري الأندلسي أصلا القيرواني مستقرا.. هو أول من أدخل قراءة نافع بن أبي نعيم إلى افريقية..! بحرف حمزة... فشاع حرف نافع من يومئذ.. بعد أن كان لا يقرأ به إلا الخواص...
وقتل ابن خيرون سنة 306هـ على يد عبيد الله الشيعي..!! ومسجد ابن خيرون مازال معروفا بهذا الاسم إلى الآن في مدينة القروان...!!
ولابن خيرون تراجم شهيرة في المعاجم التاريخية الأندلسية والافريقية...

86 ـ ليلا يبتلي بها غيري من المسلمين...!
وجدت في كتاب «معالم الإيمان»:
«كان أبو بكر بن اللباد متزوجا امرأة سليطة تؤذيه بلسانها وفعلها. وقاسى منها الشدائد فأشار عليه بعض إخوانه بطلاقها.. فقال: «إنما أبقيتها من أجل أبيها..! وذلك أني خطبت إلى جماعة من الناس فردوني وقالوا: لا نزوج بنتنا من صحاب محبرة.. وقلم...! ثم خطبت إلى أبي هذه فزوجينيها لله عز وجل..!! أفتكون مكافأة له طلاق ابنته...؟ ثم أني أخشى أن أطلقها أن يبتلى بها غيري من المسلمين..!!».

87 ـ القهوة...! وأبو الحسن الشاذلي..!
وجاءت أن الشيخ أبا الحسن الشاذلي رضي الله عنه المتوفى بصحراء عيذاب سنة 656هـ.. هو الذي أشهر شراب قهوة البن بين أصحابه ليستعينوا بذلك على قيام الليل بالصلاة والذكر...
ولهذا مازال بعض الناس في الشرق إذا قدم إليهم كأس القهوة... أخذه وقال:
«شى لله..! يا شاذلي...!!».

88 ـ الرحالة ابن جبير بالإسكندرية...
توفي الرحالة الأندلسي ابن جبير بالأسكندرية سنة 614هـ وهو صاحب الرحلة الممتعة التي سجلت جانبا من تاريخ الحروب الصليبية والدولة الأيوبية والحالة الاجتماعية والاقتصادية في الشرق... وقد عرف ابن جبير هناك باسم «سيدي جابر»، ومازالت عدة أشياء هناك في الإسكندرية تضاف إليه...
ـ محطة سيدي جابر..!!
ـ مسجد سيدي جابر..!!
ـ تين سيدي جابر..!!

89 ـ شفاعة...!!!
في الجزء الثاني من كتاب الإحاطة، تأليف لسان الدين ابن الخطيب ص 127 من الطبعة الأولى سنة 1319
في ترجمة القاضي أبي بكر بن سعد الأشعري... «رفعت إليه امرأة رقعة مضمونها.. أنها محبه في مطلقها..! وتبتغي من يشفع لها في ردها..! فتناول الرقعة.. ووقع في ظهرها للحين من غير مهلة.
«الحمد لله، من وقف على ما في هذا المكتوب، فليصنع لسماعه أصغاء مغيث... ويشفع للمرأة عند زوجها تاسيا بشفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم «لبريرة» في «مغيث(1)» والله يسلم لنا العقل والدين..! ويسلك بنا مسالك المهدين...».

90 ـ رثاء قطة
وجدت في ديوان سيدي الفاطمي الصقلي هذه الأبيات في رثاء قطته. وقد التزم فيها ما لا يلزم:
واحسرتا لهريرة رزئناها
من بعد ما كان بالأحشاء مغناها
يا عين جودي بوبل وابك طلعتها
إذ صار في بير الدار سكناها
كانت لها خفة كالبرق حيث رأت
فارا سطت به يسراها ويمناها
كأنها ليث غاب في مخايلها
وفي الفعال وفي أشكال مبناها
براثن كنبال السم بادية
وجمرتان من النيران عيناها
مهولة الخلق لكن في غريزتها
من خلة الخلق أعلاها وأسناها
تألف كل صغير لا تضربه
وهي على الفار مثل الصقر قسناها
ترضى اليسير ولم تخطف إذا منعت
لم تعو قط لو أن الضر أضناها
ما شأنها غير أن الدهر غيرها
وقادها قدر المولى فأفناها
صبرا فؤادي واسترجع وقل علنا
عند الذي حتم الموت احتسبناها

91 ـ مد يدك...!
وجدت في بعض الكناشات هذين البيتين:
أرقد إذا كانت الأيام راقدة
ولا تعاند زمان السوء إن قصدك
ولا تقم لزمان السعد تطلبه
حتى تقول لك الأيام مد يدك..!

(1) قصة بريرة مع مغيث شهيرة في كتب السيرة.

تواضع...
كالضوء يصغر جرمه في نفسه
ويفيض عنه النور من مصباحه
نجيب الحداد


دعوة الحق

العددان 101 و102


تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى