كاروي باري - هُرُوبْ.. ترجمها عن المجرية: عامر كامل السامرّائي

على فراشِ الليل المَمدود دوماً
تَتَمرغُ النجوم،
تتقلبُ بُومٌ محدودبة القفا في ميادين الظلام
وتزحف أشجار الصفصاف بعروشها الحزينة إلى الجدول،
تقف عند ضفته، وتطلق الريح شعرها الأخضر ،
يلتف حول أعناقها صمت مُريع،
صمت ليالي الصيف،
شرعتُ من أرض الألآم، نحو أرض الأحلام،
يَخلِبُ رئتي هواء ناشف لحقولٍ احرقتها الشمس،
ليلٌ قائظ، وأنا افترش المُرجَ،
وفي صدر الشجيرات قلوب طيور تخفق بلا صوت،
من يدري أين، من يدري أين انتِ أيتها الوجوه التي أعرفها،
رحلت عنكم بعيداً، التحفت براري تيجانها الشوك،
أنصت إلى صرير الجنادب، التي تحوم هنا حول رأسي،
تحفر بأظافرها قبراً:
تريد أن تدفن فيه العتمة.



نبذة عن حياة الشاعر:

ولد الشاعر كاروي باري (Bari Károly) عام 1952 في جمهورية المجر، في قرية جبلية صغيرة تابعة لمحافظة بورشود تدعى بوك أرانيوش، من أبوين غجريين لهما سبعة أطفال كان كاروي خامسهم.
بعد إنهاء مرحلة الدراسة الابتدائية التحق بالمدرسة الثانوية في مدينة ميشكولتس (مركز المحافظة التي ولد فيها)، ومن ثم درس في معهد الفنون المسرحية في محافظة ديبريتسن. وبعد التخرج درس الآداب في جامعة كوشوت لايوش في العاصمة بودابست.
كان لا يزال طالباً في الثانوية عندما صدرت له أول مجموعة شعرية وقد لاقت نجاحاً عاصفاً بحيث طبعت مرتين خلال عامٍ ونصف العام تقريباً.
في منتصف السبعينيات تم منع طباعة ونشر قصائده بسبب محتواها السياسي، وسجن على إثرها في واحد من أشد السجون حراسة في المجر، يدعى (نجمة سَكَد). بعد إطلاق سراحه تم تهميشه في المجتمع الأدبي لسنوات.
كان شاعراً وفناناً تشكيلياً ومترجماً للشعر المعاصر. كتب عن الفولكلور، والتقاليد الغنائية والقصيدة الملحمية الشعبية الغجرية. عرضت لوحاته الفنية لأول مرة في معرض بمدينة غودولو بالقرب من العاصمة بودابست، وفي وقت لاحق، عرضت في العاصمة بودابست أيضاً، وفي مدينة ديبريتسن ومدينة سَكَد وباريس وبرلين وستراسبورغ.
تنشر قصائده بانتظام في عدة لغات أجنبية وفي العديد من المجلات والمختارات الشعرية الأجنبية. نشرت أعماله أيضاً في طبعات خاصة مستقلة ومن قبل جامعة بولونيا في إيطاليا، وفي فرنسا، ومؤسسة روتردام الهولندية، وباللغة الألمانية في برلين، كما طبعت بعضها باللغة الإنكليزية في سان فرانسيسكو.
حصل على جائزة الشاعر المجري "يوجيف أتيلا" عام 1984، وجائزة الأديب "ديري" عام 1992 من مؤسسة الملياردير المجري "شورش"، والجائزة الأدبية لجمعية وسط أوروبا C.E.T عام 2000، وجائزة "زولتان كوداي" عام 2001.
أهم أعماله الشعرية :
- "فوق وجوه الموتى" صدرت عام 1970
- "النار المنسية" عام 1973
- "كتاب البكم" عام 1983
- "إحدى وعشرون قصيدة" عام 1993
- وله كتاب فخم صدر عام 2019، يحتوي جميع أعماله الشعرية مع جزء كبير من لوحاته الفنية، وقصص من تراث الغجر.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى