أمل الكردفاني - قصة الجزر الثلاث

يقال أنه هرب قبل مئات السنين؛ وقد اختلفت الروايات حول سبب هروبه من بلده واستقراره في هذا الأخربيل النائي ، إنها قصة الجد الكبير الذي أورث أحفاده ثلاث جزر ، اختار أذكى ابنائه جزيرة غناء بالخضرة والماء النمير ، واختار أغباهم جزيرة فقيرة . ونسبة لأن ثالثهم كان زاهدا في الدنيا ؛ فقد اختار أبعد هذه الجزر وأجدبها. وهكذا قرر أذكاهم أن يكون شعار جزيرته هو (جزيرة الفلاسفة) واختار أغباهم الحمار كشعار لجزيرته وأما المترهبن فقد دعا جزيرته بجزيرة الأقداس. ومضت السنون بأحفاد الأبناء الثلاثة ، كان أحفاد الابن الذكي يقضون أيامهم في طرح التساؤلات الفلسفية ؛ مثل: من اين جئنا وإلى أين سنذهب وكيف نفكر وما هي أصول الكائنات الحية …الخ. أما أحفاد المترهب فقد قضو سنينهم في الصلاة والدعاء للوصول إلى الفردوس الأعلى . أما أبناء جزيرة الحمار فقد قضو عمرهم كله في تكسير الصخور والأعمال الشاقة . وبعد قرون قليلة .. استطاع أبناء جزيرة الحمار أن يصبحوا الأقوى جراء عملهم الدؤوب وتوسعت أعمالهم فقرروا الانقضاض على جزيرة الأقداس وبالفعل احتلوها واستعبدوا أهلها الذين كانوا يقضون أوقاتهم في الدعاء والصلاة لكي تأتي الآلهة فتنجيهم لكن الآلهة لم تستجب وأبيدوا عن بكرة أبيهم. ثم أن جزيرة الأقداس ضاقت بأهل جزيرة الحمار فقرروا الاستيلاء على جزيرة الفلاسفة الخصبة فانقضوا عليها فأخذ أهل جزيرة الفلاسفة يطرحون تساؤلات حول منطق الخير والشر وأيهم هو أصل الإنسان ولا زالوا في تساؤلاتهم حتى أبيدوا عن بكرة أبيهم. ثم أن أهل جزيرة الحمار استفادوا من خيرات الجزر الثلاثة وبدأوا في تطوير حكمهم عبر ما خلفه أبناء الفلاسفة من علم وأبناء المترهبنين من روحانيات . فتحولت جزر الحمار إلى إمبراطورية عظيمة ونسبت كل العلوم والمعارف إلى نفسها ومحت كل تاريخ للشعوب المبادة . وظل الحمار شعارهم الذي يعتزون به إلى الأبد.
كردفاني
22مايو2014م

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى