د. نجاح إبراهيم - صدقة.. شعر

"صدقة لوجهك"
تقولُها،
فيخرجُ فقراءُ وجهي،
والمساكين من أزقةِ فمي،
والدراويشُ في تكايا دمي؛
من كهفِ الجوعِ
وبراري الليلْ
إلى قمحِ كفيكْ
يمزقونَ خارطةَ التهميشِ
والعتمةِ
ولوحةِ الصبرِ؛
وعن سابقِ تواطؤٍ
سكينُ القهرِ تعوفُ
نبضَ النَّحرِ
لتتجهَ بوصلةُ العطر إليكْ..
دافئاً و ندياً
يصحو قلبي
أمام نهر الدّعاء
أركضُ في الزّحام
باذخةً بكْ
ألوبُ دوراناً
وأنتظرُ انسكاباً
فوقَ سجادةٍ أصفهانية
أعبرُ كالفجرِ
شفقَ شفتيكْ
" صدقة لوجهِك"
كلُّ أعشابِ وجهي المتوارية تظهرُ
الكلامُ على لساني اليابس ينهمرُ
فيعرقُ بلّور الصدرِ
وتصحو النَّهارات
أنا يا المتصدّق!
العاشقة الأكيدة
لوجهٍ
كلُّ ما فيه يُعلنُ عن قصيدة
وأرحامٍ خُضْرٍ
وأفقٍ على قيدِ صهيلْ
أنا الطارقةُ الوحيدة
أجيءُ بوابتك
حاملةً جعبة مواويل
وغوايات
أواري في صرّةٍ
نومي الطويلْ.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى