■1■
قَصْرُ العَدَالَةِ واقِفٌ،
لاَ يَنْحَنِي إلاَّ لِطاغِيَةٍ بَغَى..
لاَ يَنْثَنِى، أبَدًا،
سِوَى لأَصابِعِ المُحْتالِ والرَّاشِي
وسِمْسارِ المَواشي
والعَبيدْ..
▪
قَصْرٌ كَبِيرٌ،
بابُهُ السِّرِّيُّ أَعْرِفُهُ،
وتَعْرِفُهُ، ونَعْرِفُهُ، جَميعًا..
[حِرُّ عاهِرَةٍ..!]
مَسالِكُهُ الدَّعارَةُ،
والحَقارَةُ، والقَذارَةُ،
والنُّقودْ..
■2■
قَصْرُ العدالَةِ ضَيِّقُ الأَنْفاسِ..
مُنْطَفِئُ الحَواسِّ،
كَقَبْوِ مُومِيَاءِ الفَراعِنَةِ القَديمَةِ..!
كَائِنٌ مَيْتٌ، بِلاَ رُوحٍ، ولا مَعْنَى..
وتَحْرُسُهُ البَنادِقُ،
والخَنادِقُ، والفَيالِقُ،
والحَديدْ..!
▪
حَصِّنْ قُصُورَكَ،
أَيُّها المُحْتَلُّ، في بَلَدي..
تَمَتْرَسْ، في مَواقِعِكَ الرَّئِيسَةِ
والخَسِيسَةِ، كَالذِّئابِ المُسْتَفِزَّةِ..
واحْتَمى فِيها،
بشَوْكٍ مِنْ صَديدْ..
■3■
قصرُ العَدالةِ جاثِمٌ،
كَالإِثْمِ، فوقَ جَماجِمِ الفُقَراءِ،
أُبْصِرُهُ.. أُحَدِّقُ في الشِّعارِ
عَلى الجِدارِ، أَسًى.. أُسَلِّطُ
فِكْرَ "دِرِّيدَا" عَلَيْهِ؛ ولاَ أَكُفُّ
عَنِ التَّأَوُّلِ والتَّأَمُّلِ في دَلالاتِ الرُّموزِ..
أَقُولُ: كَيْفَ أُفَسِّرُ الميزانَ،
في زَمَنِ المَظالِمِ والقُيودْ..؟!
▪
قَصْرٌ لَعينٌ..
مَحْضُ وَهْمٍ،
دَرَّبُوا الشَّعْبَ الجَبانَ عَلَى عِبادَتِه..
أَقاموا جَمْرَةَ الطُّغْيانِ،
كُلًّا، بِاسْمِ سادَتِه..
ولا عَدْلٌ هُنالِكَ،
لا حَقيقةَ، لا شُهودْ..
■4■
قَصْرٌ؛
وأُقْسِمُ، إِنَّهُ الإِسْمَنْتُ والجَبَروتُ والرَّهَبوتُ.. أقسِمُ، إِنَّهُ الأَمْرُ المُعَلَّبُ،
مِنْ وَراءِ البَحْرِ يَأْتي جاهِزًا،
[مِنْ أَوَّلِ الكَلِماتِ،
حَتَّى آخِرِ الضَّحَكاتِ..!]
أُقْسِمُ، إِنَّنَا حَمْقَى،
ونَحْيَا أَسْوَأَ الأَفْلامِ،
في عَصْرِ الدَّنَاءَةِ
والرَّدَاءَةِ والقُرودْ..
▪
لا شَيْءَ أَنْبَلُ مِنْ يَدٍ
قُزَحيَّةِ الأَضْواءِ
تَفْتَحُ كُوَّةً في الصَّمْتِ،
تَرْسُمُ دُونَما خَوْفٍ
خَلاصًا للوُجودْ..
■5■
قَصْرٌ، ولَيْسَ كَمِثْلِهِ قَبْرٌ..
وتَحْكُمُهُ الثَّعالِبُ والمَقالِبُ
والخَنافِسُ والدَّسائِسُ،
والنِّظامُ العالَمِيُّ،
وقَدْ تَوشَّحَ بِالحَداثَةِ والنَّشيدْ..
▪
قصْرٌ،
وجُرْحٌ نازفٌ كَمَدًا،
عَلى وَطَنٍ شَهِيدْ..
▪
قَصْرٌ، سَأَهْدِمُهُ، على العَسَسِ/
الكِلاَبِ/ المُسْتَبِدِّينَ/ اللُّصوصِ..!
ولَسْتُ مَعْنِيًّا، سِوى بِالمَوْتِ
مِنْ أَجْلِ القَصيدَةِ،
وهْيَ تَحْلُمُ كالفَراشَةِ
بِالذَّهابِ إِلَى البَعيدِ..
إِلَى البَعيدْ..!
☆ شعر// المكّي الهمّامي
(بنزرت/ 4 جوان 2020)
قَصْرُ العَدَالَةِ واقِفٌ،
لاَ يَنْحَنِي إلاَّ لِطاغِيَةٍ بَغَى..
لاَ يَنْثَنِى، أبَدًا،
سِوَى لأَصابِعِ المُحْتالِ والرَّاشِي
وسِمْسارِ المَواشي
والعَبيدْ..
▪
قَصْرٌ كَبِيرٌ،
بابُهُ السِّرِّيُّ أَعْرِفُهُ،
وتَعْرِفُهُ، ونَعْرِفُهُ، جَميعًا..
[حِرُّ عاهِرَةٍ..!]
مَسالِكُهُ الدَّعارَةُ،
والحَقارَةُ، والقَذارَةُ،
والنُّقودْ..
■2■
قَصْرُ العدالَةِ ضَيِّقُ الأَنْفاسِ..
مُنْطَفِئُ الحَواسِّ،
كَقَبْوِ مُومِيَاءِ الفَراعِنَةِ القَديمَةِ..!
كَائِنٌ مَيْتٌ، بِلاَ رُوحٍ، ولا مَعْنَى..
وتَحْرُسُهُ البَنادِقُ،
والخَنادِقُ، والفَيالِقُ،
والحَديدْ..!
▪
حَصِّنْ قُصُورَكَ،
أَيُّها المُحْتَلُّ، في بَلَدي..
تَمَتْرَسْ، في مَواقِعِكَ الرَّئِيسَةِ
والخَسِيسَةِ، كَالذِّئابِ المُسْتَفِزَّةِ..
واحْتَمى فِيها،
بشَوْكٍ مِنْ صَديدْ..
■3■
قصرُ العَدالةِ جاثِمٌ،
كَالإِثْمِ، فوقَ جَماجِمِ الفُقَراءِ،
أُبْصِرُهُ.. أُحَدِّقُ في الشِّعارِ
عَلى الجِدارِ، أَسًى.. أُسَلِّطُ
فِكْرَ "دِرِّيدَا" عَلَيْهِ؛ ولاَ أَكُفُّ
عَنِ التَّأَوُّلِ والتَّأَمُّلِ في دَلالاتِ الرُّموزِ..
أَقُولُ: كَيْفَ أُفَسِّرُ الميزانَ،
في زَمَنِ المَظالِمِ والقُيودْ..؟!
▪
قَصْرٌ لَعينٌ..
مَحْضُ وَهْمٍ،
دَرَّبُوا الشَّعْبَ الجَبانَ عَلَى عِبادَتِه..
أَقاموا جَمْرَةَ الطُّغْيانِ،
كُلًّا، بِاسْمِ سادَتِه..
ولا عَدْلٌ هُنالِكَ،
لا حَقيقةَ، لا شُهودْ..
■4■
قَصْرٌ؛
وأُقْسِمُ، إِنَّهُ الإِسْمَنْتُ والجَبَروتُ والرَّهَبوتُ.. أقسِمُ، إِنَّهُ الأَمْرُ المُعَلَّبُ،
مِنْ وَراءِ البَحْرِ يَأْتي جاهِزًا،
[مِنْ أَوَّلِ الكَلِماتِ،
حَتَّى آخِرِ الضَّحَكاتِ..!]
أُقْسِمُ، إِنَّنَا حَمْقَى،
ونَحْيَا أَسْوَأَ الأَفْلامِ،
في عَصْرِ الدَّنَاءَةِ
والرَّدَاءَةِ والقُرودْ..
▪
لا شَيْءَ أَنْبَلُ مِنْ يَدٍ
قُزَحيَّةِ الأَضْواءِ
تَفْتَحُ كُوَّةً في الصَّمْتِ،
تَرْسُمُ دُونَما خَوْفٍ
خَلاصًا للوُجودْ..
■5■
قَصْرٌ، ولَيْسَ كَمِثْلِهِ قَبْرٌ..
وتَحْكُمُهُ الثَّعالِبُ والمَقالِبُ
والخَنافِسُ والدَّسائِسُ،
والنِّظامُ العالَمِيُّ،
وقَدْ تَوشَّحَ بِالحَداثَةِ والنَّشيدْ..
▪
قصْرٌ،
وجُرْحٌ نازفٌ كَمَدًا،
عَلى وَطَنٍ شَهِيدْ..
▪
قَصْرٌ، سَأَهْدِمُهُ، على العَسَسِ/
الكِلاَبِ/ المُسْتَبِدِّينَ/ اللُّصوصِ..!
ولَسْتُ مَعْنِيًّا، سِوى بِالمَوْتِ
مِنْ أَجْلِ القَصيدَةِ،
وهْيَ تَحْلُمُ كالفَراشَةِ
بِالذَّهابِ إِلَى البَعيدِ..
إِلَى البَعيدْ..!
☆ شعر// المكّي الهمّامي
(بنزرت/ 4 جوان 2020)