كنَّا عراةً كانَ يلفحُنا الهواءُ وتزدرينا الشمسُ تغسلُنا السماءُ وكان ما كنَّا عليهِ فلا نواري ما نواري الآن هل سوءاتُنا هي نفسها أم لا يجوزُ الخوضُ فيما لا نراهُ وفي الكتاباتِ القديمةِ أننا لم نكترثْ نزلَ الكساءُ على الجلودِ وصارَ يزحفُ في خلايا العقلِ حتى صارَ رأسًا من قماشٍ نافشٍ⓪︎كانتْ خيوطُ الصوفِ تلمسُ حلمةَ النهدِ الرقيقةَ لمْ تكنْ لتريحَ أنثى النهرِ وهي تمرُّ من بينِ الهواءِ وسقسقاتِ الطيرِ تحجبُ عن مساماتِ الأنوثةِ عطرَ سوسنةٍ وظلَّ الغيمِ والعبثَ الوديعَ على خواصرِ نسوةٍ في الشمسِ في ماءِ البحيرةِ عائداتٍ من طقوسِ الزعفرانِ وشهوةِ اللوزِ التي لا تنقضي ①︎ ظلَّ النسيجُ يغازلُ الجسدَ المُعَدَّ لرقصةِ التانغو ولدغاتِ العقاربِ معلنًا أنَّ الذي قد فاتَ فاتَ وينبغي تعديلُ رائحةِ الأسِرَّةِ كي يعودَ الجلدُ مفتونًا بملمسهِ الشهيِّ ويتقي العشاقُ عاداتِ القبيلةِ هكذا بدأتْ مراسيمُ التهادي بالكساءِ وغُذِّيتْ خزُنُ النساءِ بما يفيضُ من الثيابِ ِ لأجلها سِيقتْ قوافلُ لا تُعَدُّ ولا تُرَدُّ وبِيعَ من ذهبٍ دمالجُ للتباهي بالمُقَصَّبِ والحريرِ ②︎ وأظهرتْ تلكَ الثيابُ سذاجةَ الفرحِ الذي ينتابُ مَنْ أخفَتْ بها ما لا يروقُ لناظرٍ والعيبُ يظهرُ بالثيابِ وغيرِها وكذا القلوبُ عيوبُها لا شيءَ يخفيها ولا تقوى مراوغةٌ على تبريرِ ما يؤذي وفي نفسي الكثيرُ من التساؤلِ حولَ مَنْ سنُّوا طرائقَ ليس يُعْرَفُ ما نهايتُها وأعرفُ أنني أستوقفُ الأفكارَ أنزعُ عن جوانبها بهاءً كاذبًا لأرى الحقيقةَ وهي تكشفُ ما عليها أنْ أراهُ متى أريدْ③︎يبدو العناقُ على الشفوفِ كمنْ تذوَّقَ سكَّرًا في الماءِ ما يُخْفَى من الجسدِ الشهيِّ يثيرُ رغباتٍ مُقَطَّعَةً وحالاتِ انتشاءِ غير واضحةٍ وتنغلقُ الليالي الساخناتُ على ارتخاءِ الجِلْدِ بين أصابعٍ ملساءَ والقطعِ التي تبتزُّ رائحةَ التوددِ والتعافي من قيودِ الخوفِ فالتصقي جلودَ الماءِ بالعرقِ الرحيمِ وثابري حتى يُعادَ إلى البدايةِ شوقُها شبَقًا يؤثثُ فرصةً للعشقْ ④︎ جعلَ البدائيونَ في أثوابهمْ ما كانَ في نياتِهمْ أَنْ يحرفوا بالبهرجاتِ العينَ عمَّا تحتَها خُبْثُ القبيلةِ خلفَ أستارِ الجمالِ أراهُ حينَ أرى حبيبتيَ البعيدةَ في العباءاتِ التي تزدانُ بالترَفِ الملوَّنِ والحُليِّ وتحتهُ منحوتةٌ جسديةٌ تبدو كفينوسْ شعرُها في الشمسِ يلمعُ عاريًا هي هكذا تبدو العلاقاتُ البسيطةُ واضحةْ⑤︎دَرْبُ الحريرِ حكايةُ الجسدِ الخفيةُ نزعةٌ نُسِجَتْ على قلقٍ وتبريرٍ يساوي ألفَ رأسٍ في حروبٍ دُوِّنَتْ بالموتِ بالوشمِ الذي جعلَ الجلودَ ضحيةً للعابثينَ على تفاصيلِ الفضيلةِ سكبَ الحريرُ النشوةَ الأولى على صدرِ الصبيةِ ناعمًا كالحُبِّ منسدلًا كرعشاتِ التقاءٍ لم يكنْ مِنْ قَبْلُ أجملَ إنهُ دربُ النساءِ النائماتِ على غصونِ التوتِ في وهجِ المسافةِ بين ما يُعطِي ويُعطَى والحريرُ خيوطُ وهمٍ واعيةْ⑥︎لغةُ القماشِ تبينُ في لوحاتِ من رسموا الحياةَ وبين فُرشاةٍ ولونِ الزيتِ تنطبعُ المخيلةُ الغيورةُ تبدأُ الأفكارُ في تثبيتِ رائحةِ التغيرِ والتسامي كلهمْ صنعوا من المألوفِ أحلامًا وصاغوا من ندوبِ الوقتِ ذائقةً بطعمِ البرتقالةِ تحتَ سورٍ هادىءٍ في الشمسِ يا هذا التفاؤلُ لوِّنِ الأشياءَ ولا تَهَبْ من ملمَسِ الخيشِ الذي صمتتْ على مسماتهِ كلُّ الطقوسِ وغادرتها في متاحفَ أيقنتْ أنَّ الذي يأتي أتى والقلبُ أولُ تحفةٍ زيتيةٍ في بهوِ هذي الروحْ⑦︎ وعلى القماشِ تناقلَ الجوعى شعاراتِ الصمودِ وبالغوا في رفعها حتى غدتْ يومًا بيارقَ مرةً أخرى لمن قتلوا وماتوا وقتها كفَنًا سرادقَ للتآمرِ والتنادي واختبارِ الشرِّ فيما بعدُ راياتُ القبائلِ من قماشٍ والمشاعلُ رأسها كان القماشَ مبللًا بالزيتِ في زمنِ الكهوفِ وفي معابدَ أوغلتْ في سنِّ ما يجبي لها مالًا وغُلِّفتِ الدساتيرُ القديمةُ بالقطيفةِ والعصائبُ من نسيجِ البَّفْتِ ماذا ظلَّ كي يُحكَى توارثنا الذي قد كانَ والدنيا ستبقى هكذا ⑧︎ هذي مناشفُكِ الملونةُ التي افتتحتْ صباحًا هادئًا حملتْ بقيةَ عطركِ الليليِّ أو شغبَ السريرِ تلفُّ عاجَكِ والقوامَ وزهوَكِ النُّسَوِيَّ ما استثنيتُ شيئًا منكِ يغريني ويغوي نيَّتي في أنْ يدثِّرَنا هواءٌ واحدٌ وعلى السريرِ مُلاءةٌ بيضاءُ واسعةٌ كهاتيكَ المسافةِ بين ساقيكِ اللتينِ أراهمُا بابَ المجرةِ والصعودَ إلى أقاصي الشوقِ والشغفِ الشهيِّ ⑨︎ وفي المسافةِ بين نهديكِ اختبارٌ لي وتنقيةُ الشفاهِ من الكلامِ عن المباحِ وغايتي في أنْ أعيدَ سُلالتي من وردكِ البريِّ أجهَلُ مَنْ أكونُ فلملميني من شظاياكِ التي انتشرت على جسدي وقولي للستائرِ إننا لم نختصرْ آهاتِنا والليلُ طالَ كما نريدُ وحاولي تبريرَ طعمِ الأسكدنيا في شفاهكِ واعتلي العرشَ الوثيرَ وراقبي نظراتِنا حتى ابتهالاتِ النهارِ الصاخبةْ⑩︎ وهل يكفي رداءٌ واحدٌ لا شيءَ يزعجُني كَفَكِّ عُرَى القميصِ وأنْ أنامًًًً على اليسارِ وأنتِ بين أصابعي تتلَّمسينَ طريقَ عِطْرِكِ في الوسادةِ لا تنامي قبل أنْ نخفي معًا آثارَ ما اقترفتْ يدانا لا عليكِ فقط سأمحو من شفاهكِ قبلةً وعليكِ ترتيبُ البقيةِ ناوليني لو سمحتِ زجاجةَ العطرِ التي سقطتْ هناك ⑪︎ الظنُّ كلَّ الظنِّ أنَّا لن نحققَ ما تريدُ ثيابُنا منا حبيبتيَ الجميلةَ هل تريدين التحققَ من علاقتنا ببعضٍ هل أُشيدُ بما عليكِ أمِ الذي تخفينَ تحتَ قميصكِ الورديِّ صِدْقًا نحنُ في شَرَكِ الخيوطِ وزحمةِ الألوانِ في هذا الدوارِ المستفزِّ ورغبتي في أنْ نزيلَ عن الأصابعِ غربةً في أنها لا تلمسُ الجسدَ النقيَّ وقد تهيَّأَ للجنونِ وما تخيلناه ُ عن حبٍّ وقصدْ ⑫︎ وفي عينيكِ شيءٌ ما وهذا الأزرقُ المُخْضَرُّ يُغْرِقُني كما فعلت قديمًا بي مياهُ البحرِ أبحثُ فيهِ عما لا يُرَى وأرى انتفاضاتِ الأنوثةِ بين ملمسهِ ولونكِ حَيْرَتي وتخيلاتي إننا لا نبتغي عبثًا ولكنْ سطوةُ التفكيرِ أقوى من حدودِ النفسِ في شفتيكِ توقيتُ البنفسجِ واعتصارُ اللوزِ زيتًا دافئًا يروي مساماتٍ عطاشًا للمزيدِ وللمزيدِ وتحتَ هذا الأزرقِ الممتدِّ شهواتٌ نرتبها معًا لا أنتِ تعترفين من خفَرٍ ولا قلبي سيهدأُ عنكْ ⑬︎ لو كنتَ مثلي لاقتنعتَ بأنَّ ذاكرةَ الشعوبِ ضعيفةٌ والعُرْيُ ما كان القضيةَ يُستَغَلُّ الفكرُ تنقسمُ الحياةُ إلى مُشينٍ واضحٍ ومنافقٍ مُتَأنِّقٍ وثيابُنا ألواننا وتشوهاتُ النفسِ والفوضى التي في داخل القلبِ الصغيرِ وحين أنظرُ في مفاتنكِ الجميلةِ لا أرى إلا جمالًا في كساءٍ باذخٍ ومناوراتٍ غير مشبعةٍ ونهداكِ انحسارُ مخيلاتي نصفُ جهدِ العقلِ في تخفيفِ آثارِ اشتهاءٍ ليس يُنجَزُ والسلامُ على الذين تساقطوا موتى وغابِ الطيبون ولا أزالُ أتابعُ الجسدَ الذي أضحى كتابًا نافعًا يكفي ليكشفَ ما الذي يجري وكيف تصرفتْ كلُّ القبائلِ وانمحتْ⑭︎
الأربعاء ١٠/٦/٢٠٢٠
واجهات
الأربعاء ١٠/٦/٢٠٢٠
واجهات