أنا امرأة بنصف قلب
أتنفس برئتين مثقوبتين
وأمشي بساق مهترئة
أقضم أصابعي عند الغضب
وأحك قلبي كلما توجعت.
وحينما يحل الليل
أفعل كل ما يفعله
النساك والعباد والكهنة والمجانين
أكتب الشعر
أصلي بلا وضوء
أرقص بصخب في الظلام
أنكش شعري
أنفث الهواء من حولي
أفرقع أصابعي
أصنع بالونات من اللعاب بشفتي
أقيس المسافة بين قلبي وبين الأرض
أهوي على الأرض
وأرتشف سقوطي
بنفس المرارة الأولى
أرتشفه
بنفس الحرقة الأولى
وبنفس الوعكة الأولى
ألتقط دماغي من على الأرض
أرفع رأسي باشمئزاز
من اكتشف أن في عبائته عناكب
أعاين السقف
أعاين الجدران
أعاين الباب
أعاين المقبض
أدور حول نفسي
أبكي بعيون مغمضة
وأصرخ :
ودي لو أخلع عني الوجع
كما يخلع مسن طقم أسنانه
ودي لو أرفع عني الوجع
كما يرفع الجندي
في تحية العلم طاقيته
ودي لو أسقط عني الوجع
كما يسقط العاشق
حمالة الصدر عن محبوبته.
أتحسس بيدي ظلي الباهت
بأناة على الجدار
ألعق من على خدي
ما تبقى من ملوحة الدموع
وأهمس إلى نفسي بخفوت
وعيني شاخصتان على ظلي في الجدار:
كان الله بإمكانه أن يشكلني على هيئات عديدة مختلفة
كأن أكون مثلا
صخرة من الكلس
أو جذع شجرة محترقة
أو مقبض باب من حديد
أو ستارا مسدولا
أو شباكا مشرعا على هاوية
أو شارعا لا يؤدي إلى هدف
لكنه مع ذلك
أصر على أن أكون
امرأة بنصف قلب
وساق مهترئة.
الشاعرة: سيليا عيساوي
#الملف_الجزائري
أتنفس برئتين مثقوبتين
وأمشي بساق مهترئة
أقضم أصابعي عند الغضب
وأحك قلبي كلما توجعت.
وحينما يحل الليل
أفعل كل ما يفعله
النساك والعباد والكهنة والمجانين
أكتب الشعر
أصلي بلا وضوء
أرقص بصخب في الظلام
أنكش شعري
أنفث الهواء من حولي
أفرقع أصابعي
أصنع بالونات من اللعاب بشفتي
أقيس المسافة بين قلبي وبين الأرض
أهوي على الأرض
وأرتشف سقوطي
بنفس المرارة الأولى
أرتشفه
بنفس الحرقة الأولى
وبنفس الوعكة الأولى
ألتقط دماغي من على الأرض
أرفع رأسي باشمئزاز
من اكتشف أن في عبائته عناكب
أعاين السقف
أعاين الجدران
أعاين الباب
أعاين المقبض
أدور حول نفسي
أبكي بعيون مغمضة
وأصرخ :
ودي لو أخلع عني الوجع
كما يخلع مسن طقم أسنانه
ودي لو أرفع عني الوجع
كما يرفع الجندي
في تحية العلم طاقيته
ودي لو أسقط عني الوجع
كما يسقط العاشق
حمالة الصدر عن محبوبته.
أتحسس بيدي ظلي الباهت
بأناة على الجدار
ألعق من على خدي
ما تبقى من ملوحة الدموع
وأهمس إلى نفسي بخفوت
وعيني شاخصتان على ظلي في الجدار:
كان الله بإمكانه أن يشكلني على هيئات عديدة مختلفة
كأن أكون مثلا
صخرة من الكلس
أو جذع شجرة محترقة
أو مقبض باب من حديد
أو ستارا مسدولا
أو شباكا مشرعا على هاوية
أو شارعا لا يؤدي إلى هدف
لكنه مع ذلك
أصر على أن أكون
امرأة بنصف قلب
وساق مهترئة.
الشاعرة: سيليا عيساوي
#الملف_الجزائري
