أقبلّكِ ....
طيرا تنازعه ملجآن،
وأذيبُ تيجاني السرية َعلى خارطتك،
فتسيلُ زهوري اليكِ،
تنظفُ ذاكرتي من الحربْ،
وتشيرُ الى جناحي.
***
أنا المطلقُ في اللحظة،
المموّهُ كملامح ِ آبائي،
آتيكِ منتكسا ببحارٍ عمياء
تفتحُ أناشيدَها على شفاهِك،
أقصّ ُعليكِ المنافي التي لم أزرْها،
والمدنَ التي طاردتني،
والبلدانَ التي تفحصتْ دمي فأعماها عويلي.
أقصّ الرهانَ النائمَ في سلال ِ النفي والفجيعة، ْ
أقص تاريخ العبيدِالذين ذُبِحوا في القافلة،
فتفجروا شعوبا وقبائلَ وأساطير.
***
أقبّلك ...
وألوّن معجزتي بمراكبَ رائحة ٍ
ومراكبَ غاديةٍ
وتواريخ َمشطوبةٍ
ووثائقَ من سعالْ
لا طقسَ لي
سوى البلادِ التي خطّطهَا العصبُ على جبينِك،
والحمامِ الذي ينعقُ في المسارح ِ الخالية،
والغيوم ِالتي حملها البريد،
والعائلة ِالمستعملة،
والثقوبِ التي نفذَ منها البحارة ُالمخالفونَ الى الغرق .
***
ولذا ترينني : أخلع الوقتَ على سباتي،
وأطفو ا كالبالون على شوارع ِ المدن المائعة،
فخذي حصاني واحلبيه،
ودعي الخاسرَ قبل أن يموت ....
والساكت قبل أن يساق الى المحرقة .
***
أقبّلكِ ...
وأجفّ حتىأشتعل،
كأنّ المدينة التي نزل عليها الرمد
تتلمسني كلما صمتّ،
وتحرسني كلما بكيت،
وتلفني بالتهّم كلما اختفيت .
وكأن البلاد صامتْ عن الانتظار
حين غيرت االموانيءُ أسماءَنا
ونمتْ للفنانينَ أنيابٌ في المنفى .
***
أقبلكِ ...
لأشمّ الغيبَ يدخلُ غرفتي،
وأراني بلا ماض،
أقضمُ اصابعي
وأتلوى كطريقٍ سرّي
أنسج الكلامَ من الغبار،
وأضع يدي على الطرقِ التي لا تؤدي
والمسافاتِ المبتورةْ،
والنساء : يجفّفن دمَ المحاربينَ في السلم،
وينشرنَ الجثثَ على الجبال،
ويغسلن الزهورَ من الغسقِ والدخان .
***
أقبّلك ...
وأسيلُ طوفاناً متعثراً اليك،
فليس الكلامُ سواي
أتذكرُ نعاسَ الميتينَ ورائحةَ الأقفاص ,
ولستُ سوى البيوتِ المتصدعةِ
التي تتبعنا حيثما نسيل
أقبلك ... فأتعكز على ممرّ يوصلني اليك
وأغمضُ أوراقي، لأنقش آثارَ الطاعون على كتابي،
يقودني النايُ الكفيفْ،
أنوءُ بحقول الحنظل،
وأخطّ بياناً شخصياً على الهواء بفمي،
فيبدو حليبك ناقصا
وصريرُ خارطتِك يبتلعُ الهذيان .
أقبلكِ ...
وأنسجُ لعينيكِ الخائفتينِ جراحي،
فتذكّري
أن الفناءَ الذي نصل , غابةٌ من الندم
وأن الخيولَ التي تركضُ الآن ظلالُنا الكسيحة
وأن الطفولة َالتي أبعثرُها على الفراش
كتابٌ ممسوح , وسلالةٌ معلبة .
وأن الجسدَ مستشفى الكلمات،
وأنكِ ندائيَ المؤجل
منذ اقتراح الله انشاءها بهذه الطريقة
- نمسح النهار كلما دخل المعلم مخمورا بلا ثياب-
فاقيمي ممالكَ الوهمْ
وأعيادَ الآس،
وتماثيلَ شاهقةً لفحيحِنا،
لأني دعوتُ السلالاتِ الميتةَ
والآثارَ التي لم تُكتشفْ بعد،
وخزائنَ الملوك، والكهنةَ والمشعوذين
والثمارَ التي أُكِلَتْ ، والغرقى والشهداء
لأعتذر عن الحرب
والشيوخة والندم
والكوميديا الالهية .
***
أقبّلكِ ...
لماذا كلما أراكِ أحلُمْ
ولماذا أجنّدُ نسياني
فتندفعُ الوقائعُ مثخنةً بالشقوق،
داميةً تتوزعُها المنافي،
تحملُني الى الحلم،
فارمي أعشابي من الفناء،
على الغيابِ الذي يتكاثرُ في البيوت،
وانتظارِ الخائبين في سوحِ البهجة،
وأسرابِ البلدانِ التي ترتجفُ في المعاطف،
أنادي قمراً مطحوناً،
وسفناً يحملُها العمالُ على أكتافِهم،
وطرقاً مقفلةً الى أمهاتنا،
وأسئلةً عن جدوى الحربْ .
***
ليست كافيةً ... العيونُ التي استعملَها النومُ طويلاً
وغدي الذي أسرفتُ فيه،
ويتاماي المنفيون الى التكاثرْ
وأولئكَ ...
أولئكَ الذين أسّسوا على الرملِ أسواراً مؤقتةً
تقتلعُها الكلمات،
ليست كافيةً ...
المدنُ التي لا تُجيب،
والقاراتُ التي حَبَلَتْ
والمقابرُ الملونة،
بكاؤُنا السرّي،
وشعوبُنا التي تحاذرُ الفيضانَ مثلَ دموعٍ جافة،
الخلودُ كذلك
حيث يشوى الشعراءُ على الأسئلة،
ليست كافيةً .. انهارُ الله وتوابيتُه
الحروبُ التي لم تشتعلْ بعد،
حين تصمت المدنْ ... وتتركُ الكلابَ تلحّن أناشيدها .
***
..............
..............
..............
***
ولذا ترَيْنَني – حين أقبلّك-
أغسل سباتي، وأعرقُ دما،
وأتركُ تفاحي يهطلُ على بلدانِكِ الخائبة،
فتنزفُ عيناي،
على أسودٍ تقدمُ الأزهارَ لأعدائها،
وعصافيرَ كتبناها على الورق،
فطارت أسرابا مسرعةً الى المقابر،
وتواريخَ عاطلةً، خرجتْ تلاحقُ كراريسَنا كالجراد،
ولذا ترَيْنَني
أدفعُ قبائلي الى الريحْ،
وأُغمِضُ تاريخي عليكِ ... لتأكلني الكلمات
من مجموعة عذر الغائب
طيرا تنازعه ملجآن،
وأذيبُ تيجاني السرية َعلى خارطتك،
فتسيلُ زهوري اليكِ،
تنظفُ ذاكرتي من الحربْ،
وتشيرُ الى جناحي.
***
أنا المطلقُ في اللحظة،
المموّهُ كملامح ِ آبائي،
آتيكِ منتكسا ببحارٍ عمياء
تفتحُ أناشيدَها على شفاهِك،
أقصّ ُعليكِ المنافي التي لم أزرْها،
والمدنَ التي طاردتني،
والبلدانَ التي تفحصتْ دمي فأعماها عويلي.
أقصّ الرهانَ النائمَ في سلال ِ النفي والفجيعة، ْ
أقص تاريخ العبيدِالذين ذُبِحوا في القافلة،
فتفجروا شعوبا وقبائلَ وأساطير.
***
أقبّلك ...
وألوّن معجزتي بمراكبَ رائحة ٍ
ومراكبَ غاديةٍ
وتواريخ َمشطوبةٍ
ووثائقَ من سعالْ
لا طقسَ لي
سوى البلادِ التي خطّطهَا العصبُ على جبينِك،
والحمامِ الذي ينعقُ في المسارح ِ الخالية،
والغيوم ِالتي حملها البريد،
والعائلة ِالمستعملة،
والثقوبِ التي نفذَ منها البحارة ُالمخالفونَ الى الغرق .
***
ولذا ترينني : أخلع الوقتَ على سباتي،
وأطفو ا كالبالون على شوارع ِ المدن المائعة،
فخذي حصاني واحلبيه،
ودعي الخاسرَ قبل أن يموت ....
والساكت قبل أن يساق الى المحرقة .
***
أقبّلكِ ...
وأجفّ حتىأشتعل،
كأنّ المدينة التي نزل عليها الرمد
تتلمسني كلما صمتّ،
وتحرسني كلما بكيت،
وتلفني بالتهّم كلما اختفيت .
وكأن البلاد صامتْ عن الانتظار
حين غيرت االموانيءُ أسماءَنا
ونمتْ للفنانينَ أنيابٌ في المنفى .
***
أقبلكِ ...
لأشمّ الغيبَ يدخلُ غرفتي،
وأراني بلا ماض،
أقضمُ اصابعي
وأتلوى كطريقٍ سرّي
أنسج الكلامَ من الغبار،
وأضع يدي على الطرقِ التي لا تؤدي
والمسافاتِ المبتورةْ،
والنساء : يجفّفن دمَ المحاربينَ في السلم،
وينشرنَ الجثثَ على الجبال،
ويغسلن الزهورَ من الغسقِ والدخان .
***
أقبّلك ...
وأسيلُ طوفاناً متعثراً اليك،
فليس الكلامُ سواي
أتذكرُ نعاسَ الميتينَ ورائحةَ الأقفاص ,
ولستُ سوى البيوتِ المتصدعةِ
التي تتبعنا حيثما نسيل
أقبلك ... فأتعكز على ممرّ يوصلني اليك
وأغمضُ أوراقي، لأنقش آثارَ الطاعون على كتابي،
يقودني النايُ الكفيفْ،
أنوءُ بحقول الحنظل،
وأخطّ بياناً شخصياً على الهواء بفمي،
فيبدو حليبك ناقصا
وصريرُ خارطتِك يبتلعُ الهذيان .
أقبلكِ ...
وأنسجُ لعينيكِ الخائفتينِ جراحي،
فتذكّري
أن الفناءَ الذي نصل , غابةٌ من الندم
وأن الخيولَ التي تركضُ الآن ظلالُنا الكسيحة
وأن الطفولة َالتي أبعثرُها على الفراش
كتابٌ ممسوح , وسلالةٌ معلبة .
وأن الجسدَ مستشفى الكلمات،
وأنكِ ندائيَ المؤجل
منذ اقتراح الله انشاءها بهذه الطريقة
- نمسح النهار كلما دخل المعلم مخمورا بلا ثياب-
فاقيمي ممالكَ الوهمْ
وأعيادَ الآس،
وتماثيلَ شاهقةً لفحيحِنا،
لأني دعوتُ السلالاتِ الميتةَ
والآثارَ التي لم تُكتشفْ بعد،
وخزائنَ الملوك، والكهنةَ والمشعوذين
والثمارَ التي أُكِلَتْ ، والغرقى والشهداء
لأعتذر عن الحرب
والشيوخة والندم
والكوميديا الالهية .
***
أقبّلكِ ...
لماذا كلما أراكِ أحلُمْ
ولماذا أجنّدُ نسياني
فتندفعُ الوقائعُ مثخنةً بالشقوق،
داميةً تتوزعُها المنافي،
تحملُني الى الحلم،
فارمي أعشابي من الفناء،
على الغيابِ الذي يتكاثرُ في البيوت،
وانتظارِ الخائبين في سوحِ البهجة،
وأسرابِ البلدانِ التي ترتجفُ في المعاطف،
أنادي قمراً مطحوناً،
وسفناً يحملُها العمالُ على أكتافِهم،
وطرقاً مقفلةً الى أمهاتنا،
وأسئلةً عن جدوى الحربْ .
***
ليست كافيةً ... العيونُ التي استعملَها النومُ طويلاً
وغدي الذي أسرفتُ فيه،
ويتاماي المنفيون الى التكاثرْ
وأولئكَ ...
أولئكَ الذين أسّسوا على الرملِ أسواراً مؤقتةً
تقتلعُها الكلمات،
ليست كافيةً ...
المدنُ التي لا تُجيب،
والقاراتُ التي حَبَلَتْ
والمقابرُ الملونة،
بكاؤُنا السرّي،
وشعوبُنا التي تحاذرُ الفيضانَ مثلَ دموعٍ جافة،
الخلودُ كذلك
حيث يشوى الشعراءُ على الأسئلة،
ليست كافيةً .. انهارُ الله وتوابيتُه
الحروبُ التي لم تشتعلْ بعد،
حين تصمت المدنْ ... وتتركُ الكلابَ تلحّن أناشيدها .
***
..............
..............
..............
***
ولذا ترَيْنَني – حين أقبلّك-
أغسل سباتي، وأعرقُ دما،
وأتركُ تفاحي يهطلُ على بلدانِكِ الخائبة،
فتنزفُ عيناي،
على أسودٍ تقدمُ الأزهارَ لأعدائها،
وعصافيرَ كتبناها على الورق،
فطارت أسرابا مسرعةً الى المقابر،
وتواريخَ عاطلةً، خرجتْ تلاحقُ كراريسَنا كالجراد،
ولذا ترَيْنَني
أدفعُ قبائلي الى الريحْ،
وأُغمِضُ تاريخي عليكِ ... لتأكلني الكلمات
من مجموعة عذر الغائب