سقط كوب الشاي من يده المرتعشة، وتطايرت رشّاته على الطاولة قبل أن ترسم مجراها على السطح، ومن ثم وصولا حتى حدود الطاولة.
قطرات قليلة سقطت على الأرض تبعتها أخرى حتى تشكل الخيط الغزير المنسكب. إلى ناحية الباب اندفع خيط الشاي.
خرج من خصاصه الأسفل وأخذ طريقه إلى الشارع.
كانت ثلة من التلميذات الصغيرات يقفن بانتظار حافلة المدرسة، ولم ينتبه منهن إلى ما يجري على الأرض سوى طفلة صغيرة، هي الأصغر بين البنات.
بهدوء انفصلت عن رفيقاتها وتقدمت إلى الشاي الزاحف وأقعت تنظر إليه.
جلست كالمسحورة وهي تبحلق في شيء ما في الماء، شيء جوهري، وغرقت في الدهشة حتى جاءتها إحدى البنات لتأخذها إلى الحافلة.
هزتها من كتفها تنبهها، ولكن الصغيرة أبدت حركة متذمرة، طالبة من البنت أن تتركها وشأنها.
قادتها من يدها عنوة، وفي داخل الحافلة، أخذت تنظر إلى حيث خيط الشاي وتلوّح بيدها مودعة.
في الجانب الآخر، حيث كان الماء المسحور يتلاشى، لوّح رجل بيده مودعا ابنته التي تذهب المدرسة للمرة الأولى؛ تلويحة تملأها السعادة ويعصف بها القلق… وهي أيضا المرة الأولى التي يتجه فيها إلى عمله من غير أن يشرب الشاي.
* من المجموعة القصصية ( في زمن الشتاء)
قطرات قليلة سقطت على الأرض تبعتها أخرى حتى تشكل الخيط الغزير المنسكب. إلى ناحية الباب اندفع خيط الشاي.
خرج من خصاصه الأسفل وأخذ طريقه إلى الشارع.
كانت ثلة من التلميذات الصغيرات يقفن بانتظار حافلة المدرسة، ولم ينتبه منهن إلى ما يجري على الأرض سوى طفلة صغيرة، هي الأصغر بين البنات.
بهدوء انفصلت عن رفيقاتها وتقدمت إلى الشاي الزاحف وأقعت تنظر إليه.
جلست كالمسحورة وهي تبحلق في شيء ما في الماء، شيء جوهري، وغرقت في الدهشة حتى جاءتها إحدى البنات لتأخذها إلى الحافلة.
هزتها من كتفها تنبهها، ولكن الصغيرة أبدت حركة متذمرة، طالبة من البنت أن تتركها وشأنها.
قادتها من يدها عنوة، وفي داخل الحافلة، أخذت تنظر إلى حيث خيط الشاي وتلوّح بيدها مودعة.
في الجانب الآخر، حيث كان الماء المسحور يتلاشى، لوّح رجل بيده مودعا ابنته التي تذهب المدرسة للمرة الأولى؛ تلويحة تملأها السعادة ويعصف بها القلق… وهي أيضا المرة الأولى التي يتجه فيها إلى عمله من غير أن يشرب الشاي.
* من المجموعة القصصية ( في زمن الشتاء)