نهلة جمال - ثلاث عجلات.. قصة قصيرة

لم تكن أنفاسك الدافئة، ولا لمسات تشبثك الخجلة لمعطفي عند لهو طفولتنا معا، سبب هذا الاحساس الذي تدفق بغتة بعقلي فحجب كل الأفكار إلا واحدة، يتردد صدي صوتها بنبضي دون استئذان..هل يمكن أن تغيب شمسك لحظة عن جسدي فأهزل وأصاب بقشعريرة التجمد يوما ما!

هكذا حدث نفسه بينما مشهد خصلات شعرها المتطايرة بحرية بريئة تسابق حركة دراجته ذات العجلات الثلاث لا يفارقه منذ اعوام واعوام كبرت فيها مشاغله ونضجت خلالها ملامحها الأنثوية..اجتمعت فيها العيون مرات قليلة تحت ستر الصدفة..

حاول أن يفصح فيها عن اهتمامه الغامض باخبارها، وتتبعه لحكي نسوة الشارع عن زيجات فتياته ليطمئن قلبه بأنها له..كلما سمع عن رفضها لهذا العريس أو ذاك ..فيطمع في انتظار أطول ويبرر انشغاله بالعمل بحاجته لقوة توازي مكانتها عنده.

حتي عاد في عطلته الإسبوعية ذاك المساء الضبابي، رغم نسائم ليل الصيف، يبحث عن صدفته، عن دفء أنفاسها بالشارع..بلا جدوي!

بحث عن دراجته ثلاثية العجلات التي قبعت منذ الطفولة بمدخل البيت فسمع صوت أمه يجيبه ..أخذتها عبير حين رحلت.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى