جمال نيازي - انتظار مشروط

في ساعة الذروة من مساء ما..
جبت شوارع المدينة
بحثاً عن بطلة روايتي الجديدة
عيناها سوداوان
في عينها اليمنى نظرة ملؤها الكبرياء
و في عينها اليسرى
ترقص شياطين الغواية
شعرها أسود غجري
تتركه مسدلاً في الصباح
و تعقده على شكل كعكة في المساء
في حقيبتها علبة ملئى بالسجائر
و قداحة ذهبية مهداة
عليها توقيع أحد ضحاياها
حذاؤها كعبه طويل رفيع مدبب
عطرها كرائحة الياسمين
على وجهها شبح ابتسامة
و في محجريها بقايا دموع جفت منذ عام
أصابعها طويلة
طلاء أظافرها بلون الدماء
دماء من عشقوها حتى النزيف
وجدتها في الموعد المنتظر
تجلس في مقهى للمدخنين فقط
قالت لي : انتظرتك كثيراً
و أنا لا أحب الانتظار
موافقتي مشروطة
اجعلني بطلة لروايتك الجديدة
لكن بشروط
....
قالت لي: لا ترهقني بكثرة السؤال..
يكفيني منك "صباح الخير" في الصباح
و "أحلام سعيدة" في المساء..
لا تخاطبني ب"حبيبتي"
أو "عزيزتي" .. أو "فتاتي المدللة"
فتلك مسؤولية كبرى.. و أنا في مسؤولياتي
غارقة حتى أذناي..
لا تقل لي أبداً "اعتني بنفسك"
فذلك كلام المراهقين
فأنا شديدة العناية بنفسي
و أكره تلك النصائح..
أنام مبكراً جداً
و لا وقت عندي لأبيات الشعر
أو الروايات الطويلة..
و لم أجرب أبداً أرق العاشقين..
لا تحضر لي الهدايا
فوجهي يتخضب مع كل هدية
و لا أحب أن يراني الناس في لحظة ضعف..
أحب الموسيقى كثيراً
لكنني لا أجيد الرقص على أنغام الڤالس
و لا أجيد الرقص بصحبة رجل..
أريد نهاية سعيدة للرواية
لا أتزوج فيها البطل
لا يفرقنا موت أو سفر

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى