خيرة جليل - حلم

على أشجار الحلم
بنت العصافير أعشاشها
على أغصان الفراق
وقفت حزينة
تتأمل المارين بدروب الحياة
لم تكن تعلم أن الحلم
سفر على غير ميعاد
وسط فراش الضوء
ونيازيك الكون
التي سقطت بعيدا
عن قطب الأماني المشروعة
لم تكن تعلم
أن الوعد
قلادة ثقيلة بعنق العاشقين
رصعوها بالمقبل العميقة
والنظرات المتفائلة
والابتسامات الخفيفة
حين يمرون بين الخمائل الخضراء.
على عتبة الشوق
على وجوه العاشقين الخجولة
يسافر الحنين بلا جواز سفر
ولا تأشيرة عبور .
القبور مآذن الموت المنتصبة
في زمن النسيان
المآذن لم ترفع اليوم الآذان
فوق رؤوسها
يعلو دخان الشقاء عاريا
ها قد حضر القاضي
وغاب الدفاع
ووقف العاشقان .
الأصابع تطرز الذكرى
بخيوط من ذهب
على وسادة الإنتظار،
ولا واحد منهما أنكر
اقترافه للخطإ الجميل.
ليس مهما أن يصفق لك الجميع،
لكن المهم أن يصفق لك
واحد يختزل فيه الجميع.
بدروب الوشاية
الحب جريمة العاشقين
ومفتي ديار العهر
أفتى بصلبهم على أبواب
مدينة الخديعة
وتحنيطهم
بطين سواقي الخيانة
لا أحد سيقبل بدفن جثمانهما
بأرضهم المقدسة التي
لا تدفن فيها إلا كلابهم المطيعة
فليدفنوا فوق
ربوة الأحلام المشروع
خارج مدينة الخديعة
حتى تزورهما السنونو
والنوارس
والحمام
حين تزهر أشجار الكستيان
والياسمين
بعيدا عن مدينة الخديعة
حيث تفحمت الذكريات الجميلة
...خيرة جليل