إلى آدم في المنفى .
،،، استوقفتني في سياق هذا المتن القيم للقريض الحر مقطعان متقابلان ومتداخلان : مقطع رومانسي / وجودي ومقطع فكري / عقلاني .. المقطع الأول / " امرأة جميلة تكفي لنسيان الموت " .. المقطع الثاني / " الدهشة تكفي لبعث الفلاسفة من مراقدهم " .. يذكرني منطوق المقطع الأول بمأساة الشاعر العراقي بدر شاكر السياب الذي أسعفه القريض ولم تسعفه حواء ، مات شهيد الحب ، الحلم الضائع في حياته الوجودية ، الحب الذي كان بإمكان حواء أن تمنحه إياه بغية التخفيف من وطأة الداء اللعين الذي نهش عظمه ولحمه وأوصله إلى ذروة الألم وقمة المعاناة .. والمقطع الثاني ينطوي على روح التفلسف ومنشأ اليقظة الفكرية عند أهل الحكمة ، على اعتبار أن الدهشة Etonnement هي عنصر وجود ومنشأ التفكير الفلسفي ، هي نزق فكري ينم عن التأمل العميق والحيرة الفكرية من جراء التأمل والوعي والملاحظة : فالفيلسوف والعالم البيولوجي هربات سبنسر أثناء تجوله في شوارع مدينة لندن ليلا كان يرفع بصره إلى السماء قائلا " أيها الوجود ، بقدر ما أبهرتني وأدهشتني بقدر ما عجزت عن تفسيرك " .. فالدهشة هي يقظة فكرية واندهاش الفيلسوف بما يجري حوله من أحداث ، فالفيلسوف شوبنهاور كان يندهش من فكرة الموت ، فيستغرق طويلا في تأمل هذا الموضوع الوجودي / الميتافيزيقي .. اختصارا ، فهذه الخاطرة / الباقة من الشعر تنم عن جدة وطرافة من منظور أول ، وعن تأمل عميق وخلخلة وجدان حي من منظور ثان ، وعن سلاسة دالية ( الدال اللفظي ) سيلان دلالي كشلال يتدفق باستمرار ( المدلول الفكري ) .. خاطرة رومانسية وجودية وشعرية تحمل في أحشائها صورا رائعة للإنسان والوجود ، الحياة والموت ، اليأس والتأمل ؛ مصاغة بلغة متينة تتسم بجزالة اللفظ وطلاقة العبارة ونعومة الكلمة وسحر المعنى وعمق التفكير وتنويع الحقل وعذوبة التعبير .. دام قلمك فياضا بالإبداع والعطاء ،،،
الأستاذ عبدالوهاب حميرين
وجوه تخبئ أظافرها في المرآة .
زفرة واحدة تكفي لقتل
الوحش الحجري القابع
في نظرتك الباردة .
**************
ضحكة حلوة تكفي
لترميم جناحي حمامة
تربض في كف شحاذ .
**************
زهرة واحدة تكفي
لتشرح تغريبة عصفور الدوري
(وطقسه المبهم آن الليل.)
***************
ورقة واحدة تكفي
لقراءة أحزان
الجذع المقطوع .
***************
طلقة واحدة تكفي
للسفر عبر جزر الغياب
لهتك مساتير الذئب .
***************
وردة واحدة تكفي
إطفاء حرائق الشاعر.
****************
ديك واحد يكفي
لإيقاظ الصباح المعلق
كالخفاش
على جناح العتمة.
****************
عكازة واحدة تكفي
لكنس أشباح الليل
المعششة في كهوف
الجسد.
*****************
إمرأة جميلة تكفي
لنسيان الموت.
*****************
ضربة فأس واحدة تكفي
لقطع أذرعة كثيرة
لنهار يتزأبق
على صهوة اللامبالاة.
*****************
سرير واحد يكفي
لجسدين ينقران
أوراق المستقبل
ويطيران
نحو براري النوم.
*****************
صديقة عذبة تكفي
لصناعة أسطول من الصواعق..
لتدجين وحش العزلة
وتأسيس دويلات
من الفرح اليومي .
****************
صديقة واحدة تكفي
لتنبت من جديد
وبقوة مذهلة
طفولتي المقتولة
بخرادق الهامش.
*****************
طائر شفاف واحد
يطلع من سرايا عينيك
يكفي ليبعث من جديد
قمرا أبديا
داخل مدارات الروح.
*****************
جرح واحد يكفي
لإضاءة شرفات الليل.
*****************
جثة واحدة تكفي
لجرجرة أحلام الطغاة
إلى المقصلة.
****************
غزالة واحدة تكفي
لغزو العالم
ومحو البقع الرمادية.
******************
قطرة واحدة تكفي
-تهبط من عنق الغيمة-
لتشييع أفراس قوس قزح
إلى حجرة الشاعر.
*****************
نهر واحد يكفي
لغسل أواني الشمس
الملوثة بشتائم العميان.
***************
صديق واحد يكفي
لتشييع جنازتي اليومية
والبكاء طويلا
-أمام عتبات الفقد-
على جثث الصداقة.
****************
العالم
لا يسع جناحي شاعر.
****************
الليل لا يكفي
لسرد مراثي الحمامة
ونومها العميق
في بئر الجسد.
*****************
الدهشة تكفي
لبعث الفلاسفة
من مراقدهم.
*****************
جسد واحد
لا يكفي
لمجرات الشاعر.
****************
،،، استوقفتني في سياق هذا المتن القيم للقريض الحر مقطعان متقابلان ومتداخلان : مقطع رومانسي / وجودي ومقطع فكري / عقلاني .. المقطع الأول / " امرأة جميلة تكفي لنسيان الموت " .. المقطع الثاني / " الدهشة تكفي لبعث الفلاسفة من مراقدهم " .. يذكرني منطوق المقطع الأول بمأساة الشاعر العراقي بدر شاكر السياب الذي أسعفه القريض ولم تسعفه حواء ، مات شهيد الحب ، الحلم الضائع في حياته الوجودية ، الحب الذي كان بإمكان حواء أن تمنحه إياه بغية التخفيف من وطأة الداء اللعين الذي نهش عظمه ولحمه وأوصله إلى ذروة الألم وقمة المعاناة .. والمقطع الثاني ينطوي على روح التفلسف ومنشأ اليقظة الفكرية عند أهل الحكمة ، على اعتبار أن الدهشة Etonnement هي عنصر وجود ومنشأ التفكير الفلسفي ، هي نزق فكري ينم عن التأمل العميق والحيرة الفكرية من جراء التأمل والوعي والملاحظة : فالفيلسوف والعالم البيولوجي هربات سبنسر أثناء تجوله في شوارع مدينة لندن ليلا كان يرفع بصره إلى السماء قائلا " أيها الوجود ، بقدر ما أبهرتني وأدهشتني بقدر ما عجزت عن تفسيرك " .. فالدهشة هي يقظة فكرية واندهاش الفيلسوف بما يجري حوله من أحداث ، فالفيلسوف شوبنهاور كان يندهش من فكرة الموت ، فيستغرق طويلا في تأمل هذا الموضوع الوجودي / الميتافيزيقي .. اختصارا ، فهذه الخاطرة / الباقة من الشعر تنم عن جدة وطرافة من منظور أول ، وعن تأمل عميق وخلخلة وجدان حي من منظور ثان ، وعن سلاسة دالية ( الدال اللفظي ) سيلان دلالي كشلال يتدفق باستمرار ( المدلول الفكري ) .. خاطرة رومانسية وجودية وشعرية تحمل في أحشائها صورا رائعة للإنسان والوجود ، الحياة والموت ، اليأس والتأمل ؛ مصاغة بلغة متينة تتسم بجزالة اللفظ وطلاقة العبارة ونعومة الكلمة وسحر المعنى وعمق التفكير وتنويع الحقل وعذوبة التعبير .. دام قلمك فياضا بالإبداع والعطاء ،،،
الأستاذ عبدالوهاب حميرين
وجوه تخبئ أظافرها في المرآة .
زفرة واحدة تكفي لقتل
الوحش الحجري القابع
في نظرتك الباردة .
**************
ضحكة حلوة تكفي
لترميم جناحي حمامة
تربض في كف شحاذ .
**************
زهرة واحدة تكفي
لتشرح تغريبة عصفور الدوري
(وطقسه المبهم آن الليل.)
***************
ورقة واحدة تكفي
لقراءة أحزان
الجذع المقطوع .
***************
طلقة واحدة تكفي
للسفر عبر جزر الغياب
لهتك مساتير الذئب .
***************
وردة واحدة تكفي
إطفاء حرائق الشاعر.
****************
ديك واحد يكفي
لإيقاظ الصباح المعلق
كالخفاش
على جناح العتمة.
****************
عكازة واحدة تكفي
لكنس أشباح الليل
المعششة في كهوف
الجسد.
*****************
إمرأة جميلة تكفي
لنسيان الموت.
*****************
ضربة فأس واحدة تكفي
لقطع أذرعة كثيرة
لنهار يتزأبق
على صهوة اللامبالاة.
*****************
سرير واحد يكفي
لجسدين ينقران
أوراق المستقبل
ويطيران
نحو براري النوم.
*****************
صديقة عذبة تكفي
لصناعة أسطول من الصواعق..
لتدجين وحش العزلة
وتأسيس دويلات
من الفرح اليومي .
****************
صديقة واحدة تكفي
لتنبت من جديد
وبقوة مذهلة
طفولتي المقتولة
بخرادق الهامش.
*****************
طائر شفاف واحد
يطلع من سرايا عينيك
يكفي ليبعث من جديد
قمرا أبديا
داخل مدارات الروح.
*****************
جرح واحد يكفي
لإضاءة شرفات الليل.
*****************
جثة واحدة تكفي
لجرجرة أحلام الطغاة
إلى المقصلة.
****************
غزالة واحدة تكفي
لغزو العالم
ومحو البقع الرمادية.
******************
قطرة واحدة تكفي
-تهبط من عنق الغيمة-
لتشييع أفراس قوس قزح
إلى حجرة الشاعر.
*****************
نهر واحد يكفي
لغسل أواني الشمس
الملوثة بشتائم العميان.
***************
صديق واحد يكفي
لتشييع جنازتي اليومية
والبكاء طويلا
-أمام عتبات الفقد-
على جثث الصداقة.
****************
العالم
لا يسع جناحي شاعر.
****************
الليل لا يكفي
لسرد مراثي الحمامة
ونومها العميق
في بئر الجسد.
*****************
الدهشة تكفي
لبعث الفلاسفة
من مراقدهم.
*****************
جسد واحد
لا يكفي
لمجرات الشاعر.
****************