دعوة الحق - الوجادات -13-

194- ليس لها كالتراب طبيب..!
وجدت من شعر الشاعر الفحل ج إدريس السناني رحمه الله في وصف أمة شمطاء حدباء.. :
و جارية شبه سعد الأديب
لوجه قبيح وجسم معيــب
عجوز تجاوز أم الحليس
بدهر طويل مديـد رحيـب
حفيدة حام!.. على أنهــا
رأته وقد دخلت في المشيـب
إذا ما مشت وقفـت ريثمـا
تئن أنين العليـل الغريــب
و إن صعدت درجا كيفمـا
تكاد من الغشيـان تغيــب
و تقسو كخنفسة بيننـــا
فتلجئنا لبخـور و طيــب
و قد فض فوها قديما فمـا
تحب من القوت إلا الحليـب
و تندب ناسا لها ملكــوا
فتنشد بالحال قول اللبيــب
« متى يجمع الله شملي بكم
فقولوا قريب. قريب. قريب»
فلو لم يكن في الأما غرها
لسيبها..! و استراح الأريب
فقولوا أخي العقل في شأنها
فليس لها كالثراب طبيب..!

195- سبحان ... جمع لسابح ...!
من الغرائب المروية عن ابن حزم الظاهري .. رحمه الله.. ما وجدته في – برنامج الرعيني (1) – المتوفى بمراكش سنة 666 هـ :
« .. حدثني الحافظ أبو بكر بن الجد .. قال حدثني أبو الحسن بن الأخضر. قال : حدتني أبو الحجاج الأعلم أنه لقي ابن حزم. فقال له مكان التحية : يا أستاذ .. هل تجمع العرب « فاعلا » على « فعلان » ؟ قال : فقلت له : نعم .. و أخذت أورد له أمثلة على جهة البيان .. فطفق يركض دابته غير مصيخ للجواب! و هو يقول : أرحتني من سبحان..! أرحتني من سبحان ..!
ثم زاد الرعيني ... أن ابن حزم قال للأعلم :
فما يمنع أن يكون « سبحان » جمع سابح ..!! قال الأعلم : فعجبت من جهله ..!!

196- من طرائف ابن حزم ..
وجدت في كتاب « الفصل في الملل و الأهواء و النحل » هذه الفقرات في نقد المعارف اليونانية..!
« زعم قوم : أن الفلك و النجوم تعقل..! و أنها ترى و تسمع..! و لا تذوق و لا تشم..! و هذه دعوى بلا برهان ..! و ما كان هكذا فهو باطل مردود عند كل طائفة بأول العقل..! إذ ليست أصح من دعوى أخرى تضادها و تعارضها..! و برهان صحة الحكم بأن الفلك و النجوم لا تعقل أصلا. هو أن حركتها أبدا على رتبة واحدة..! لا تتبدل عنها. و هذه صفة الجماد المدبر.. الذي لا اختيار له..! فقالوا : الدليل على هذه أن الأفضل لا يختار إلا لأفضل العمل... فقلنا لهم :
- و من أين لكم أن الحركة أفضل من السكون الاختياري ...؟

197- قد صرتم أخوة ...!
في كتاب البيان المغرب لابن عذارى ج 1 ص 27 :
« وكانت الكاهنة لما أسرت ثمانين رجلا، من أصحاب حسان، أحسنت إليهم.. و أرسلت بهم إلى حسان..! و حبست عندهم خالد بن يزيد..! فقالت له يوما : « ما رأيت في الرجال أجمل منك .. و لا أشجع..! و أنا أريد أن أرضعك...! فتكون أخا لولدي...! و كان لها ابنان : أحدهما بربري و الآخر يوناني .. و قالت له : نحن جماعة البربر لنا رضاع.. إذا فعلناه نتوارث به.! فعمدت إلى دقيق الشعير ... فلثته بزيت .. و جعلته على ثدييها ..! و دعت ولديها. و قالت : كلا معه على ثديي..! ففعلا .. فقالت :
« قد صرتم أخوة » ...!!!

198- و إن أججوها ..!
وجدت من شعر الشيخ حمدون ابن الحاج رحمه الله .. هذه الأبيات في شراب القهوة ..
أتى بقهــوة بـــن
كالمهل يشوي الوجوها
بيس الشراب و ساءت
نار لها أججــوهــا
فلم يطب شربها لــي
يوما و إن أرجوهـا..!

199- أغناني الله... عن لفتك و فجلك..!!
وجدت في الرسالة التي بعث بها أبو القاسم الزياتي إلى عامل مدينة فاس .. الطيب الوديني هذه الفقرات ..
« و بعد .. فقولك تفتخر على الناس في السر و النجوى .. أنك توجه لي الدجاج، و اللحم، و الحلوى. هل (كذا) قلت لك ما أوجه لك من أنواع المربيات ! و كعاب الغزلان! و العزبيات ..! و مقطرات الورد و الزهر و الطيب.! الذي يتطيب به كل نجيب.. و تحف البلار و الودع..! الذي غلا ثمنه و ارتفع ..! و لما أولمت لابنك وجهت لك الهدية المعتبرة ..! بالمزامر و الطبول..! فاقتدى به في ذلك الخصيان و الفحول..! و من فواكه الصيف و الخريف..! من كل رطب،و يابس، لطيف.. و لما بلغني ذلك استغفرت الله من معرفتك.! و تبت إلى الله من صحبتك.. فلا تراسلني.. و لا أراسلك..! و لا تواصلني بشيء، و لا أواصلك. فقد أغناني الله عن لفتك و فجلك..!! و قرعك و بصلك..!! و عن دجاجك .. و لحمك..!!!».

200- مسيلمة .. و أشعب..!
وحجت في فهرست القاضي عياض السبتي .. في ترجمة شيخه الأديب أبي بكر محمد بن عبد الله ابن البراء الجزيري..
و مما أنشدنا من شعره لنفسه :
دعوتني فظننت أنك صادق
و ظللت من طمع أجيء و أذهب..!
فإذا اجتمعت أنا و أنت بمجلس
قالوا : مسيلم.! و هذا أشعب..!
( و بمسيلمة يضرب المثل في الكذب..! و بأشعب يضرب المثل في الطمع..!)

201 - فهو حي كميت و السلام..!!
وجدت هذه القطعة في كناشة أحد العلماء منسوبة للشاعر الأندلسي صالح بن شريف الرندي..
ابن عشر من السنيـن غــلام
رفعت عن أمثاله الأقـلام
..........................
ليس يثنيه عن هواه مـلام
فإذا بلغ الثلاثيـن عامــــا
بلغ الهوى حده. و الغـرام
فإذا بلغ الأربعيـن فعقـــل
و كمال و شدة و تمـــام
و ابن خمسين مر عنه صبـاه
فـرآه كأنـه أحــــلام
و ابن ستين صبرته الليالــي
هدفا للمنون و هي سهــام
........................
ه إلا أتـاه الحمـــــام
فإذا بلغ الثمانيـن عامـــا
بلغ الغاية التي لا تـــرام
و ابن التسعين لا تسلني عنـ
ـه فابن تسعين ما عليه كلام
فإن زاد بعد ذلك عشـــرا
فهو حي كميت و الســـلام


دعوة الحق

118 العدد


تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى