أبو يوسف طه - صور من أفعال أشقائنا النبيلة.. الراعي

اعتدت حين مروري نحو سكناي بالبادية أن أصادف راعيا نحيلا قاعدا على ضفة ساقية ، وأغنامه ترعى في مجراها ، لاحظت أنه يلمحني بعينيه الكبيرتين كعيني البقرة ثم يغضي سريعا ، بذرت رؤيته الغريبة الشك في نفسي ، وحدث أن وجدته مرة يطل من حافة السور على الداخل ، ثم سار ليجلس بجوار شجرة سدر ضخمة ، ذهبت إلى الداخل وجئت بقنينة زيت زيتون سلمتها له ، وتحدثنا حديثا خفيفا ، سألني خلاله عن عدة محرك البئر قائلا أهي في البيت ؟ قلت لقد نقلتها إلى منزلي بمراكش ... عدت إلى المدينة بعد انصرافه ، وبعد أيام وجدت ثقبا بجدار البيت ، والفأس موضوعا فوق كومة تراب ، وتذكرت أنني نسيت الفأس في حوض سنديانة بعد نكشه . لقد فعلها الراعي ، وكان مسعاه خاسرا ، وأبلغني أحدهم أن يده خفيفة ، يمكن أن يسرق مسمارا
عبث أطفال يتمرنون على السرقة
شُنت غارات متوالية على تجهيزات البئر ، سرقت قناني الغاز ، وحزام التدوير ، والبطاريات ، وحاق الفشل مرة بالسراق لما غلبهم ثقل الأنابيب ، وهم يهمون بفصل الرأس الدوار ، فغادروا دون أن يأخذوا شيئا ، لكن تسببوا لي في متاعب إضافية ، وبعد أيام قدم عندي جار وأبلغني بأن " أصحاب حاجتي " سقطوا في يد الدرك بعد أن قبض عليهم يسرقون العنب من الضيعة التي يحرسها ، ذهبت إلى مقر الدرك لكن رققت لحال أم أحدهم بعد أن بكت وشكت من سوء الحال وعقوق الإبن ، إن السراق هؤلاء في سن التمدرس ، فماذا سيكون مآلهم لو أصبحوا مسؤولين أو سراقا محترفين ؟
سوق الغنم /الأ ربعاء
وضعت 3000 درهم وزيادة في الجيب الخلفي للسروال ، وأسدلت علي فوقية ، وفي سوق الأربعاء بمراكش طبعا ، انحنيت لفحص خروف ، فشعرت بكف يوضع على جيبي متفحصا ، فأسرعت بوضع كفي فوقها ضاغطا ، فإذا بابني الذي فطن للأمر يستدير فجأة ويسدد لكمات متوالية لوجه السارق ففار الدم من أنفه وفمه ، وكنت قد أدخلت عنقه بين زاوية ذراعي وساعدي ، محاولا إسقاطه برجلي ، وقد تمكنا من إخراجه من الزحام ، والتملص من أعوانه ، ولاأحد من فضلاء الإيمان تدخل لنجدتنا بفك الإشتباك ، على أي لقد قدمنا بالمجان مشهدا سنيمائيا .
الرجم بالحجارة
قال لي دركي مخلص إن اللصوص في البادية يعمدون ليلا إلى رمي أحجار في بهو المنازل أو على الأبواب للتأكد من غياب أصحابها أو استغراقهم في النوم لمباشرة السرقة ، مع هذه الحالة يمني الإنسان نفسه بأن يكون بحوزته سلاح ما لإنقاذ نفسه
ــــــ
لايموت المغاربة جوعا ، فلم نشاهد أطفالا برؤوس ضخمة وبطون منتفخة ، وأذرع وسواعد وأفخاذ وسيقان كأرجل الجراد ، ولم نعثر مرة على شخص في الشارع يعاني من فواق الموت بسبب الجوع ، بل رأيت متسولة تحول النقد المعدني إلى أوراق بقيمة 200 درهم يوميا أو أكثر أوأقل قليلا في مقهى المعتمد ، بل أعرف اشخاصا بزرعهم وغنمهم يفدون من قبائل الجوار ليتسولوا في مراكش ، بل نجد من يتقاضى الملايين شهريا ويسرق . إذن ماالدافع إلى السرقة ؟
احزر ولك مني مليون تحية

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى