كريم جخيور - مسبحة الأيام..

الينا حيث كنا في معتقل الرضوانية في نظام صدام حسين

فرات صالح
كان يعمل من نوى التمر
مسبحة
ويطيل السجود
أشبعوه ضربا
مع هذا فقد نام ليلته حالما
باخر ضحكة فاض بها ولده (سيد علي)
تاركا ل (ديما) البحر
ونافذة يسكنها العشب
السيدات تبتكر أعياده
فكان اكثرنا أعياد.
كتب ذات يوم
لا بد من علي لكل جنوب
فقلت له الان وفي كل ان
لا بد من فرات لكل وطن.
عبد السادة البصري
تفوح من قلبه رائحة الحناء
ومن فمه رائحة الخمر
سليل الماء
يتلبسه الشعر
في الزنزانة تلبسه الخوف
ترك الفرائض واكتفى بصلاة الشكر
قناص لفافات التبغ
وحين يفشل
كنا نقايض التبغ بالصمون
نبيع صمونة ونتقاسم الأخرى معا
عبد الرزاق صالح
كان يعشق القصائد الساخنة
وفي الزنزانة كان يطلقها مصحوبة بالقهقهات
مرة كانت
الماركسي الذي اعترف قسرا
بانتمائه الى حزب الدعوة
وحين اطلقوا ساقيه
أفسد أعترافه
ازدهار الكأس.
عادل الثامري.
كانت امه تلاحقه
بقلبها المكتظ أمومة وأبوة
فيهرب منها
طفولة ماكرة
تمردا وغواية
حين طارده رجال الأمن
مارس ذات اللعبة معهم
كان يحوك المكائد ويلقي دروسا في النقد
الطفولة الناضجة
خرجت لتؤثث منبرا فسيحا للدرس.
واثق غازي
الفتى المسكون باليوغا
لم يستفد من لعبة الكونفو طويلا
فحين علقه السجان
هوى شاهرا قصيدته
ليدوس بها عنق الجلاد.
البحار زامل
من خدعك يا صديقي
فترجلت من قمرتك
تاركا سفينتك
يعضها الصدأ ويوحشها انحسار المد
القبطان الذي كان يزن مقادير البحر
فشل في موازنة جسده المعلق
فراح يكثر بالدعاء
ويحلم ان يتحرر من وطاة اليابسة.
كريم جخيور
يهزأ بالريح
فكان الأفق يضيق بخطوته
حين داهمه الوطاويط
كان النهار يلملم عباءته
صينية (الكيك) بضاعته الفقيرة
توشك على النفاد
ودونما ان يعدها
كما طلبوا منه
دس في يد صاحبه
حفنة من دنانير مجعدة
في الزنزانة فشل في تطويع حرائق الشوق
فراح يطلق صرخات حادة
كانت السماء معصوبة بالحديد
وكان الجنوب حدائق في العيون
وخوف ان يقتلوه
شربت الأرق.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى