محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - قد يأتي يوم

قد يأتي يوم نكون فيه قادرين على الاستلقاء فوف عقارب الساعة ، دون ان يداهمنا الوقت
بنشرة العاشرة
قد تأتي نشرة العاشرة باشياء جيدة
مثل :
انقلاب شاحنة تهرب " فراشات " صفراء وبنفسجية ، فطلت الهواء بالتحليق الملون
وبجميل الغروب منتصف اجنحة نضرة
وقد تبث نشرة الاخبار
حفل موسيقي رائع ، تشاهده العائلات مع وجبة العشاء
ويتحسن مزاجهم
حتى ان الوالدان قد يمازحان ابنتهما المُراهقة حول حبيبها ، وبصمات فمه العالقة في نهديها حديثي الحليب والرعشات
وقد نسمع عن بستان ثمل ، خرج الى الشارع عاري الازهار ، وزع العبق والرحيق
للصبية الحالمون ، وللنحل منزوع الشوك والاظافر
قد تظهر المُزيعة بفستان سهرة ازرق ، وتضع كحل واحمر شفاه ، لتعوض جفاف انهار الدم اخيراً
في مخيلة الآدمية والوقت ومخيمات النزوح
قد يأتي يوم
تكون فيه مخالب الذئاب الجبلية لطيفة ، وناعمة
وتُجيد اصطياد الغزلان دون ان تُدميهم
بل تفاوضهم فحسب
العصافير التي قايضت جناحاتها بفرع مغشوش في شجرة ، قد تنمو لها جنحان اُخرى
وتقايض البيت ، ووظيفتها الازلية " الغناء في اوبرات الصباح " بالحرية
وتمتحن الترحال ، بين اجنحة الخريف ، وازقة القيوم الغارقة في شبقها
قد انجح اخيراً في كتابة تلك القصيدة
القصيدة التي اخبرتها عنها ، قصيدتي المميزة ، تلك التي لا اخسر فيها اظفراً او اصبعاً
تلك التي افرغ منها ، دون ارى بقع من البارود على الورقة او اصدقاء علقو في كم القميص حين داهمهم بوليس القضايا
دون دماء زرقاء على هوامش الاستعارة ، دون مجازات تُشير الى نفسها بفضيحة المعنى
قد انجح اخيراً في " كتابتك جميلتي "
امراة من قبلة وعناق وتذاكر للحرية
وقد امشي ذلك اليوم سعيداً على الطرقات ، دون إن اتشاجر مع شجرة عثرني ظلها ، او عصفورة قذفتني بالصباح ، حتى انني قد اجلس بجوار طل يتزحلق على غصن بكامل الفرح والابتهاج الطفولي
ساعبر بالميادين ، ورياض الاطفال
اشتري ابتسامتهم ، بطائرات ورقية ، وقطع سكاكر
وساصعد القطار المتجه نحو " اللا مكان " لموعد غرامي
ساصل اللا مكان قبل الموعد
ساجلس على الطاولة ، واضع اشيائي على المقعد ، زجاجة الخمر ، الدفتر
ساضع الحقيبة الثقيلة على المقعد ، حتى تتدفق الرغبة بالفتحات الجانبية
وساطلب من النادل ، كوباً من الموسيقى ، وان يضع الاحرف في "سكرية جانبية " لاضع الاحرف في الكوب كما اشتهي
ساتزوق الموسيقا بنهم ، حتى تلتصق بحواف الفم ، سالعقها بلساني
ثم ابتلعها ، حتى اُصاب بنوبة طرب
ستاتي حبيبتي ، ستضع القبلات والعناقات بجواري
لتستريح قليلاً
سيخرج عصفور من حمالة صدرها ، سيحط على كتفي ، سيُغني
وسنرتشف المزيد من كل شيء
مزيد من القبلات
مزيد من العناقات
مزيد من الموسيقى ، سنترك على الطاولة بقشيش من القبلات التي انسكبت في لحظة انعدام وعينا ، سنمسح الموسيقا والقبلات عن الطاولة بمنديل ورقي ، سيتغير لون المنديل ، سنخرج
لتنزه في شوارع اللا مكان ، وننام في غرفة طرفية في فندق ، يقبع في فراغ ما ، خارج حدود الوقت والاشياء
# عزوز

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى