محمد ود عزوز - كل هذا الخراب

كل هذا الخراب
كل هذه الطرقات التي تمشي عارية تُطارد المارة، وتقذفهم بنوافذ للرحيل
وبطاقات للموت
كل هذه البدل الضبابية ، تنسجها الذكريات لنرتدي انفسنا على مضض
كل هذه الاجساد الناقصة
ينقصها ظل
لا يحتاج الى ضوء يكبله اسفلنا
وما زلنا نقول
" سنعبر "
اجل سنعبر ، لكن الى أين ؟
الجحيم مغلق لجائحة كورونا ، الزحام هناك يفوق احتمال الارجاء المُحيطة
سنعبر
الى الضفة الاخرى من الحلم ، لنكتشف اننا لم نكن نحلم ، بل كنا دُمى بلاستيكية في احلام اخرين
سنعبر
الى النافذة التي فتحتها السماء لاستقبال الشكاوي ، ثم نام موظف الخدمة المدنية هناك ، ولم يعد هناك من يراجع دعواتنا التي ترتد الينا احجار وقطع زجاجية حادة تمزقنا
الى خيبة ، وشيء من الخراب
سنعبر الى انفسنا
عندما ننظر الى المرآة ، دون ان نسُب انعكاس الموت الذي يُطاردنا من البعيد
عندما نتعرى ، ونتحسس اعضاءنا ، دون ان يرعبنا صدى اللحية القادم من الطرقات ، ودون ان نخجل من تلك التضاريس الجافة تشتهي بعض الرزاز الدافئ
عندما نستلقي ، في الايادي الصفراء للمساء دون خوف ، من خفافيش العتمة
تلك التي تاتي من المجهول ، تحمل في يدها انصال ضبابية ، تشق الصمت
وتقذف الغائبين في حواف الذاكرة
وتُدمي الوقت
بالحنين ، والانتظار البائس
سنعبر
عندما تكف المدينة عن طحوا ضحكات الصبية في افرانها الدينية ، وتعيد لهم العابهم
دون اي شبهة اعضاء ، او شروط احتشام
عندما لا تعود الزهرة بحاجة الى اشواك تحميها من ايادي الفضولين ، ومن الفراش مزور النوايا
سنعبر ، عندما لا يكون الموت ، هو الحارس الرسمي لبوابات الاحتمالات المُحيطة بنا

# عزوز

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى