عنفوان فؤاد - بإصبع واحدة!

التصفيرُ ليسَ بالأمرِ الصعب
أَلُمُّ فمِي بأصابعِي وأنفخُ
أخي يضحك ويَحُكّ مُؤخِّرته
يقول إني لن أفعلها
فأصابعي قصيرة أطعمت بعضًا من طولها للكتابة.
لكني مازلت أتحرّكُ في اتجاهاتٍ مختلفةٍ بشكلٍ
دائري
خطوتين إلى الأمامِ
واحدة إلى الخلفِ
أُمرّرُ الساق بحركةٍ سريعةٍ
أُمّي تبكي وتَحُكّ مُؤخِّرتها
تقولُ ساقاكِ قصيرتان
أخذتْ من طولهما أُختكِ التي حاولت الـمَجِيء مرارًا
فتسلَّقَتْ جسدكِ كثيرًا
لكنها اختارت الطول تحت الأرض.

مساءً لا أتمدّد على سريرٍ قُطنيّ، استبدلته منذ
أعوامٍ بلوحٍ خَشَبيّ
في الأصلِ كان بابًا لبيتنا الأوّل.
الباب يطرقُ فينفتح الألم من جديد
أخبرني الطبيب وهو يَحُكّ مُؤخِّرته
بأنه كان عليه اقتلاع فقرة من فقرات هذا الجذع
الخُرافيّ؛ إنه لا يَكُفّ عن النُمُوّ
فمتى تتوقفينَ عن الاعتقادِ
بأنّكِ كنتِ شجرة!

الهواء يتسرب من مكان ما
قيل أنني أتيت إلى هذا العالم بثقبة في القلب
ربما زاد الرب من سرعة النفخ،
أو أنه جعلني عند البدء على هيئة ثقب في لحمة أذن
ملاك
لكن سرعان ما غير من رأيه؛ لسبب ما.
كان عليه غلق الثقب أولا
يقول لي صوت قادم من الداخل؛ وهو يحك مؤخرة
الهواء
إنه مناسب،
مناسب تماماً لتسريب جثث العشاق
المحترقة.

عنفوان فؤاد/ الجزائر

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى