في منتصف العمر ، أقصد الخمسين ، أو قريبا منه ، يصبح الحب مثل المعجزة ، يضطرب القلب ولا يهدأ . شيء عجيب ، ولا كأن هناك خمسين سنة يجب أن يتوقف عندها الصخب والمجون والعبث . عاد القلب ينبض صبابة ، هل يمكن أن ينتشل الحب رتابة إنسان منتصف العمر لتجعله اكثر شبابا نابضا بالحياة ؟ هل يمكن أن يرمى في أتون الشوق والانتظار واللوعة ..؟ حيث المسرات تأتي إليه دفعه واحدة ، بدون استئذان ؟ يذهب هذا العاشق الى غابته الكثيفة ليجلس وحيدا على مصطبة يقلب بنظره جمال الاشجار، يراقب الطيور والعصافير ، تدخل خيوط الشمس بخجل الى الغابة ، تداعب مسامات وجهه الذي أصبح نضرا ، مستبشرا ، وتبعث الارض بروائحها الندية والاوراق المتساقطة بفعل الرياح اللطيفة . ما الذي يمكن أن يفعله هذ العاشق في أواخر عمره ، هل يبث اللوعة ؟ لمن يبثها ، وهو في هذا العالم المكتظ المتشابك ، قد ترك الأصدقاء كلهم في مدينته البعيدة ، لا ريب أن قلبه الصغير لا يتحمل الإصغاء الى نصائح مفادها ترك هذه اللعبة المخيفة التي أسمها الحب . والبشر هنا ، وربما في كل مكان من العالم محكومون بنفوس تميل نوازعها الى الحسد والغموض. يعصف الحب به ويتصور إنه ليس بشريا ، شيء مجهول وغامض يعلو فوق النظريات والفلسفات والثقافات التي أنغمر فيها ذات يوم ولم يخرج منها بعد. والشيخ العاشق ، بعد بحث مضن وجد صديقا بث له شكواه ، يصغره بعشر سنين ، مثقفا ، ويتوقع إنه ناضج بما يكفي . قال له الشيخ العاشق : بدأت أحب ، فضحك الصديق بإستغراق ، فسرها ضحكات بريئة لا يقصد منها السخرية ، قال له الصديق : بس لا عبر الفيسبوك !! حزن الشيخ العاشق لأنه فرط بإسرار مقدسة كان يحتفظ بها لوحده ، حزن حزنا مدمرا. لكن الصديق ، سأله عن أسمها على الفيس ، فأخبره بطيبة قلب جنوبي لا يعرف للمخادعة طريقا..
الشيخ العاشق ، مازال مذهولا من هذا العالم الأزرق الذي يحيط به ، إذ كيف يمكن أن يتحاور مع امرأة لذيذة ورائعة رمته في بحر متلاطم الأمواج ، وهي تسكن في مدينة قريبة من قلبه ، فيما يسكن هو في مدينة تركية صغيرة ؟
ها هو الآن يراقب الطيور والفراشاات تتطاير حوله ، ولم يصدق أن يرى نفسه وقد تحول الى شاب في العشرين يستمع الى فيروز صباحا ونجاة الصغيرة عصرا وعبد الحليم حافظ ليلا . ولم يكن ليتصور وهو الكتوم في أن يفاتح صديقا بمكنوناته. عاش الشيخ أجمل أيام حياته مع هذا الفاصل من اللوعات والانتظار والشوق لاطلالتها البهية على صفحات الفيس ، أصبح يعشق كل ما تقوم به..
في هذا اليوم ، قرر أن يمعن في بث لوعات الإشتياق ، ليقوم بإخبار حبيبته بأن صديقا له أشترك معهما في متابعة قصة الحب العنيفة التي تجتاحه . وفي غمرة حديثه معها ، أكتشف إنها كانت تقابله ببرود وجفاء .. أخبرته المرأة التي يحبها بأن هذا الصديق أتصل بها بشكل فج وأستعرض أمامها طاووسيته الفارغة والمخجلة .. كانت عبارات المرأة في الطرف الآخر حزينة ومؤلمة ، أخبرته أيضا إنها علمّت صديقه اللياقة والأدب ، ثم قالت له في الاخير .. شكرا لك ، وداعا .
الشيخ العاشق ، مازال مذهولا من هذا العالم الأزرق الذي يحيط به ، إذ كيف يمكن أن يتحاور مع امرأة لذيذة ورائعة رمته في بحر متلاطم الأمواج ، وهي تسكن في مدينة قريبة من قلبه ، فيما يسكن هو في مدينة تركية صغيرة ؟
ها هو الآن يراقب الطيور والفراشاات تتطاير حوله ، ولم يصدق أن يرى نفسه وقد تحول الى شاب في العشرين يستمع الى فيروز صباحا ونجاة الصغيرة عصرا وعبد الحليم حافظ ليلا . ولم يكن ليتصور وهو الكتوم في أن يفاتح صديقا بمكنوناته. عاش الشيخ أجمل أيام حياته مع هذا الفاصل من اللوعات والانتظار والشوق لاطلالتها البهية على صفحات الفيس ، أصبح يعشق كل ما تقوم به..
في هذا اليوم ، قرر أن يمعن في بث لوعات الإشتياق ، ليقوم بإخبار حبيبته بأن صديقا له أشترك معهما في متابعة قصة الحب العنيفة التي تجتاحه . وفي غمرة حديثه معها ، أكتشف إنها كانت تقابله ببرود وجفاء .. أخبرته المرأة التي يحبها بأن هذا الصديق أتصل بها بشكل فج وأستعرض أمامها طاووسيته الفارغة والمخجلة .. كانت عبارات المرأة في الطرف الآخر حزينة ومؤلمة ، أخبرته أيضا إنها علمّت صديقه اللياقة والأدب ، ثم قالت له في الاخير .. شكرا لك ، وداعا .