أذكر في ما أذكر أني تعلمت من الفقيد الأستاذ الجامعي المفكر والكاتب محمد وقيدي، وأنا في بداية مشواري في التدريس، أول درس في طريقة ضبط الفصل الدراسي؛ وكان أول لقاء لي معه في السبعينات من القرن الماضي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بمدينة فاس، حيث كان وقيدي آنذاك أستاذا بالسلك الثانوي محبا للقاءات الثقافية وصديقا لمجموعة من الطلبة الأساتذة منهم ذ. العلوي وزوجي الدكتورعبد الكبير الشرقاوي. ولهذا كان يداوم بشغف على الحضور لأنشطة ثقافية بالكلية المذكورة، كما يزور الحي الجامعي أيضا لمّا كنا بمجلس الطلبة القاطنين ننظم سهرات إبداعية وثقافية لفائدة الطلبة ومفتوحة للعموم. وكان أساتذتنا يشجعوننا أيضا بالحضور بين الحين والآخر في هذه الأنشطة، كما هو الشأن بالنسبة للمرحوم أحمد المجاطي شاعرا، وذ. عباس الجيراري مؤلف كتاب "القصيدة"، وذ. محمد بنيس شاعرا، وذ. محمد عنيبة الحمري مؤلف ديوان "الحب مهزلة القرون"؛ و كان يشرف هذه اللقاءات الثقافية عميد الكلية المعنية آنذاك الأستاذ أحمد اليبوري.
المرحوم ذ. محمد وقيدي كان منذ ذلك الحين ذا ثقافة شاملة، إضافة إلى تخصصه في مادة الفلسفة، ويمتاز بالتأني في الحديث، والتركيز فيه، مع ميول للدعابة الرقيقة.. ومن النوادر الطريفة التي أسجلها له باعتزاز؛ أنه لما عينت أستاذة بثانوية محمد الخامس بالدار البيضاء صادفته بساحتها في أول يوم، وكان قد انتقل إليها بدوره من فاس، وتعلمت منه في الساحة ذاتها وفي لحظة وجيزة الدرس الأول المفيد في ضبط الفصل الدراسي. بل وطلبت منه حضور دروسه للاستفادة من خبرته؛ فقال لي: منذ الآن أسلمك "عصا موسى لضبط قسمك".. وأضاف، ضاحكا: "بداية كل درس ينطلق من عتبة القسم، وخلال التقديم وأنت تتحدثين، عَيّني تلميذا لكتابة التاريخ، وأجِّلي ورقة الغياب إلى فجوة خلال الحصة، وذلك لينشغل التلاميذ بالدرس لا بك".
كان رحمه الله لا يتوانى عن حضور لقاءات ثقافية معنا رفقة الأستاذين أبو العزم ،ومحمد بلاجي، وذ. حمادي، فيما بعد بكلية الآداب عين الشق، لما كان بها الأستاذ المؤطر التربوي حسن حبيبي يشرف على لقاءات حول إشكالية تحليل النص الأدبي بين التعليم الثانوي ومراكز التعليم العليا. ومنذ ذلك الحين في الثمانينات انشغل ذ. وقيدي بالبحث في مجال الابستمولوجيا، وإنجاز كتب في المجال...
رحمه الله وجعل منه قدوة للباحثين الشباب...
المرحوم ذ. محمد وقيدي كان منذ ذلك الحين ذا ثقافة شاملة، إضافة إلى تخصصه في مادة الفلسفة، ويمتاز بالتأني في الحديث، والتركيز فيه، مع ميول للدعابة الرقيقة.. ومن النوادر الطريفة التي أسجلها له باعتزاز؛ أنه لما عينت أستاذة بثانوية محمد الخامس بالدار البيضاء صادفته بساحتها في أول يوم، وكان قد انتقل إليها بدوره من فاس، وتعلمت منه في الساحة ذاتها وفي لحظة وجيزة الدرس الأول المفيد في ضبط الفصل الدراسي. بل وطلبت منه حضور دروسه للاستفادة من خبرته؛ فقال لي: منذ الآن أسلمك "عصا موسى لضبط قسمك".. وأضاف، ضاحكا: "بداية كل درس ينطلق من عتبة القسم، وخلال التقديم وأنت تتحدثين، عَيّني تلميذا لكتابة التاريخ، وأجِّلي ورقة الغياب إلى فجوة خلال الحصة، وذلك لينشغل التلاميذ بالدرس لا بك".
كان رحمه الله لا يتوانى عن حضور لقاءات ثقافية معنا رفقة الأستاذين أبو العزم ،ومحمد بلاجي، وذ. حمادي، فيما بعد بكلية الآداب عين الشق، لما كان بها الأستاذ المؤطر التربوي حسن حبيبي يشرف على لقاءات حول إشكالية تحليل النص الأدبي بين التعليم الثانوي ومراكز التعليم العليا. ومنذ ذلك الحين في الثمانينات انشغل ذ. وقيدي بالبحث في مجال الابستمولوجيا، وإنجاز كتب في المجال...
رحمه الله وجعل منه قدوة للباحثين الشباب...