عبد الرؤوف بوفتح - كآبة المشهد

..النظر الى الأمام ، اصبح سرابا ،
لم اعد انظر الى السماء يا ابي
انها : خدعة للغريب
لم اعد انظر الى الرصيف عند قدميّ..
انها هيئة الطاعة والخوف
لم اعد انظر لا..
الى اليمين
ولا الى اليسار..
- اقول لك ..
لغتنا العربية : نَكْتُبها من اليمين.
وبعد كل ذلك ..
حين نتوضّا : نبدا بالعضو الايمن ،
حين نتشهّد :
نرفع سَبّابة اليَدِ اليُمْنى
وأفْضل جَنْب للنوم هو الايْمَنْ
وهكذا الى ان نَصِل الى الحَمّامْ
نبارك الرِّجْلُ اليُمْنَى قبل اليسرى
ايّ فائدة من كل هذا اليمين يا ابي
وحتى اليسار
من " طرفة بن العبد"
الى " مظفر النوّاب"
و"سعدي يوسف"
انه..تفّاح مشبوه
وآثار غربان..خلف جحافل النمل
والجريمة تبقى طول الدهر
ضد مجهول..
- لم يبق الا الخَلْف ..
أستغفر الله ..
من إثْم "لُوطْ"
يااا ابي الطيب المطيع
الذي مات ،،
وقد اخفى عني كثيرا
من المحار الفاسد في قاع البحر ..
فدعيني سيدتي..
افتح لك ضفافا
لم يتركوا لنا فيها عارشة نحبها..
فالحب عند العرب..
مثل بَغْلة ابي حنيفة النعمان
تقف عند اول تحية للعابرين..
وتجفل دون فتوى
فدعيني سيدتي
انفخ لك
في المُتبقّي من هذا الغبار
بَعثري عُقْصة شعرك
ضُمّي فمك..واستمعي :
مات طارق بن زياد ،
" وهو يجوع ،،
يستجدي الناس عند المساجد"
وَهَا.. "موسى بن نصير" ،
وكيف رُدّت راياته اليه
ثم مات طريدا ..
بين " مكّة " والقرى...
- أنا أحب رثاء الاندلس
يا سيدتي..
انت سليلة " وَلّادَة بِنْت المُسْتَكْفِي"
احب " ابن زيدون" كثيرا..
احبّ المخالب..
عقوبة التاريخ ،
احب اتساع المنافي ،
الريح الصفراء ،
شقوق الطين والنار فينا.
قولي..
كيف بَدَاْنا الغصة من زمن الغراب
من جبل " أُحُد" الى جبل طارق
من غرناطة حتى "طبريّا"
ومن جَمَل " عائشة"
الى كل هذا النعيق .
.. وها نحن..
ننفخ في رماد الاثافي
وقد خلّفتنا القوافل
نسكب الماء في الغربال
نبيع الرمل للريح
ما زلنا نغني..
عند شاهدة "أبي القاسم"
"اذا الشعب يوما اراد الحياة "..!!

- عبد الرؤوف بوفتح / تونس.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى