محمد عبدالعزيز أحمد ( محمد ود عزوز) - في الهواء الطلق..

في الهواء الطلق
الصدى يتولى امر كتابة النوته الموسيقية وتوزيعها
على الحاضرين
تجلس العصافير على الاغصان ، بربطة عنق ملونة لتعزف اغنيتها عن التزاوج
تهتز الاغصان بغنج لتغري الخريف " مُتردد الخطوات " بما تضخم في مؤخرتها من تعرجات
تعري الشوارع ازقتها
شوارعها
رمالها
تضع سرة ، وفم للقبلات ، وبعض الاماكن البعيدة عن الفضولين ليستغلها العشاق
ليرممو اضلاعهم بالاناقات الصلصالية
لا تثقوا في الشعراء
فالحقائق هنا على الاوراق مغلوطة جداً
والمُدن
تبعد مسافة جروح وخيبة
واكفان زرقاء اللون ، وتوابيت لغوية لأشخاص ابتلعتهم القطارات
والحقائب الغاضبة من بوليس التفتيش ، حين يدقق في امر الثياب الداخلية المطوية بعناية ، ودفاتر اليوميات ، ومستحصرات الهروب من اوطاننا الجريحة
والصمت الذي يتوسط جملتين
في حقيقته مجرد فراغ ، او "وكر" لمٌضاجعة قد تحدث خارج الاستعارات
فقبل بضع احلام
كنت اشذب شوارب الرمال في الضفاف
لتُقبل ارجل العابرين من هناك ، بحثاً عن الصدف والدفء والمراكب مسوسة الابحار
وكنت اجلس واُدخن
خارج نطاق الوقت والمكان ، في صخرة تقبع في فراغ ما
ارى الحياة من الخارج ، والخارج لا يختلف عن الداخل ، سوى في الرطوبة وفي احتمالات الموت بالتهاب رئوي
هناك تموت "بصدمة وجودية "
لأنك قد لا تحتمل ما تراه من هناك من وجود عبثي ، يرمي ظله على الاشياء
ترى المطارات تمسك مقصات حادة
وتقطع الحبل السري للعشاق المتورطون في ولادة بعضهم من اسِرة المضاجعات الحميمة
ترى العصافير تشيع الشتاء بالترحال
ترى الجنود العائدين من حقول الموت ، يخرجون بزور الذرة ، ليزرعون اصدقائك
احلامك
شوارعك ، قصائدك ، فتاتك المُصابة برهاب المطر ، و الوحل
يزرعون كل ما تملكه هناك
ليس لتنمو بساتين من الزهور ، بل ليحجبوها عن مائدتهم حين يتناولون اللحوم البشرية الطازجة
ترى الرعاة
تقودهم مواشيهم ، وتضربهم بالسياط حتى انها تعزف بالناي معزوفة موسيقية اسمها " المأساة "
الحدادون يصنعون
ابواب
وابواب
الكثير من الابواب ، ولا مكان تقود اليه تلك الابواب سوى الفراغ وهاويات تطل نحو " اللا مكان "
ترى الصحف تبيعك نعش على انه واقعك ، في الحقيقة هو نعشك الذي تهرب منه دائماً
ويطارد وعيك في صور الساسة المتخمين بما تناولوه من اعضاءك الحساسة وغير الحساسة
ترى حبيبتك
تمد لك يديها ، تضع على عزلتك
بضع احتمالات
ان تتبادلان الافواه ، وتضيعان عن ابجدياتكما
ان تتعانقا حتى تتحولا لشجرة عنب
ان تسيرا حتى تتآكل اجسادكما بفعل الانهاك او التسوس
ان ترتشفان مقطوعة موسيقية مسمومة
وتتلاشيان معاً
اعتراضاً على نشاز الواقع
ان تنتحرا
بالسقوط من بناية عالية ، ولا تصطداما بالارض ، بل تتفاديان الارض وتسقطا في الجحيم مباشرةً
وتكتشفا
ان الجحيم ليس بذلك السوء
وان الارض اكثر الاشياء خراباً ، وتضيعاً للذوات


# عزوز

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى