محمد عثمان أدريانو - تَجْلسينَ في البيتِ..

تَجْلسينَ في البيتِ
القُطْن يَأكُلُ مِن ظَهِيرَتِكِ الفَاتِنةْ
والكَلِماتُ تَشرب اليَقِين المُصَفَّى
وتَنَام على التَرجَمة
يَشْرب النَّهار جَسدكِ وردةً وردة
ويَعْبق المكان
تَجْلسينَ في أمان الله
ومَكْر الحدائِق
لا تَلْتًفِتينَ للحرائِقِ المُلْقًاةِ في سلَّةٍ القلب
أعضاؤك كُلّها تَضَعُ ساقاً على ساقْ
الطبيعة بِنتُ خلْخَالكِ
تَسيرُ في نومِها دونَ أنْ تُوقِظ الأغاني
دونَ أن تُحرِّكَ شَعرةً في الأسَىْ
دونَ أن يَمُرَّ الوقتُ كسولاً
وينفق أشجاراً في ضحكتكِ الخضراء
ضحكتك التي تَرى
التي تصنعُ خُدوشاً في الهواء
تصرع ذرات في عبورها
تُروِّضينَ وحوشاً بِنظْرتكِ اللاهِبةْ
وحوش تَقْعِي تحتَ قدميكِ
وقلوب تَعْوى كُلَّما حرَّكَ الريح فُسْتَانكِ المَنْزليّ
تَجْلسينَ بِقلبٍ مُغْلَقٍ
وتَنامينَ بِأعْيُنٍ مفُتُوحَةٍ على مصراعيها
تَجْلسينَ في البيتِ يا فتنةَ الأجسادِ
تشْرَبينَ ألقاً تِلْوَ ألقْ
لا تشبهين الكائناتِ إلَّا في حنانها العالي
وحينَ تَلْمَسينَ جماداً صُدفَةً
يُحال إلى جمالٍ عاشِقٍ يصرُخْ.
تبذلينَ بِحاراً في الخطوِ
حينَ تَعبُرينَ بالمكانِ تُشْعلينهُ بالعذوبةِ
كل ما فيكِ يُعانِقُ بعضهُ
اللهفة بِنْتُ زنديكِ
كلما فاحَ وجهكِ في الزمانِ ذابَ المكانْ
تأخُذينَ البحر كلَّه بِسُمرتِكِ الفاتِنهْ
عندما تقولينَ تعالَ يا حبيبي
تأتيكِ الأشجارُ حتى
الفلوات الواسعةُ والوديان أيضاً تأتيك
بِحنانِ الجدَّاتِ تمسحينَ على أرواحنا المتعبة
أرواحنا التي تَتَيبَّس بالشوقِ
وتَلين حين تنام على صدركِ المفعم بالأمومة.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى