وساط جيلالي - اللقاء الأول

كنت قد سمعت عنه كثيرا لكن ذلك كان أول لقاء بيننا.
بعد ذلك، حين سينتقل أو سينقلوه للعمل معنا بالإعدادية، ستتوطد علاقتي به ونصير أصدقاء رغم فارق السن بيننا.
لكن، لنعد إلى اللقاء الأول :
كنت في حراسة الباكالوريا، ذهبت كمراقب للقاعة التي أرسلوني إليها، وزعت أوراق التحرير وتأكدت من الهويات وبقيت أنتظر المراقب الثاني، حين جاء سلم علي كأنه يعرفني من قديم، كان كهلا يرتدي بذلة حال لونها ويضع رباط عنق طويل جدا وينتعل حذاء مغبرا، جلس على مقعد المكتب وأخرج جريدة قديمة من جيبه وقربها من عينيه و بدأ يقرأ وهو يحرك شفتيه .
ظل يقرأ لمدة، وكان التلاميذ منهمكين في الإجابة حين وقف وطوى الجريدة وأعادها إلى جيبه وقال لي :
- سأعود
وخرج .
ثم رأيته من خلال زجاج النافذة يتجه نحو سور المؤسسة، وقلت مع نفسي: ترى إلى أين هو ذاهب ؟
وبقيت أتابعه إلى أن وصل السور ، وبدأ يتسلقه! سقطت منه الجريدة فعاد ونزل وأعادها إلى جيبه، تسلق مرة أخرى ثم أختفى في الخارج .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى