جدّي عبد المجيد..
عبد المجيد رمضان أبو العز..
كان لديه ثلاث صنادل...
موظّفين عند النهر..
حين كان النهر طيّباً
فتبرّع النهر طواعيةً...
بجنيّتين للحراسة
وبعض الجوافات
صندلٌ كان يحمل الطوب الأحمر..
وواحدٌ يحمل الزلط..
والأخير ربّما نقل عليهِ الجبل الأصفر
ونصف تلال الخطاطبة
فابتاع منه المُريدون أوطاناً صّغيرة...
بحجمِ الفستق الشّاميّ
وبحجم اختراعِ عيّلينِ لا يُنازعان الوطن
ويكتفيان بالحذر من حُفَرِ الشوارع
والحمدَ والشكرَ أنّها (جات على قد كدا)..
حين (تكعبلهما) الحارة...
التي كالثّعابين..
وبحجم العربات الكارّو..
أوطاناً ضيّقةً كحذاءْ
حتى أنّ الأمهات كنّ يقلنّ لأولادهنّ..
عندما يكُنّ راضياتٍ (وطّي وانت طالع)..
و(خد بالك م السّلّمة المكسورة)
وعندما يكنّ غاضبات...
وهنّ موقناتٌ بعدم الإجابة..
(إلهي تهفّك عربيّة)!
فمن أين تأتي العربات...
وأحلامهنّ صّغيرة لم ترنو إلى غير الدّعة..
وإيثارَ السلامة
..............
جدّي..
جدّي السيد إبراهيم الشقوير..
كان يعملُ بنّاءً..
كمْ بنى منْ قرى خالها مُحَصّنة..
ومنْ قبابٍ..
كي تجلب الطّراوة للمُصلّى
وبنى للعمدة قصراً مشيداً..
يراقبُ منه الباعة..
وهم يتبادلون الشّتائم
والبهائمَ التي تسوقُ الحرافيشَ خلفها.. (منجعصاً)
ومن الغريب...
أنّ جدّي كان يحبُّ الكُنافة
كان يصنعها بيديه بلا مَسْطَرِين
ويصنعُ شرباتها كدمشقيّ بارع
ويقطّعُها مربّعةً تماماً...
دون أنْ يشُدّ خيطوطه
قال علي الحجار...
(اللي بنى مصر.. كان في الأصل حلواني)
فنمتْ لي رقبة إضافيّة
جدّي السيد إبراهيم الشقوير..
منْ بنى مصر حقاً...
فقد كان جدّي بنّاءً..
وأيضاً كان يصنعُ الكنافة
..........
مات جدّايَ يوما..
فابتلعت الحكومة (ريقها)
وشرعتْ في قانون التّصالح
فهُدّمَتْ بِيَعٌ وصلوات...
ومساكنَ كنّا نرضاها
فهل كانت الأمّهاتُ غاضبات حقا
وهل كنّ يقصدن حين دعوْن علينا
(إلهي تهفّك جمهورية مصر (العربيّة)؟!
........................
السيد فرج الشقوير
https://www.facebook.com/photo.php?...MDxQL_Soz1OtYFHy2Ch2CxzAygrCsvq7xhxQhLocMpy4o
عبد المجيد رمضان أبو العز..
كان لديه ثلاث صنادل...
موظّفين عند النهر..
حين كان النهر طيّباً
فتبرّع النهر طواعيةً...
بجنيّتين للحراسة
وبعض الجوافات
صندلٌ كان يحمل الطوب الأحمر..
وواحدٌ يحمل الزلط..
والأخير ربّما نقل عليهِ الجبل الأصفر
ونصف تلال الخطاطبة
فابتاع منه المُريدون أوطاناً صّغيرة...
بحجمِ الفستق الشّاميّ
وبحجم اختراعِ عيّلينِ لا يُنازعان الوطن
ويكتفيان بالحذر من حُفَرِ الشوارع
والحمدَ والشكرَ أنّها (جات على قد كدا)..
حين (تكعبلهما) الحارة...
التي كالثّعابين..
وبحجم العربات الكارّو..
أوطاناً ضيّقةً كحذاءْ
حتى أنّ الأمهات كنّ يقلنّ لأولادهنّ..
عندما يكُنّ راضياتٍ (وطّي وانت طالع)..
و(خد بالك م السّلّمة المكسورة)
وعندما يكنّ غاضبات...
وهنّ موقناتٌ بعدم الإجابة..
(إلهي تهفّك عربيّة)!
فمن أين تأتي العربات...
وأحلامهنّ صّغيرة لم ترنو إلى غير الدّعة..
وإيثارَ السلامة
..............
جدّي..
جدّي السيد إبراهيم الشقوير..
كان يعملُ بنّاءً..
كمْ بنى منْ قرى خالها مُحَصّنة..
ومنْ قبابٍ..
كي تجلب الطّراوة للمُصلّى
وبنى للعمدة قصراً مشيداً..
يراقبُ منه الباعة..
وهم يتبادلون الشّتائم
والبهائمَ التي تسوقُ الحرافيشَ خلفها.. (منجعصاً)
ومن الغريب...
أنّ جدّي كان يحبُّ الكُنافة
كان يصنعها بيديه بلا مَسْطَرِين
ويصنعُ شرباتها كدمشقيّ بارع
ويقطّعُها مربّعةً تماماً...
دون أنْ يشُدّ خيطوطه
قال علي الحجار...
(اللي بنى مصر.. كان في الأصل حلواني)
فنمتْ لي رقبة إضافيّة
جدّي السيد إبراهيم الشقوير..
منْ بنى مصر حقاً...
فقد كان جدّي بنّاءً..
وأيضاً كان يصنعُ الكنافة
..........
مات جدّايَ يوما..
فابتلعت الحكومة (ريقها)
وشرعتْ في قانون التّصالح
فهُدّمَتْ بِيَعٌ وصلوات...
ومساكنَ كنّا نرضاها
فهل كانت الأمّهاتُ غاضبات حقا
وهل كنّ يقصدن حين دعوْن علينا
(إلهي تهفّك جمهورية مصر (العربيّة)؟!
........................
السيد فرج الشقوير
https://www.facebook.com/photo.php?...MDxQL_Soz1OtYFHy2Ch2CxzAygrCsvq7xhxQhLocMpy4o