أزقةُ المدينةِ العتيقةِ
مقهى عجوزٍ ثملٍ
في شارعِ الوجودِ الغائبِ
دخانُ سجائرٍ بلونِ الغسقِ
مقاعدٌ خشبيةٌ أكلَتْها رطوبةُ الأملِ
جثثٌ بنكهةِ أحياءٍ
أكوابُ شايٍ مختمرٍ
على وهجِ قذائفَ قديمةٍ
وشوشاتٌ
وخربشاتٌ
وأحاديثُ جوفاءُ
أدمغةٌ ملأى وأجسادٌ فارهةٌ
هناك تحتَ القنطرةِ عودٌ عثمانيٌّ
يعزفُ في سّرِهِ أنين الجوعى
وخلفَ السّاعةِ دقائق تتذمرُ
الليلُ يطولُ بطولِ الأبديةِ
وعجوزٌ لا يسأمُ مناظراتِهِ
يقصي شيخاً تارةً
ويجادلُ قسيساً طوراً
الخوفُ يسيرُ بين الشفاهِ
في قطارِ الجوعِ والفقرِ والقلقِ
الحطبُ كما الخطابُ صارَ رماداً
أطفأ الموقدُ ريحَ الحرّيةِ
بزغَ فجرٌ جديدٌ بثوبٍ قديمٍ
يهمُّ لاستقبالِ جثثاً أخرى
في تلك الأزّقةِ خارجَ المقهى
وجعُ أمهاتٍ
انكسارُ آباءٍ
صراخُ جوعى
وأكوابُ شايٍ جريحةٌ
هناك يعبرُ الله تحتَ قناطرَ البؤسِ
في حفرِ الحياةِ
ضوءُ المصابيحِ يتأرجحُ
تتمايلُ معها الأجسادُ
صاحبُ العودِ يرنّمُ صبحاً
قرقعاتِ البطونِ الجائعةِ
خارجَ المقهى
أطفالٌ بلا أمهاتٍ
بائعُ الجرائدِ
يبيعُ الصّمتَ والخيانةَ
يبيعُ الوطنَ ببضعِ مقالاتٍ
وماسحُ الأحذيةِ
يزيلُ غبارَ السّادةِ
فتلتصقُ بالفقراءِ
في الأزّقةِ ظلمةٌ تشبهُ غابةً عمياءَ
على بابِ المدينةِ العتيقةِ
كُتِبَ:
ممنوعةٌ هي الحياةُ
#صيدا القديمة
# رنه يحيى
مقهى عجوزٍ ثملٍ
في شارعِ الوجودِ الغائبِ
دخانُ سجائرٍ بلونِ الغسقِ
مقاعدٌ خشبيةٌ أكلَتْها رطوبةُ الأملِ
جثثٌ بنكهةِ أحياءٍ
أكوابُ شايٍ مختمرٍ
على وهجِ قذائفَ قديمةٍ
وشوشاتٌ
وخربشاتٌ
وأحاديثُ جوفاءُ
أدمغةٌ ملأى وأجسادٌ فارهةٌ
هناك تحتَ القنطرةِ عودٌ عثمانيٌّ
يعزفُ في سّرِهِ أنين الجوعى
وخلفَ السّاعةِ دقائق تتذمرُ
الليلُ يطولُ بطولِ الأبديةِ
وعجوزٌ لا يسأمُ مناظراتِهِ
يقصي شيخاً تارةً
ويجادلُ قسيساً طوراً
الخوفُ يسيرُ بين الشفاهِ
في قطارِ الجوعِ والفقرِ والقلقِ
الحطبُ كما الخطابُ صارَ رماداً
أطفأ الموقدُ ريحَ الحرّيةِ
بزغَ فجرٌ جديدٌ بثوبٍ قديمٍ
يهمُّ لاستقبالِ جثثاً أخرى
في تلك الأزّقةِ خارجَ المقهى
وجعُ أمهاتٍ
انكسارُ آباءٍ
صراخُ جوعى
وأكوابُ شايٍ جريحةٌ
هناك يعبرُ الله تحتَ قناطرَ البؤسِ
في حفرِ الحياةِ
ضوءُ المصابيحِ يتأرجحُ
تتمايلُ معها الأجسادُ
صاحبُ العودِ يرنّمُ صبحاً
قرقعاتِ البطونِ الجائعةِ
خارجَ المقهى
أطفالٌ بلا أمهاتٍ
بائعُ الجرائدِ
يبيعُ الصّمتَ والخيانةَ
يبيعُ الوطنَ ببضعِ مقالاتٍ
وماسحُ الأحذيةِ
يزيلُ غبارَ السّادةِ
فتلتصقُ بالفقراءِ
في الأزّقةِ ظلمةٌ تشبهُ غابةً عمياءَ
على بابِ المدينةِ العتيقةِ
كُتِبَ:
ممنوعةٌ هي الحياةُ
#صيدا القديمة
# رنه يحيى