محمد علي الرباوي - الشَّجَـرَة.. شعر

أَيَّتُهَا الشَّجَرَهْ.
كَمْ كُنْتُ أَنِطُّ هُنَا بَيْنَ الْأَغْصَانِ كَهَذَا الطَّائِرِ أَنْثُرُ حَبَّاتِ جُنُونِي بَيْنَ وُرَيْقَاتِكِ هَذِي الْمَلْأَى بِالْأَحْلَامِ الْعَطِرَهْ.
أَيَّتُهَا الشَّجَرَهْ.
كَمْ جِئْتُكِ عُصْفُوراَ يَتَوَضَّأُ بِالشِّعْرِ الرَّقْرَاقِ وَمِنْ أَغْصَانِكِ هَيَّأْتُ الْحَطَبَ الْيَابِسَ. يَغْلِي شَايٌ، أَشْرَبُهُ فِي عِزِّ الْحَرِّ مَعَ الْأَصْحَابِ الْبَرَرَهْ.
أَيَّتُهَا الشَّجَرَهْ.
هَا أَنَذَا الْيَوْمَ أَعُودُ إِلَيْكِ وَفِي يَدِيَ الْيُمْنَى غُصْنٌ مِنْ أَغْصَانِكِ.. هَذَا الْغُصْنُ الْيَابِسُ، هَذَا الضَّامِرُ، يَسْنُدُ هَذَا الْجَسَدَ الْمُرَّ، خُذِينِي بَيْنَ ذِرَاعَيْكِ، وَضُمِّينِي قَبْلَ يَجِيءُ الْفَجْرُ إِلَيَّ وَيَأْخُذَنِي مِنْكِ لِيُسْكِنَنِي فِي جَوْفِ تُرَابٍ أَبْيَضَ يَشْتَاقُ إِلَيَّ الْفَجْرُ.. دَنَا، وَرَوَائِحُهُ بَيْنَ شَوَارِعِ صَدْرِي مُنْتَشِرَهْ.
أَيَّتُهَا الشَّجَرَهْ.
آهٍ يَا أَيَّتُهَا الشَّجَرَهْ.

إفران: 02/09/ 2015


. من ديوان أشجار الدم

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى