د. رنه يحيى - خريفُ الحياة.. شعر

أحسدُكَ
أيُّها الخريفُ
أغارُ من أوراقِكَ الملوّنةِ
من ذلك العناقِ الّلطيفِ القويّ بين أغصانِكَ
من لحظةِ الدّفءِ المخبّأةِ خلفَ شمسِكَ
أغارُ على ترابِكَ من ندى الفجرِ
من ذلك السّقوطِ المتكبّرِ لأوراقِكَ
من تلك الزهورِ الهاربةِ من الرّيحِ
أخافُ عليك من ثلوجٍ
تُخفي أناقةَ ثوبِكَ الأصفرِ
أحسدُكَ
أيُّها الخريفُ
أحسِدُ جرأةَ أغصانِكَ العاريةِ
وصوتَ صفيرِ رياحِكَ المختالةِ
أحسدُ نشوةَ الحياةِ فيكَ
فعُريُكَ حياةٌ واصفرارُ خدّيكَ خلاصٌ
أنتَ ولادةُ الفصولِ
وحملُ النجومِ
ولقاحُ الوجودِ
في ثورتِكَ
نطفةُ الطبيعةِ
في رحَمِ الخلودِ
أحسدُكَ أيُّها الخريفُ
لأنّكَ لا تشبهُ الخريفَ في داخلي
خريفي خانَتْهُ الأوراقُ ورحلَتْ إلى الرّبيعِ
خريفي لم تأتِ فيه الشّمسُ على موعدِهَا
خريفي ارتدى لوناً واحداً
خريفي قهرَتْهُ الرّياحُ
أمّا أنتَ
فخريفُكَ طلّقَهُ الموتُ
واقترنَتْ به الحياةُ

#د. رنه يحيى

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى