سمر لاشين - مواسمُ القِطَافِ الكَاذبة..

المرأةُ التي أَعطيتُها كلِّي؛ لا تَسمعُنِي
هي، بالكادِ تَشعرُ بوجُودِي !

حينَ حدثتُها بأمرِ أولئك النّسوةِ
اللائي بتنَ ذاتَ ليلةٍ في سريرِي
وكان عليَّ أن أُقسّم نفسِي، بينهنّ، بالتّساوِي
وفعلتُ.
لم يُزعجها الأمر.
وقالتْ:
نحنُ نمارسُ الغوايَة؛ حين تشتدُ بنا الرغبة.
حين تصبحُ أعضاؤنا أجراسًا؛ تضربُ بقوةٍ
في أحشائنا.
نحنُ، لا دخلَ لنا بالأمرِ.
لا سُلطة لنا على أعضائنا،
حين تكون كاملةَ النضجِ.
نتركها تُقطف على عجلٍ، أو على مهلٍ،
لا يهم. بالنهايةِ،
الثمارُ الناضجة، لا يعنيها سوى القِطَاف.
( ما أشهى ثماركِ العالية..! ثماركِ يا امرأة ألا تحنُّ لقطافي ؟! )
تركتْ إحداهنّ حفرة في قلبي، ورحلتْ.
رحلتْ، كما الأخريات. وبقيتْ هي، ككلِّ مرةٍ،
تُخبرني حكاياتها -هذه المرّة حكتْ- :
"عندما كنتُُ صغيرة أحببتُ صبيًّا أصمَّ
يسمعُ بعينيهِ
يتتبع بأصابعهِ الكلمات على شفاهي،
مثلًا، جربتُ أن أقول له: أحبكَ
مشي خلف الألف، ونظرَ مباشرةً في عينِ الحاءِ، وجلسَ بجانبِ الباءِ،
وحين وصلَ إلي الكافِ نسى ما الذي أوصله إلى هنا
طلبَ منِي أن أعيدها ثانيةً:
أُ ح ب كَ، أحب ك، حبْ بِك، أحبكَ.
أُحبكَ كانت من الأصواتِ التي يصعب عليه فهمها
أو قراءتها على شفاهي.
كبرتُ، بحفرةٍ صماء في قلبي."
( ما أحجرَ قلبَكِ يا امرأة..! قلبُكِ المُعاق ألا يَشعرُ بي ؟! )
قالتْ: كلُّ الرّجالِ الذين أبصروا الضّوء في صدري؛
ضلوا الطريق، ولم يعودوا ثانيةً.
وقالتْ أيضاً:
أن يفكر فيكَ جسدي بهذه الطريقةُ الحارةُ
لا يعني أبداً أني أحبكَ.
رائحةُ رجولتكَ؛ هى من تدخلني بيتكَ،
وتنزع عني ملابسي،
وتفصّص جسدي؛ لتخرج مني نساء عديدات،
يبتن كلَّ ليلةٍ في سريركَ،
إلا أنا.
( - ألم تجرحكِ كثرة خطى النّساء، وهي تُدغدغ شوارع صدري ؟!
- لا. استوقفتني حجم المسافةِ بين حاجبيكَ، وتساءلتُ، كم تسَعُ من قبلات،ٍ لو مشيتُها؟. )

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى