جبار الكواز - أحاول أن أمسكَ هروبَ لحظةٍ

أحاول أن أمسكَ هروبَ لحظةٍ
منذُ نسيانٍ
أراها ولا تراني
وحين أرفعُ يدي مرحبا
تتعثّر كأنّ عينيّ
تشيران اليها بخفاء
آهربي ثمة ازقّةٌ
تقودُ إلى ازّقةٍ ما زالت سكرى
بإشارات مجانينها
كيف لي أن أُدجّن روحي
لتستقرّ بلا خذلان منها؟!
وعيناي
كيف أحثّهما على مغادرة رأسي؟!
رأسي الذي تسكنه الامكنةُ
وتغادره الاحلامُ خوفا منه
وهناااك
حيث أزقةٌ أخرى
أراها تضحكُ بمجونٍ
كأنها تقودني لأمسكها بخيوطِ
شرنقةٍ
تأبى أن تمزّقَ بيتَها
لتخرج منه دون جراحات
هي ذكرى
وليست ذكرى
فما زالت إضبارة آتهامي قادمةً
من وراء الحدود
آثمةً
بحبرها الامزيغي
و بحروفها الخلدونية
وبورقها المنقوع بأعشاب أفريقيا
تلك الاضبارة
التي قاومت الزمانَ
وسكنت( تختاُ) في مقهى( زليتن)
ما زالت تمتلك قوة المناورة
في غلقِ عيوني
ولجمِ لساني
وشللِ ساقيً
وانكسارِ قلمي
وحرق أوراقي
وبإصرارٍ عجيبّ
تقف أمامي وتقول:
إياكَ
إياكَ
فلن تمسكَها
دونَكَ
الوطنُ حدّاً
أيّها الحالمُ
بالحبِّ



L’image contient peut-être : 1 personne, lunettes et gros plan


1

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى