السعيد عبدالغني أحمد - التجريد والحلمنة في شعر وفاء الشوفي

اللغة تجريدية مركزة بوجودية وماورائية بهواجس ذاتية أولية ودلالاتها جزء كبير منها فلسفية.يقول الدكتور أنور غني الموسوي عن اللغة التجريدية " فالتجريد لا يعني عدم قصد المعنى بل هو قصد مركز للمعنى بنفسه كوحدة جمالية شعورية و ليس كوحدة توصيلية لغوية، أي التجريدية قصد شعوري للمعنى "إنها تصل للمعنى ،لجوهره بدون أى شوائب أو اصطناع مقصود أو غير مقصود.والتجريدية اللغوية هى الأكثر صدقا للتعبير عن ما يقصده الكاتب فعلاوعند وفاء بدون إغفال التفاصيل وهذا هو الأصعب الشره الموهبة.
تستخدم وفاء الكثير من الأساليب الكتابية في نصوصها
أولا : هناك أسئلة كثيرة شعرية في النصوص والأسئلة الشعرية أسلوب للمحاورة وإشراك القارىء في الهاجس حتى وإن لم تجاوب عليها فهي تقول مثلا
" هل أدْفأ ُ ؟
هل أصْطلي ؟

هل أنغرسُ في الأرض ِ
دونَ بذار ٍ؟ "
"هلْ يعْنيكِ
حتّى رثاءُ الأنبياء؟
وما جدوى الحبّ
بين سيفين ؟
واحد ٌ للقتل
والآخر للثأر
ويا أمَّ الخصْبِ
كيف َ أصبحتِ عاقرا ً ؟"
ثانيا : الجمل الكاملة المعنى كأنها تُفرد مشروحا بإثارة المخيلة إلى قصائد عدة
"حتّى السراب ُ
يمشي نحوَ الواهم ِ.
حتّى الأحلام
تَتَخلّقُ ألوانها
في انْجراف ِالحالم ِ. . "
ثالثا : الجمل القصيرة صاحبة المشهديات الواسعة كشعراء فلسفة الزن وإلخ والمد الجذري لدلالات وفائية خاصة مما يثير التساؤل ما هي نفس الشاعر ؟
"كُلّما عَلَوتُ
أقتربُ !

ولكن
تُطوى الرحلةُ في درج ٍ
ويبتلعُ الظلام ُالضوء ."
لدى وفاء الهوس بالكلمات ذات الدلالات الشاعرية الكبرى من المرآه للحلم للذكرى للسراب للنبع ..واللغة بسيطة وتراكيب الجمل ايضا كأنها صلصال طيع بلا حاجة إلا التعقيد التركيبي وهنا بسبب الحكمية النفسية الكبيرة لديها.اللغة بها نفحات ميثولوجية بأبعاد لغتها الذي تحاول الشاعرة بها التعدد الأسلوبي.
وكل شاعر له قاموسي تخاطري قريب ، قاموس كونه العوز لكشف هذه التصاوير في داخله به وعند وفاء اللغة ليست بعدا بل اللغة كونا آخر فلا تحس بينها وبين اللغة برازخا، فشعرها كلام قلبها المباشر.
هى لا تنتمى لتصنيف معين ولا أيدلوجية ظاهرة في الديوانين إلا للحلم مع حضور للكثير من أسئلة الهوية في الأيدلوجيات .وطرح مفاهيم الأمل واليأس والحد والانوثة والمعرّف.إلخ

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى