عادل نايف البعيني - بيروت..

بيروتُ يا
صَرخةَ الجُرحِ المُندّى
بالشّذَا
ويا تنهيدة الموّال
تحتَ الرّكامِ صَوْتٌ
يعصُرُ القلبَ
ربّاه كيفَ يُولدُ الألمُ،
ويُغتالُ الوليدْ؟
وما هذا الذي
يعزفُ أنشودةَ الوَجَعِ في أُذني.
وعلامَ هذا الشّدوُ مبحوحٌ؟
ويَخنقُهُ الأنينْ؟
الجرحُ يأكلُ نفسَهُ.
يمتدّ أُفُقاً وطولاً ويختزلُ المكان
كلُّ الجِهاتِ صارتْ مَداهْ!
كيفَ صارَ هذا الجرحُ
أعمقُ من صبري
بيروتُ ستبقينَ "ستّ الدّنيا"
فهذا الغبارُ سَيجلُو
سيخنقه النّدى
وتلك الغيمةُ السوداءُ التي تعَصَبَ جبينَك
ستلملم اطرافها وترحل
فأبناؤك الذين هبوا بالأمس
سيقتصون ممن أغمض العين عن مصيرك الدامي
ممن سرق بسمتك وأولغ في دمك
وسيحرثَون الفرحَ في قلوب المتعبين

بيروتُ رغم الوجعِ المقيمْ
رغم عصف الريح
وأيام فرحك القليلة
ستبقين أرزة لبنان الأثيرة
تراقِصين المجدَ
ويسمو بك
لبنانْ.
.....

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى