عماد الدين التونسي - الْإِخْتِيارُ

مِنْ غُصْنِ نسْلِ الْأحْرارِ
قدْ حان نسغُ الْأوْتارِ
فالصِّمُ كالْبرْقِ يسْرِي
لنْ يرْضى لفْح الْغدّارِ
مِنْ رام التّغْْيِيب عمْدًا
أوْ دسّ جمِّ الْأضْرارِ
ما بيْن الزّجِّ بالْمنْفى
و لْتُنْفى جُلُّ الْأسْرارِ
أوْ زهْقُ الرُّوحِ بِالسِّجْنِ
كيْ تُمْحى كُلُّ الْأخْبارِ
تزْيِيفُ ما كُنّا نمْلِكْ
مشْرُوعُ أعْداءِ الدّارِ
تعْذِيبِي تغْيِيبِي يُنْسى
والْأرْضُ ناقُوسُ السّارِي
يا منْ خُيِّرْت فإِخْترْت
جُبّ الْخوّانٍ الْمِسْيارِ
إِنْ كُنْتُ لازِلْتُ سكْتًا
فالصّمْتُ دفْقُ الْأنْهارِ
أنّاتِي نبْضٌ الْآفاقِ
لِلرِّجْسِ سيْفُ الْبتّارِ
ترْجمْتُ لحْن الْعُشّاقِ
بِالْحُبِّ خِصْب الْأشْعارِ
ما بيْن التّصْرِيحِ حِينًا
أوْ عبْر جيْشِ الْأحْرارِ
منْ ثارُوا بِالصّوْتِ قالُوا
بِالصُّبْحِ قطْفُ الْأنْوارِ
يا نجْسُ إِمْتدّ حُكْمُكْ
بِالظُّلْمِ دوْمُ الْغدّارِ
فِي عيْنِ الْحُرِّ قدْ هُنْت
بلْ كُنْت أسْباب الْعارِ
بِالصّبْرِ ما لِنْتُ يوْمًا
و الْيومُ فوْتُ الْإِنْذارِ
فالْحقُّ فِي ردْمِ الْخوْفِ
و الْنّصْرُ دعْمُ الْإِصْرارِ
الْآن ما عُدْتُ عبْدًا
لحّاس الْفوْحِ الْأمّارِ
ما عُدْتُ قيْدًا قدِيمًا
مِنْ فرْطِ عُهْرِ الْأشْرارِ
تُمْسِي ذلِيلاً بِالْفُجْرِ
و الْفجْرُ لِلشّهْمِ الْمِدْرارِ
لا تنْسى حُكْم الْأقْدارِ
فالْحُرُّ عُنْوانُ الْأطْيارِ
مِنْ يوْمِ وعْدٍ بِالْعوِدِ
و الْعوْدُ أصْلٌ لِلْغار
بِالْيُسْرى رفْضُ الْأشْواكِ
و الْيُمْنى زرْعُ الْأزهارِ

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى