مصطفى صوالح محمد - وجه المدينة

رُدِي عَــلَـيَّ مَـوَاقِـعِـي وَمَـوَاجِـعِـي
أَوْ فَاسْبَحِي إِنْ شِئْتِ في أَغْوَارِي
أَوْ فَــارْقُـصِـي طَــرَبًـا إِذَا أَحْـبَـبْـتِنِي
لاَ شَــيْءَ يَـصْـمدُ فــي أَتُــونِ الـنَّارِ
وَحْـدِي أُطـاَرِدُ طَـيْفَ أَحْـلَى نَـجْمَةٍ
لاَ تَـتْـرُكِـي لِــي خَـيْـبَتِي وَدَمَــارِي
أنَـــا شَــاعِـرٌ وَقَـصَـائِـدِي تَـغْـتَـالُنِي
وَسَـفَـائِـنِـي قَــــدْ مَــلَّـهَـا إِبْــحَـارِي
أنَــا فـي الـوُجُودِ مُـسَافِرٌ وَمَـرَافِئي
ضَـيَّـعْـتُـهَـا فَـاغْـتَـالَـنِي مِــشْــوَارِي
وَحْـدِي أُفَـتِّشُ في حَقَائِب خَيْبَتِي
وَحْــــدِي أُلَــمْـلِـمُ ذِلَّــتِـي وَبَـــوَارِي
لاَ تَـتْـرُكِـي قَـلْـبِـي الَّـــذِي أَحْـيَـيْته
لاَ تَـرْحَلِي ... بَـلْ فَامْكُثِي بِجِوَارِي
إِنِّــــي أُحِــبُّــكِ فَــلْأَمُـت إن قـلـتـها
لَـنْ أَنْـتَفِي ... وَبِـصُحْبَتِي أَشْعَارِي
لاَ لَـــنْ أُطـــاَرِدَ بَــعْـدَ حُـبّـك نَـجْـمَةً
لاَ لَــــنْ أُغَــيِّـرَ وُ جْـهَـتِـي وَقَـــرَارِي
وَجْـــهُ الـمَـديـنَة قَـــدْ تَـغَـيَّـرَ فَــجْـأةً
لاَ الـلَّـيْـلُ لَـيْـلِي..لاَ الـنَّـهَارُ نَـهَـارِي
لاَ مَــاء يَـنْـبعُ مـنْ أَصَـابِع وحْـشَتِي
لاَ غَــيْــم تُــــورِقُ دُونَــــه أَمْــطَـارِي
أَنَــا مُــذْ عَـرَفْـتُكِ يَـا صَـغِيرَة سَـائِحٌ
لَـــحْــنٌ تُــسَـافِـرُ خَــلـفـهُ أوْتَــــارِي
هَـيْـهَاتَ تَـخْـضَعُ لِـلـصِّغَارِ عَـزِيمَتِي
الــنَّــخْـلُ يَـــهْــزِمُ قُـــــوَّةَ الإعْــصَــارِ
هـيهاتَ أَبْـقَى فـي كُـهُوفِكِ ضَـائِعًا
يـــا شـمـس دَرْبِــي الـغَـائِر الأَنْــوَارِ
مِــنْ أَيِّ لَــوْنٍ قَــدْ أَتَـيْـت حَـبِـيبَتِي
طَــعْـمُ الـمَـدينَة خَـلْـف كُــلّ جِــدَارِ
أَهِـــي الـمـديـنةُ طَـوَّقَـتْـنِي عُــنْـوةً
فَـسرت تُهدهدُ نهر عُمري الجَارِي
أَهِــيَ الـمَـدِينَةُ أَوْدَعَـتْـنِي سِـرَّهَـا
فَـمَـضَيْتُ أَكْـشِـفُ دُونَـهَـا أَسْـرَارِي
لاَ لَـسْـتُ مَــنْ بَــاعَ الـبَرَاءَةَ خِـسَّةً
لــــن تـعـتـريـني حُــمَّــة الأَسْــعَــارِ
يَــــا كُـــلَّ لَــحْـنٍ رَائِـــع يَـجْـتَـاحُنِي
صُـونِي الهَوَى وَلِتَسْكُنِي أَشْعَارِي

الشاعر مـصـطفى صوالـح محمد ـ الوادي ـ

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى