عندما كنتُ طفلاً لم أرد أن أصير كاتباً
لم أسع لأن أملأ رأسي بالكلمات،
لم أقل لأقراني سأكون أميراً مثل أبي فراس
أو منبوذاً مثل ويتمان .
كنتُ أود أن أنعم بالنور
بمحبة جيراني و صديقاتي اللواتي
ألتقطهن بالإشارة لا بالحكي.
عندئذ أوكل لي جدي لأمي
أن أشعل المصابيح الكبيرة حول السياج
ثمّ
بعد ذلك تم زرع أشجار مكان المصابيح كلها .
أتعرفون لم أنا أكتب الآن
لأضغط على الأزرار ذاتها
فتضيء الأشجار!
♤
لست بهلواناً لكنّ ملابسي تجف فور ما أخرجها
من الحوض.
سألتُ أطباء و تجرأت لأدعو
الله أن يهبني السكينة و النوم .
لقد غسلتُ قميصي الآن
و جفّ،
مطرتْ السماء و ظل ورق الصفضاف لامعاً
أما قميصي فلا.
أليس الأمر مرعباً ؟
لن أقول لأحد عن محنتي
لن أترك كل شيء كما هو
لن أتردد بتمرير كمّي الأيمن على عيني
لاِسترداد دموعي!
♤
أمي لا ترى الآن
لقد عاشتْ حياة طويلة وهي تنتظر
اسمي في الجرائد
ذات يوم أخبرتها إن اسمي
و قصيدتي ها هما في هذه الصفحة.
تمسكُ بيدي وهي ترتعش كقمر الأمواج
لتقول :-
دلني على اسمك
لا تدعني أتلمس أسماء المدن
المهجورة في الأخبار!
♤
أكتب متمدداً على فراشي
و تكتبين واقفة ،أعرف ذلك فقد عشتُ معك
في زمن ما
نختار كلمات تلائم مواجعنا
أسفنا و قمحنا الرطب و شواطئنا ،
نختار كلمات نختم بها رسائلنا
ثمة أشياء لا تودين كتابتها فتجلسين
و أشياء تلح علي لأكتبها فأقوم !
♤
الأشجار تزعم إنها قادرة
على أن تكسو العصافير الصغيرة
فورقها المحتشد
يمكنه أن يصلح لذلك
هذا جزء من جفاف مخيلتها
لأن المجد الآثم لا يوجد في الريش!
♤
كانوا حين يرفعونني على ظهورهم
لأهتف: عاشت بلادي
في الألم و الضوء
في الحرب و النوم
أعطس فجأةً
يهزأ بي أقرأني و يضربني معلمي
قائلاً إن الحكاية
ليستْ مزحة.
عندما صاروا يرفعونني الآن
تقفز مني دمعة لتشكّل
بيتاً مسدوداً
يجب أن أعطس نيابة
عن الغرباء لأفتح لهم الباب!
♤
أنا في منتصف عمري لحيتي ليست كثيفة
كلحية السحرة و القديسين
و أصدقائي الذين أعرفهم
لم يمت منهم غير القليلين
الذين أخطأوا دروبهم
سألني ولد صغير وأنا أكتب كلماتي و أرددها
كيف يخطئ الواحد دربه مثلا؟
فتجاهلته
أنني لا أعرف شيئاً ،
أنا في منتصف عمري و لا أعرف
كيف أقود حياتي كما تفعل الشجرة
أخشى أن تستقر أوراقي الخفيفة
عند جذوري!
♤
أتمشى كشبح عملاق
لا يفكر بالأشياء الصغيرة التي يدوسها
تهرب الأطفال
و تنسحب النسوة داخل البيوت
لكنكِ تقفين
بوجهي
بتعبك و صغر حجمك و يديك
لحظة تصيبني بالرعشة
أنحني لأحبك
أنا الشبح المغلوب.
كلا
أنا إنسان خائف
من أن أصير شبحاً
و يضيع طريقي !
♤
أتعرى في غرفتي لأتشمس
إنها غرفة موصودة بالخشب
و الأحجار
لكن الأشعة ستجد حيزاً لتدخل
عندما نحب الأشياء
تخدمنا الشمس
و تصلي من أجلنا المياه أيضاً
أنت تضحكين
تعتقدين أنني أكذبُ
إن المياه كلّها تسجد على هيئة شلالات !
عامر الطيب
لم أسع لأن أملأ رأسي بالكلمات،
لم أقل لأقراني سأكون أميراً مثل أبي فراس
أو منبوذاً مثل ويتمان .
كنتُ أود أن أنعم بالنور
بمحبة جيراني و صديقاتي اللواتي
ألتقطهن بالإشارة لا بالحكي.
عندئذ أوكل لي جدي لأمي
أن أشعل المصابيح الكبيرة حول السياج
ثمّ
بعد ذلك تم زرع أشجار مكان المصابيح كلها .
أتعرفون لم أنا أكتب الآن
لأضغط على الأزرار ذاتها
فتضيء الأشجار!
♤
لست بهلواناً لكنّ ملابسي تجف فور ما أخرجها
من الحوض.
سألتُ أطباء و تجرأت لأدعو
الله أن يهبني السكينة و النوم .
لقد غسلتُ قميصي الآن
و جفّ،
مطرتْ السماء و ظل ورق الصفضاف لامعاً
أما قميصي فلا.
أليس الأمر مرعباً ؟
لن أقول لأحد عن محنتي
لن أترك كل شيء كما هو
لن أتردد بتمرير كمّي الأيمن على عيني
لاِسترداد دموعي!
♤
أمي لا ترى الآن
لقد عاشتْ حياة طويلة وهي تنتظر
اسمي في الجرائد
ذات يوم أخبرتها إن اسمي
و قصيدتي ها هما في هذه الصفحة.
تمسكُ بيدي وهي ترتعش كقمر الأمواج
لتقول :-
دلني على اسمك
لا تدعني أتلمس أسماء المدن
المهجورة في الأخبار!
♤
أكتب متمدداً على فراشي
و تكتبين واقفة ،أعرف ذلك فقد عشتُ معك
في زمن ما
نختار كلمات تلائم مواجعنا
أسفنا و قمحنا الرطب و شواطئنا ،
نختار كلمات نختم بها رسائلنا
ثمة أشياء لا تودين كتابتها فتجلسين
و أشياء تلح علي لأكتبها فأقوم !
♤
الأشجار تزعم إنها قادرة
على أن تكسو العصافير الصغيرة
فورقها المحتشد
يمكنه أن يصلح لذلك
هذا جزء من جفاف مخيلتها
لأن المجد الآثم لا يوجد في الريش!
♤
كانوا حين يرفعونني على ظهورهم
لأهتف: عاشت بلادي
في الألم و الضوء
في الحرب و النوم
أعطس فجأةً
يهزأ بي أقرأني و يضربني معلمي
قائلاً إن الحكاية
ليستْ مزحة.
عندما صاروا يرفعونني الآن
تقفز مني دمعة لتشكّل
بيتاً مسدوداً
يجب أن أعطس نيابة
عن الغرباء لأفتح لهم الباب!
♤
أنا في منتصف عمري لحيتي ليست كثيفة
كلحية السحرة و القديسين
و أصدقائي الذين أعرفهم
لم يمت منهم غير القليلين
الذين أخطأوا دروبهم
سألني ولد صغير وأنا أكتب كلماتي و أرددها
كيف يخطئ الواحد دربه مثلا؟
فتجاهلته
أنني لا أعرف شيئاً ،
أنا في منتصف عمري و لا أعرف
كيف أقود حياتي كما تفعل الشجرة
أخشى أن تستقر أوراقي الخفيفة
عند جذوري!
♤
أتمشى كشبح عملاق
لا يفكر بالأشياء الصغيرة التي يدوسها
تهرب الأطفال
و تنسحب النسوة داخل البيوت
لكنكِ تقفين
بوجهي
بتعبك و صغر حجمك و يديك
لحظة تصيبني بالرعشة
أنحني لأحبك
أنا الشبح المغلوب.
كلا
أنا إنسان خائف
من أن أصير شبحاً
و يضيع طريقي !
♤
أتعرى في غرفتي لأتشمس
إنها غرفة موصودة بالخشب
و الأحجار
لكن الأشعة ستجد حيزاً لتدخل
عندما نحب الأشياء
تخدمنا الشمس
و تصلي من أجلنا المياه أيضاً
أنت تضحكين
تعتقدين أنني أكذبُ
إن المياه كلّها تسجد على هيئة شلالات !
عامر الطيب