عماد الدين التونسي - سُطُورٌ مِنْ شِفَاهِ لُغَةٍ

الْآهُ عُنْوَانُ دِيوَانِي فَذِي لُغَةٌ
سَتَذْرِفُ الدَّمْعَ كَالْأَنْهَارِ فَائِضَةٌ
فِيهَا السُّكُونُ وَ لَيْلُ التِّيهِ غَيَّبَهَا
حَرْفٌ وَ يَنْطِقُهَا مَوَّالُهُ الشَّفَةُ
زَمَانُ عَصْرِ النِّدَاءَاتِ التِّي تُلِيَتْ
فِي مَوْكِبِ الدَّفْنِ أَكْفَانٌ وَفَاتِحَةٌ
أُدِيرُ عِصْيَانَ آمَالِي أَنَا قَلَمٌ
مَا زَالَ يَرْسُمُ فَالْأَشْوَاقُ صَاخِبَةُ
نَصِّي رُؤَاءُ الْمُرِيدِينَ الْذِّينَ أَتَوْا
حُرُوفُهُمْ فِي رِحَابِ الْعِشْقِ خَاشِعَةْ
فَالضَّادُ مَدْرَسَةٌ بِالْحُبِّ عَامِرَةٌ
خَطُّ الْمَعَاجِمِ آيَاتٌ مُقَدَّسَةٌ
تَسْمُو كَسُنْبُلَةٍ مِعْرَاجُهَا أُفُقٌ
أُسْطُورَةٌ مِنْ فَصِيحِ الْقَوْلِ مُعْجِزَةٌ
إِنَّ الْبَلَاغَةَ سِحْرٌ فِي رِوَايَتِنَا
وَ فِي الْبَيَانِ كَلَامُ الطِّفْلِ أُغْنِيَةٌ
يَا طُمَأْنِينَةَ نَفْسِي تِلْكَ أُحْجِيَتِي
وَ لَوْحَتِي فِي رِيَاضِ الرَّسْمِ زَاهِيَةٌ
ضَاءَتْ كَمَا قَمَرُ النُسَّاكِ آخِرُهُ
رَبِيعُهَا وَطَنُ الْأَلْوَانِ مُبْهِرِةٌ
هَذَا التُّرَابُ كَظِلِّ الْأُمِّ أَحْضُنُهُ
فَلْتَعْزِفِي الْحِينَ لَحْنَ الْوَجْدِ يَا رِئَةُ
وَ مِنْ سَمَا مُدُنُ الْأَحْلَامِ ذِي دُرَرٌ
تُسَابِقُ الشَّمْسَ بِالْأَلْوَانِ مُشْرِقَةٌ
تُغَسِّلُ الْجُرْحَ مَاءُ السٍّدْرِ زَمْزَمُهَا
هِيَ الْعَلَامَةُ لَا زَيْفٌ وَ لَا عَنَتُ
كُحٌْلٌ يُزَيِّنُهَا وَ الْعَيْنُ مَسْرَحُهَا
لِلْآنَ تَبْرَقُ كَالنَّجْمَاتِ جَوْهَرَةٌ
لَا ذَنْبَ لِلشُّعَرَاءِ الْهَائِمِينَ بِهَا
فَقُبْلَةُ الْخَدِّ فِي الْأَلْحَانِ دَنْدَنَةٌ
هَذِي رَسَائِلُ حَبْلِ الْوِدِّ فِي سَفَرٍ
مِينَاؤُهَا لَحْظَةٌ كَالْأَلْفِ وَامِضَةٌ
تَشْدُو تُسَامِرُ ذَاتَ الْبَيْنِ أَسْطُرُهَا
مِثْلَ التَّرَائِبِ بِالْأَوْجَاعِ مُوقَدَةٌ
نَفَضْتُ غُبَارَ يَوْمِ الْهَائِمِينَ أَنَا
وَفَاءُ وَعْدٍ لِصَوْتِ الْحَقِّ أَلْتَفِتُ
فَالْلَّفْظُ تَعْبِيرُ إِحْسَاسٍ يُخَالِجُنِي
وَ كَفُّ حِبْرِي عَلَى الْأَوْرَاقِ شَاهِدَةٌ
هَوِيَّتِي رَايَةٌ أَعْلَامُهَا شُهُبٌ
عَلَى ضِفَافِ مُرُوجِ الْمَجْدِ بَارِقَةٌ

عِمَادُ الدِّينِ التُّونِسِيٌّ

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى